عروبة الإخباري – كتبت الإعلامية ليلى القحطاني
جاء لقاء سمو الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي عهد دولة الكويت، مع جلالة الملك عبدالله الثاني، ملك المملكة الأردنية الهاشمية، في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ليعكس أهمية التعاون العربي في ظل التحديات الجسيمة التي تواجه المنطقة، وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على لبنان. اللقاء يعبر عن حرص القيادات العربية على توحيد الجهود في مواجهة تلك التحديات وتعزيز التنسيق مع الأطراف الدولية الفاعلة لتحقيق أهداف مشتركة تخدم مصلحة الأمة العربية.
يأتي هذا اللقاء في لحظة حساسة من تاريخ المنطقة، حيث تتواصل الأعمال العسكرية الإسرائيلية ضد لبنان، ما أدى إلى تصاعد التوترات وتفاقم الأزمة الإنسانية، وأبرزت هذه المحادثات بين الشيخ صباح الخالد والملك عبدالله الثاني أهمية التعاون الإقليمي والدولي لوقف النزاع والتخفيف من حدة تداعياته على المدنيين.
كلا القيادتين أدركتا أن تجاوز هذه الأزمة لا يتم إلا عبر الجهود المشتركة، وأن التنسيق مع القوى الدولية المؤثرة يشكل حجر الأساس لأي حل دائم ومستقر. فإلى جانب الجهود الدبلوماسية التي يبذلها العالم العربي، هناك حاجة ملحة للتعاون مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على الأطراف المتصارعة من أجل إنهاء العنف.
يُعد موقف الكويت، ممثلاً بسمو الشيخ صباح الخالد، ثابتاً في دعم القضايا العربية، ولا سيما في الوقوف إلى جانب لبنان خلال محنته. الكويت، التي طالما كانت رمزًا للعمل الإنساني والدبلوماسي في المنطقة، تدرك جيدًا أن إنهاء الحرب يتطلب ليس فقط التحرك العربي بل تضافر الجهود الدولية لإيجاد حلول سياسية واقتصادية مستدامة.
من جهته، كان الملك عبدالله الثاني ولا يزال أحد الأصوات الرائدة في المنطقة التي تدعو إلى الاستقرار والسلام. وقد شدد في هذا اللقاء على ضرورة توحيد الصف العربي وتكثيف الجهود لوقف هذه الحرب، فالأردن، بموقعه الجغرافي الحساس وتاريخه في الوساطة الإقليمية، يلعب دورًا محوريًا في تحقيق التوازن والدفع نحو الحلول السلمية.
أكد اللقاء كذلك على أهمية العمل مع الأطراف الدولية الفاعلة، مثل الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، لضمان توجيه الجهود نحو حل شامل. فالضغط الدولي على إسرائيل لوقف عملياتها العسكرية من جهة، ودعم لبنان في تجاوز الأزمة الإنسانية من جهة أخرى، يُعدان أساسيين لإحراز تقدم ملموس.
التعاون الدولي يجب أن يكون مبنيًا على مبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان، وهو ما شددت عليه القيادتان خلال هذا اللقاء. وبهذا الصدد، يلعب التنسيق مع المجتمع الدولي دورًا حاسمًا في وضع حد للصراع الدائر وحماية المدنيين.
لقاء سمو الشيخ صباح الخالد مع جلالة الملك عبدالله الثاني يعكس روح التعاون العربي والرغبة المشتركة في تجاوز الأزمات الإقليمية عبر الحوار والدبلوماسية، وهو دليل واضح على أهمية التحرك العربي الجماعي وتكثيف الجهود بالتعاون مع الأطراف الدولية لوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان.