قالت المنظمة العالمية الأرصاد الجوية، إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتبر المنطقة الأكثر جفافًا في العالم حيث تضم 12 من أكثر دول العالم ندرة في المياه: وهي الأردن والجزائر والبحرين والكويت وليبيا وعمان والأراضي الفلسطينية وقطر والمملكة العربية السعودية وتونس والإمارات العربية المتحدة واليمن.
وقال خبراء من المنظمه في مقرها بجنيف خلال لقاء جمعهم مع مجموعة من الصحفيين والناشطين الأردنيين، نظمته السفارة السويسرية في عمان، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هي موطن لـ 6% من سكان العالم وأقل من 2% من إمدادات المياه المتجددة في العالم.
وفي حين كشف الخبراء أن أكثر من 60% من المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تأتي من خارج المنطقة، أكدوا أن هذه المياه العابرة للحدود تخلق صراعات مع دول المصدر.
وبحسب ارقام المنظمة فأنه وفي المتوسط، يبلغ توفر المياه 1200 متر مكعب فقط، أي أقل بست مرات تقريبًا من المتوسط العالمي البالغ 7000 متر مكعب، في حين ذكر الخبراء ان الأردن تعيش اوضاعا مائية صعبة بسبب ندرة المياه.
وكشف خبراء المنظمة، أن معظم دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومن بينها الأردن لا تستطيع تلبية الطلب الحالي على المياه بشكل مستدام.
وتوقعوا مع النمو السكاني وزيادة الطلب، أن ينخفض نصيب الفرد من المياه المتاحة إلى النصف بحلول عام 2050. ومن المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى انخفاض بنسبة 20% في هطول الأمطار وارتفاع معدلات التبخر مما سيجعل المياه أكثر ندرة.
وبينوا أن الشرق الأوسط وخاصة الأردن، مقبل على ارتفاع درجات حرارة عن المتوسط العام بحسب التوقعات، بالإضافة لتراجع هطول الأمطار ما سيزيد التصحر في أراضيها نظرًا لأن 85٪ من المياه يستهلكها قطاع الزراعة..
وأوصى الخبراء بضرورة اتباع الممارسات الزراعية الذكية مناخيًا وطرق الري الأفضل لرفع إنتاجية المياه في قطاع الزراعة، بالإضافة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي بكفاءة أكبر، و المزيد من الاهتمام بإدارة الطلب على موارد المياه في المنطقة (الاستخدام الرشيد).
واعتبروا أهمية الاستماع لخطة العمل التنفيذية لمبادرة الإنذارات المبكرة للجميع التي دعت إلى استثمارات أولية جديدة بين عامي 2023 و 2027 بقيمة 3.1 مليار دولار أمريكي–وهو مبلغ سيكون ضئيلًا مقارنةً بالفوائد وتجنب الكوارث.
وعن درجات الحرارة بين الخبراء أنه وبين عامي 2000 و 2019، حدثت ما يقرب من 480 الف حالة وفاة مرتبطة بالحرارة كل عام، 45 في المائة منها في آسيا و36 في المائة في أوروبا.
وتظهر ارقام المنظمة أن الفترة من 2011 إلى 2020 كانت الأكثر دفئًا على الإطلاق في تاريخ تسجيل درجات الحرارة، وأن فقدان الأنهار الجليدية والغطاء الجليدي غير مسبوق، بالإضافة لتسارع ارتفاع مستوى سطح البحر، وحرارة المحيطات وتحمضها تلحق الضرر بالنظم البيئية البحرية.
واعتبروا أن الطقس المتطرف يقوض التنمية المستدامة، إلا أن الخبر الجيد أن طبقة الأوزون في طريقها إلى التعافي.
وعن العام الماضي قالت المنظمة أن عام 2023 هو العام الأكثر دفئًا على الإطلاق، حيث وصلت الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي إلى مستويات قياسية مرتفعة في عام 2022، و كان مستوى سطح البحر هو الأعلى على الإطلاق في عام 2023، و كانت حرارة المحيط هي الأعلى على الإطلاق في عام 2023.
كما بلغ الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية أدنى مستوى له على الإطلاق في شباط 2023 و استمر المظاهر الجوية المتطرفة في التسبب في تأثيرات اجتماعية واقتصادية شديدة في مختلف دول العالم