عروبة الإخباري –
الأمير مجيد أرسلان الذي نستذكره اليوم في الذكرى الـ41 لرحيله، هو رمزٌ خالد من رموز التاريخ اللبناني، وقائدٌ فذٌّ ترك بصماته في مراحل مفصلية من نضال لبنان في سبيل استقلاله وسيادته. وُلد الأمير مجيد في بيتٍ متأصل في الوطنية والعروبة، حيث نهل من تقاليد أجداده الشجاعة والحكمة التي جعلت منه شخصية محورية في حياة الوطن، وبالأخص في فترة الانتداب الفرنسي ومعركة التحرر الوطني.
عرف اللبنانيون الأمير مجيد أرسلان ليس فقط كقائد سياسي، بل كقائد ميداني كان له دورٌ بارز في استقلال لبنان عام 1943. في تلك اللحظة المفصلية من تاريخ الوطن، وقف الأمير مجيد بجانب رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الحكومة رياض الصلح، متحديًا الضغوط الخارجية والداخلية ليصبح رمزًا للوحدة الوطنية وصوتًا للمقاومة في وجه الهيمنة الأجنبية.
إلى جانب مساهمته الكبيرة في معركة الاستقلال، تميّز الأمير مجيد أرسلان بحكمته السياسية وحنكته في التعامل مع الأزمات. كان مُدافعًا شرسًا عن حقوق الوطن والمواطن، وفي الوقت نفسه دبلوماسيًا بارعًا يجيد الموازنة بين المصالح المحلية والإقليمية، محافظًا على سيادة لبنان وحريته في زمنٍ كانت فيه التحديات كبيرة.
ورغم تقلّبه في المناصب الوزارية والقيادية، ظلّ الأمير مجيد أرسلان بعيدًا عن الحسابات الشخصية، وكان يعمل دائمًا لصالح الوطن والشعب. عرفه الناس بتواضعه وتفانيه لخدمة أبناء وطنه، إذ كان يقف إلى جانب الفقراء والمحتاجين، مدافعًا عن كرامتهم وحقوقهم، مما جعله محبوبًا ومحترمًا من كافة الأطياف اللبنانية.
في ذكرى رحيل الأمير مجيد أرسلان، لا يسعنا إلا أن نستذكر دوره العظيم في تاريخ لبنان، ونستحضر في قلوبنا تلك القيم التي جسّدها من كرامة، شجاعة، وعزة. اليوم، بعد مرور 41 عامًا على غيابه، يبقى إرثه حيًا في ضمائرنا وذاكرة الوطن، ويبقى مثله قدوة للأجيال القادمة. فقد كان الأمير مجيد أرسلان بحق رمزًا لوطنٍ أبى إلا أن يكون حرًا، وساهم في بناء دولة تليق بشعبها وتاريخها.
فلنحفظ ذكرى هذا الرجل العظيم، ولنستلهم من حياته دروسًا في الشجاعة والوطنية، لنبني مستقبلًا يليق بتضحياته وتضحيات رجال ونساء لبنان الذين ناضلوا من أجل حرية واستقلال وطنهم.