عروبة الإخباري –
قتل الكيان الصهيوني العديد من أعضاء حزب الله حين فجر القنابل الموقوتة في أجهزة البيجر المحمولة على الخصر، وأثبت الصهاينة أنهم يملكون أذرع طويلة وعلاقات قوية مع عديد الدول العالمية والشركات متمددة الأذرع، لتكون جريمة “البيجر” إعتراف صهيوني عن سلسلة من الجرائم السابقة والتي كانت تبحث لبنان وإيران عن الأيادي التي فعلتها، ليتأكد الجميع بأن سقوط طائرة الرئيس إبراهيم رئيسي لم تكن صدفة أو بسبب الأحوال الجوية، بل هي عملية عسكرية تم تنفيذها عن بُعد من خلال السيطرة على الطائرة أو تفجير قنبلة كانت مزروعة فيها منذ استلامها، وربما بسبب العبث ببعض أجهزة الطائرة لتصبح هذه الأجهزة بمثابة قنبلة صامتة.
وتطور الهجوم الصهيوني على لبنان ولم يتوقف عند “البيجر” ليطال الهواتف والأجهزة المعتمدة على البصمة وأجهزة تعمل بالطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم، ليشعر العرب في شتى الدول أنهم يحملون في بيوتهم وسياراتهم قنابل موقوتة قد تتسبب في قتلهم بأي لحظة، لينتقل الرعب بصورة شمولية من الإرهاب الصهيوني لعديد الدول والشعوب، وكشفت هذه القدرات أيضاً أن الكيان الصهيوني وبمساعدة أمريكية هو من دمر ميناء بيروت، مما يُشير إلى أن المواجهة العربية الصهيونية دخلت مرحلة جديدة توجب على الدول العربية وقف استيراد جميع أجهزة الاتصال إلا من شركات محددة معروفة بنزاهتها وعدم وجود ولاءات سياسية لديها أو أن تقوم بصناعة احتياجاتها الإلكترونية.
واستغرب العالم الغربي قبل العربي من حجم ونوعية الإرهاب الصهيوني، وشعرت العواصم الأوروبية أن إجرام الكيان قد يصل لأي دولة تتخذ قرارات تتعارض مع رغبة عصابة الحُكم في تل الربيع المحتلة، وهذا أمر يصب في مصلحة القضية الفلسطينية بعد أن ظهر الكيان الصهيوني كدولة إرهابية تقتل كل من يمكنها الوصول إليه وبطرق غير مشروعة، والغريب ان الكيان الصهيوني ورغم خسائره المتزايدة في عدوانه على غزة لم يستخدم هذه التقنية أو إنه استخدمها وفشلت، ولم تستطع أن تخترق الأنفاق وربما يستخدم رجال المقاومة في غزة طرق جديد في التواصل والاتصال لا تعتمد على الأجهزة اللاسلكية وهو ما يدعو حزب الله إلى تغير طرق الاتصال كونها مخترقة.
لقد أشعل الكيان الصهيوني الفتيل الأخير للحرب التي توقعها غالبية خبراء العالم بعد أن خرج الكيان من بيت الطاعة الأمريكي وتنمر على الرئيس الهش بايدن، ليشعر قادته في ظل وجود بن غفير وسموتريش أن الكيان دولة عظمى ويحق له أن يمارس في فلسطين ولبنان وسوريا ذات الدور الذي لعبته واشنطن وباريس ولندن في العراق وليبيا واليمن وأفغانستان، ليقتل رئيس إيران ورئيس المكتب السياسي لحماس وعديد قادة حزب الله وصولاً لجريمة “البيجر”، وهذه أمور ستنفجر في وجه القيادة العنصرية إقليمياً وعالمياً لتكون بداية نهاية الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية واللبنانية والسورية.
آخر الكلام:
أدرك حزب الله وإيران أن مواجهة الكيان الصهيوني تتطلب أكثر من الصواريخ، ويدركان أنهما محظوظان كون هذه الانفجارات لم تحدث خلال الحرب المتوقعة لأنها كانت كفيلة بإنهاء الحرب وإلحاق أضرار كبيرة لا يمكن تجاوزها، ويبدوا أن الصهاينة يحاولون تجنب حرب مع حزب الله وإيران بإدخال الرعب لهما لإبقاء الحرب بينهم في أدني مستوى من المواجهات