عروبة الإخباري –
الشراع –
أبدأ بما أعلنه الجيش الصهيوني بعد احتلاله بيروت في 15/9/1982 بعد حصار المئة يوم ، اثر اجتياح الصهاينة جنوبي لبنان اعتباراً من 6/6/في ذلك العام .
قال بيان للجيش الصهيوني انه اتم احتلال بيروت ( مع ارتكابه مجزرة مخيمات صبرا وشاتيلا والداعوق) .. من دون ان يخسر اي آلية او جندياً واحداً
وهذه هي شهادتي على الخسارة الحقيقية للجيش الصهيوني وكذبه :
كنت في غرفة عمليات الاتحاد الاشتراكي العربي في المصيطبة في بيروت ، وكان امين عام الاتحاد والمسؤول العسكري الاول الاخ عمر حرب يتلقى اتصالاً عبر جهاز خاص من امين عام الجبهة الشعبية – القيادة العامة احمد جبريل .
كان جبريل يتحدث من دمشق ، يحث حرب على مقاتلة الصهاينة ويقول : اهجموا عليهم من اسطح المباني ، اقفزوا عليهم من الشبابيك ، وكان عمر يؤكد له ذلك ثم يبتسم ويلوي عنقه وهو يلتفت لي !
كنت اعرف تماماً ان جبريل وجماعته غادروا لبنان ولم يبق منهم احداً ، وكانت قوات الاتحاد الاشتراكي العربي هي آخر قوة عسكرية تقاتل العدو الصهيوني في بيروت ( مرفق رسالة من الكولونيل الصهيوني ليخمان للأخ عمر يقول له فيها انه مستعد لإعطائه كل الضمانات له ولمن معه كي يتفاوض معه، وان جيشه يسيطر سيطرة تامة وتحكم الطوق على العاصمة ).
كان هناك شاب من الاتحاد قتل عند احدى ساحات شارع مار الياس ، ولم يستطع مقاتلو التنظيم سحب جثته بسبب القنص الذي كان يمارسه العدو على كل من يقترب منه ،وكانت الأضواء تبدو من بعيد في ليل بيروت المظلم ، مؤشراً إلى حدث غريب يحصل من دون ان ندرك كنهه (، ثم عرفنا ان مجازر المخيمات في ذروتها )… لكن روائح صهر الحديد تقتحم الأنوف .
تركت مقر الاتحاد الاشتراكي متوجهاً وزوجي وابنتي نسرين وابني أحمد إلى منزل عائلة زوجي في برج ابي حيدر ،وكنا كلما توجهنا صعوداً إلى وجهتنا ،ازداد اقتحام الروائح الكريهة انوفنا وصدورنا ،لنكتشف مصدرها ، فإذا هي مجنزرات وناقلات جند ومصفحات صهيونية أحرقتها قذائف المقاومين الوطنيين اللبنانيين في منطقة جسر سليم سلام ( نشرنا هذه الصور المرفقة في كتاب مصور ويتضمن يوميات الحرب أعددته خلال وبعد الحرب ونشرته تحت اسم :”بيروت – احتلال عاصمة عربية “.
وفي اليوم التالي، واثناءتوجهي من برج ابي حيدر إلى مقر الشراع لفتني بفخر منظر دبابة صهيونية سقطت في حفرة في جسر سليم سلام بعرض وطول عدة امتار سقطت بعد ان فجر مقاتلو الاتحاد الاشتراكي راجمة صواريخ كاتيوشا في نفق الجسر ، اثناء مرور قافلة عسكرية صهيونية فوقعت الدبابة ( مرفق صورتها ) لتكون هذه الوقائع هي الرد العملي على كذب ادعاءات الجيش الصهيوني ( المستمرة حتى اليوم في غزة وفي الجليل ) .