بيان صادر عن الجبهة العربية الفلسطينية، يصادف اليوم ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، تلك المجزرة البشعة التي ارتكبها الاحتلال الصهيوني وأعوانه في مثل هذا اليوم قبل 42 عامًا. في هذه الذكرى الأليمة، يستمر الاحتلال الصهيوني في تنفيذ أبشع الجرائم ضد الإنسانية، متمثلاً في العدوان المستمر على قطاع غزة، و ارتكاب المجازر يوميا دون رادع من ضمير او اخلاق او قانون.
أكثر من 41,206 شهيد، معظمهم من الأطفال والنساء، و95,337 جريح، إلى جانب الآلاف من المفقودين تحت الأنقاض، تُعدّ أرقاماً تعكس فظاعة الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال بحق شعبنا.
إن هذه الجرائم التي ترتكب اليوم في غزة تُذكّرنا بتلك الأيام السوداء في تاريخنا، حين تمّت إبادة الأبرياء في مخيمات صبرا وشاتيلا بدم بارد، تحت مرأى ومسمع العالم. المجزرة التي لا تزال شاهداً على وحشية الاحتلال وغطرسته، تتجدد في هذه اللحظات في غزة، حيث يُقتل المدنيون ويُدمّر كل مقومات الحياة بشكل ممنهج.
اليوم، ونحن نستذكر المجزرة الرهيبة التي ارتكبت في 16 سبتمبر 1982، تؤكد أن الاحتلال لم يتغير، وأن سياساته الإجرامية تستهدف القضاء على الوجود الفلسطيني. إن إرهاب الدولة الذي يمارسه الاحتلال عبر عقود من القتل والتدمير والحصار هو نهج مستمر يستهدف كسر إرادة شعبنا وتصفية قضيته العادلة.
إن الجبهة العربية الفلسطينية تشدد على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الأخلاقية والتاريخية تجاه شعبنا الفلسطيني، فلا يمكن للعالم أن يظل صامتاً أمام هذه المجازر التي تُرتكب اليوم في غزة، كما التزم الصمت إزاء مجازر صبرا وشاتيلا. إن استمرار هذا الصمت هو تواطؤ مع الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية.
نؤكد في الجبهة العربية الفلسطينية أن شعبنا لن ينسى مجازر الاحتلال ولا تضحياته، وأن النضال من أجل الحرية والكرامة سيظل مستمراً حتى تحقيق حقوقنا الوطنية المشروعة. اليوم، كما في الأمس، سيواصل شعبنا الصمود والثبات والتجذر في ارضه.
إن ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا يجب أن تكون تذكيراً للعالم بأهمية محاسبة الاحتلال على جرائمه المستمرة، فإيقاف الإرهاب الصهيوني هو واجب أخلاقي وإنساني يقع على عاتق كل القوى الحية في هذا العالم.
الجبهة العربية الفلسطيني