عروبة الإخباري – اشرف محمد حسن –
تظاهر نشطاء من الطواقم الطبية في بريطانيا أمام مبنى وزارة الخارجية في لندن تزامنا مع اجتماع عقده الوزير ديفيد لامي مع نظيره الأميركي انتوني بلينكين وحملت هذه المظاهرة الطارئة شعار “لا مرحبا بمجرمي الحرب في بريطانيا” حيث المتظاهرون الولايات المتحدة بتمكين الكيان الصهيوني من مواصلة عدوانه الوحشي وابادته الجماعية لابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وقتل الطواقم الطبية والمدنيين في القطاع وتأتي زيارة بلينكن إلى لندن لافتتاح الحوار الإستراتيجي الأميركي البريطاني وحول الزيارة قالت الخارجية البريطانية في بيان لها إن المملكة المتحدة والولايات المتحدة ستعملان على تعميق التزامهما بالعلاقة الاقتصادية والأمنية التي جعلتهما حليفين وشريكين تجاريين لأكثر من 80 عاما، حيث “يستكشف الحليفان الوثيقان سبل مواصلة تعزيز العلاقة الخاصة” بينهما حسب البيان .
التظاهرة جاءت بشكل طارئ كما اسلفنا بالرغم من موقف السلطات البريطانية والأجهزة الأمنية هناك الذي يحاول منع اية تفاعلات مناصرة للشعب الفلسطيني حيث يواجه عدد من الناشطين المناصرين للقضية الفلسطينية في بريطانيا تهما ثقيلة بالإضافة الى ملاحقات بموجب “قانون الإرهاب”، مما أحدث صدمة وجدلا في صفوف الحقوقيين، وكذلك الجمعيات والمنظمات الداعمة لحقوق الانسان وحرية الرأي والتعبير في المملكة المتحدة، خصوصا أن هذه المتابعات تأتي بعد أسابيع قليلة من تولي حزب العمال قيادة البلاد ويواجه ريتشارد بارنارد، وهو من مؤسسي منظمة “فلسطين أكشن” تهمة خرق قانون الإرهاب، بسبب عدد من الخطابات التي ألقاها في مدينتي مانشستر وبرادفورد وذلك منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر الماضي واندلاع حرب الإبادة الجماعية على غزة .
في وقت سابق نشرت مقالاً تحت عنوان ” كثر التهلي بيجيب الضيف الرديء” كان ذلك قبل أربعة اشهر وتعد هذه المقولة من الامثال الشعبية في بلادنا التي تتسم بالحكمة وكنت قد كتبت المقال على خلفية زيارة وزير الخارجية الأمريكي انتوني بليكن ( السابعة ) للمنطقة آنذاك منذ انطلاق طوفان حيث وجد كل الترحيب الرسمي كالمعتاد وتضمنت زيارته عدة دول عربية بالإضافة الى الكيان الصهيوني قال في ذلك الوقت ان زيارته تهدف الى التوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة وخفض التصعيد العسكري في المنطقة والى غير ذلك من الكلام والتصريحات المنمقة الفضفاضة وما كان من نتيجة لهذه الزيارة سوى منح النتن ياهو أربعة اشهر إضافية لاقتراف المزيد من اعمال الإبادة الجماعية في فلسطين وحشد المزيد من القوات الامريكية للدفاع عن الكيان الصهيوني فهل زياراته للمنطقة والدول العربية تحديداً بعد هذا الكم من الكذب والنفاق بالإضافة الى باقي المسؤولين الأمريكيين فعلياً مرحب بها ؟
لعل ما قام به الشهيد ماهر الجازي رحمه الله بعمليته البطولية ضد الصهاينة والتي اشاعت الفرحة والارتياح الشعبي في الشارع الأردني لوجدنا النتيجة تؤكد على عدم الترحيب بأي مسؤول امريكي او أوروبي ممن يدعمون الكيان الصهيوني ولا مبرر اصلاً للوجود الغربي عموماً في المنطقة كونهم شركاء للكيان الصهيوني في جرائم الإبادة الجماعية وما وجودهم او زياراتهم الا بهدف إعطاء المزيد من الدعم لهذا الكيان ولمنع أي رد سواء كان عسكرياً او سياسياً او حتى شعبياً ولو استطعنا القيام باستفتاء شعبي في العالم العربي عموماً حول وجود القوات الامريكية في المنطقة وزيارات كافة المسؤولين الأمريكيين والغربيين عموماً غير مرحب فيه نهائياً فهم من لا امان.. ولا عهد لهم..!