اجمع خبراء اقتصاديون ان المشروع الاستثماري للسِّكك الحديديَّة الذي وقع امس بقيمة 2.3 مليار دولار لربط ميناء العقبة بمناطق التعدين في الشيدية وغور الصافي يجسد الشراكة الاستراتيجية الممتدة بين الأردن ودولة الامارات العربية الشقيقة.
ولفت الخبراء في احاديث الى الراي إلى ان العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة ودولة الامارات تشهد زخما كبيرا وشراكة استراتيجية ممتدة، حيث تحتل الاستثمارات الاماراتية في الأردن صدارة الاستثمارات العربية التي تبلغ 17 مليار دولار ليعزز بها حجم المشاريع الاستثمارية الجديدة التي تم التوقيع عليها نهاية العام الماضي بحزمة قيمتها 5،5 مليار دولار بحضور قائدي البلدين.
وأكد وزير النقل السابق والخبير في قطاع النقل مالك حداد أن هذا المشروع يعد من أهم المشاريع التي تحتاجها المملكة من اجل زيادة الصادرات الأردنية للأسواق الخارجية بكل سهولة ويسر واختصارا للفترات الزمنية في نقل البضائع من مناطق الفوسفات والبوتاس إلى ميناء العقبة.
وبين حداد ان التوقيع على اقامة المشروع يحتم علينا زيادة كمية الصادرات منها ما سينعكس على الناتج المحلي الاجمالي وتعزيز تنافسيتها في الاسواق العالمية، مشيرا الى ان المشروع مقدمة لمشاريع أخرى تخص نقل الركاب.
وقال حداد ان هذا مشروع يخص نقل البضائع وخاصة الفوسفات والبوتاس وهذا سيساعدنا أيضا في الربط المستقبلي مع جمرك الماضونة في عمان كما كان مخططا في موضوع لجنة التحديث الاقتصادي لجنة النقل واللوجستيات والذي كان مخططا في الأصل أن يكون في الماضونة بعمان وصولا الى ميناء العقبة مرورا بالشيدية والبوتاس والذي سيكون له انعكاس كبير على الاقتصاد الوطني وتخفيف كلف النقل على المواطن.
ولفت حداد إلى أن المشروع له تأثير على المشغل الاردني والمحلي وجذب الاستثمارات الاجنبية.
وقالت وزيرة النقل السابقة لينا شبيب تعد هذه الاتفاقية قفزة نوعية وتكمن أهميتها بكونها منظومة صناعة جديدة من شأنها أنها ان توجد فرص عمل وتغييرا جوهريا في قطاع النقل واستدامته.
وأشارت الى أن الاتفاقية تهدف لربط مراكز الفوسفات والبوتاس مع ميناء العقبة وكانت المشكلة سابقا تكمن في الكلف العالية لمشروع السكك الحديدية في منطقة العقبة فإذا تم تجاوز هذا المشروع يمكن أن يمتد ويصل لعمان والزرقاء وباقي المحافظات فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة.
وأكدت شبيب سيكون تغيير كبير للواقع الاقتصادي للأردن فالنقل شريان الحياة وليس خدمة لكنه شيء اساسي لتطوير منظومة الاقتصاد بشكل عمومي فهو قطاع مشغل للعمالة، بالاضافة الى ان السكك الحديدية تعتبر أكثر أمنا نظرا للحوادث التي يشهدها الطريق الصحراوي، معربة عن املها في ان تصل السكك الحديدية لمنطقة الماضونة في عمان.
وقال الخبير الاقتصادي والمالي زياد الرفاتي ان المملكة الأردنية الهاشمية تحتفظ بعلاقات تاريخية ومتجذرة مع الشقيقة دولة الامارات العربية المتحدة، وكانت زيارة سمو الشيخ رئيس دولة الامارات الى المملكة في شباط الماضي وزيارات جلالة الملك اليها تأكيد على عمق العلاقات بين البلدين والحرص على التشاور والتواصل والتنسيق المشترك لخدمة الشعبين الشقيقين والقضايا العربية المصيرية وفي اطار الجهود الميذولة للوقف الدائم لاطلاق النار في غزة وايصال المساعدات الانسانية والتأكيد على انهاء الصراع العربي الاسرائيلي على أساس حل الدولتين.
واشار الرفاتي الى ان دولة الامارات تقوم بدور وجهد دبلوماسي دولي بارز بهذا المجال في المحافل الدولية، وتنسق مع الجانب الأردني في ايصال المساعدات الطبية والاغاثية وتنفذ انزالات جوية مشتركة على المستشفيات الميدانية الأردنية في قطاع غزة التي لا تصلها القوافل البرية، وساهمت في تقديم الدعم لانشاء المبنى الجديد للقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية الذي اقتتح تحت الرعاية الملكية السامية وبحضور الأشقاء الاماراتيين.
ولفت الى ان العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين المملكة ودولة الامارات تشهد زخما كبيرا وشراكة استراتيجية ممتدة، حيث تحتل الاستثمارات الاماراتية في الأردن صدارة الاستثمارات العربية التي تبلغ 17 مليار دولار ليعزز بها حجم المشاريع الاستثمارية الجديدة التي تم التوقيع عليها نهاية العام الماضي بحزمة قيمتها 5،5 مليار دولار بحضور قائدي البلدين ولتكون ضمن مشاريع خطة التحديث الاقتصادي وتعكس الثقة العميقة للأشقاء الاماراتيين بالاقتصاد الأردني ومساره التصاعدي وتحقيق الطموحات الوطنية في التنمية المستدامة والشاملة.
وبين ان التوقيع الأردني الاماراتي أمس لوثائق انشاء مشروع استثماري للسكك الحديدية بقيمة 2،3 مليار دولار لربط ميناء العقبة بمناطق التعدين في الشيدية وغور الصافي وسيستغرق تنفيذه خمس سنوات بحلول عام 2030 يأتي جزءا من تلك الحزمة وتنفيذ عملي للمشاريع التنموية الاستراتيجية والحيوية والبنية التحتية المتفق عليها في تلك الحزمة وتعكس الارادة القوية للجانبين في السير بتنفيذ المشاريع على أرض الواقع وضمن الجداول الزمنية لها وبما يعود بالمنفعة المشتركة على الجانبين.
وذكر انه ومن المتوقع أن يكون لهذا المشروع ميزات وايجابيات على الاقتصاد الوطني، حيث سيساهم في زيادة القدرات التصديرية الأردنية من منتجات الفوسفات والبوتاس وتعزيز الصناعات التعدينية وورفع تنافسية ميناء العقبة وقطاع النقل وزيادة مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي التي تبلغ حاليا نحو 6% الذي يعتبر أكثر القطاعات تأثيرا على حياة المواطنين والاقتصاد وخفض كلف النقل والعبور لمسافات طويلة وتأهيل سكة حديد العقبة ونقل تلك المنتجات بفعالية وكفاءة عالية مع المحافظة على البيئة وتوفير فرص عمل جديدة وكبيرة لما يحتاجه من أيدي عاملة، وذلك ينسجم مع استراتيجية قطاع النقل للأعوام القادمة وتحسين البنية التحتية له واستقطاب وحشد وتحفيز الاستثمارات حيث يعتبر من أكثر القطاعات الاقتصادية حاجة لها.
وقال الخبير الاقتصادي حسام عايش ان توقيع وثائق انشاء مشروع السكك الحديديه باستثمار وتمويل إماراتي في الأردن لا شك انه واحد من المشاريع الاستثمارية والاستراتيجيه الكبرى في الأردن وسينقل العمل الاقتصادي والتجاري والتعديني والوجستي إلى مستويات أعلى على المستوى التقني والمعرفي والتكنولوجي وأيضا على مستويات حجم المناولات التعدينيه المختلفه من الفوسفات والبوتاس.
واضاف ان هذا المشروع سيزيد قدرات الأردن اللوجستية والتصديريه بحجم كما يقول القائمون على المشروع ب ١٦ مليون طن من منتجات الفوسفات والبوتاس منها ١٣ مليون طن من الفوسفات و٣ مليون طن من منتجات البوتاس وسيعمل هذا المشروع بعد استكماله بالعمل على إطلاق عمليه اقتصادية على جانبي هذا المشروع ومساره سواء كان الامر يتعلق بالمسار نحو منطقه الشيدية او نحو غور الصافي مرورا بوادي عربه وسيعيد أحياء هذه مناطق مرور سكه الحديد بما يؤدي إلى استثمارات أخرى تكمل هذا الاستثمار اللوجستي الكبير وتسمح باعطاء ميناء العقبه دورا مهما واستراتيجيا لجهة الحركه اللوجستية في المنطقه.
ولفت الى انه وبالتالي فإن هذا المشروع بحد ذاته يمهد لنقلة اقتصادية كبرى لان واحدا من أهم ادوات التطوير العملية الاقتصادية والاستثمار للثروات الطبيعية وغيرها بما فيها الثروات المعدنية حيث هي تشكل احد مرتكزات الرئيسيه للعمليه الاقتصادية في الأردن هو تطوير النقل وتطوير النقل ليس فقط بتطوير التقليدي وإنما تطويره بنقله نوعيه على مستوى التكنولوجيا وعلى مستوى النوعيه الناقل الجديد.
واشار الى ان سكة الحديد التي ستكون احد اهم المفاتيح الاضافية لتطوير الأداء الاقتصادي الأردني وتسريع وتيرة نقل السلع وخاصة الثروات المعدنية ومن ثم تقليل الكلف المتعلقة بالنقل مما يؤدي إلى زياده تنافسية المنتجات التعدينية في الأسواق العالمية وبين أن هذا المشروع سينعكس على الأداء الاقتصادي وفق ما تحدثت عنه رؤية التحديث الإقتصادي.