«ابشر بالفزعة» من العبارات الرائجة التي لا تصرف هكذا بالمجان لمن يعنيها قلبا وقالبا. حتى تصل الثقة بالتلبية إلى هذا الحد لا بد من رصيد قد يكون تراكميا استغرق أجيالا أو انفعاليا قام على موقف واحد ربما على تصريح أو شعار من بضع كلمات كتلك التي تعني سوى البلاغة والفصاحة وأحيانا الرطانة. صحيح أن الشعارات خاصة في الحملات الدعائية انتخابية كانت أم تسويقية لأي سلعة أو منتج تعتمد اللغة الرشيقة والكلمات الرنانة الطنانة إلا أنها في سوق الاقتصاد وعالم السياسة لا تصرف إلا بالأفعال. الانبهار لا يعني التأثير أبدا أو دائما.
في انتخابات العالم، خاصة في الدول الديموقراطية، ولو في الحد الأدنى أو الصوري كما في بعض النظم الشمولية والقمعية، المطلوب محدد سلفا بوصف المرشح الفائز الذي حظي برضى الناخبين، وصفه بالممثل أو النائب. المطلوب من سعادته أن يمثل دائرته وليس فقط ناخبيه أو حزبه أو عشيرته. بذلك هو ينوب عنهم جميعا في وظائف من أهمها الرقابة والتشريع. وفي الحالين هو متحدث من جهة ومفاوض من جهة أخرى. من واجب سعادته إسعاد دائرته الانتخابية أولا بما يتحدث تحت القبة وبما يفاوض -وهذا هو الأهم- في أروقة المجلس النيابي وأحيانا خارجه إن كان مثلا في وفد يمثل البلاد برلمانيا كوطن وليس كدائرة انتخابية أو حزب سواء كان ذلك داخل ربوع الوطن أو خارجه بوجود أو غياب تغطية إعلامية من أي نوع كان خاصة ذلك المعروف بالمقولة الشعبية: صوّرني وأنا مش داري»!
نحب ونقدّر كل من ترشح لهذه الأمانة التي تخشى من حملها الجبال خاصة في هذه المنطقة من العالم في هذا الزمان الصعب للغاية، الصعب إلى حد عدم السماح بتكرار الخطأ ولو كان سهوا وعن نية صالحة ورغبة خيّرة. المأمول ألا ينتهي الدعم بظهور نتائج الانتخابات. نجح أو لم يحالف التوفيق مرشحنا الثقة أكبر من نتائج قد تتغير في الدورة المقبلة. الناجح وجب دعمه بما يمكنه من الشق الثاني والأهم بعد النيابة وهي المونة. أن ينوب المرشح عنا شيء تحدده أرقام مانحي الثقة، لكن الثقة الأكبر هي التي تدوم وتحيل من ينوب عنا إلى من يمون علينا وعلى من يفاوض باسمنا وزيرا كان أو زميلا حليفا أو منافسا تحت القبة من السلطة التشريعية. هي روح الفريق الواحد التي تجعلنا نمون على بعض، نتحمّل بعض، نحب بعضنا بعضا كما الجسد الواحد، كما أوصانا رب العالمين قبل أن توصينا بذلك قيادتنا الهاشمية في كل خطاب سامي يفتتح فيها البرلمان. الوطن أكبر منا جميعا، هذا ليس تنظيرا، هذه حقيقة مجردة سيخسر كثيرا من ينساها أو يتناساها. كلنا عابرون والمقر سيبقى عرينا أردنيا هاشميا قبل العرس الديموقراطي وبعده. غدا تتمة المراد من المرشح المظفّر الذي نريده أن ينوب ويمون..
ينوب ويمون* بشار جرار
33