عروبة الإخباري –
المجموعة قصصية “حياة أخرى لعمر مضى”، للكاتبة ريم قمري تعتبر عملًا أدبيًا جريئًا يعالج قضايا اجتماعية حساسة ومعقدة في المجتمعات العربية. من خلال هذا العمل، تطرح ريم قمري عدة ظواهر اجتماعية تنبثق من الفروقات الثقافية والنفسية والجنسية، مما يدفع القارئ إلى التفكير العميق في هذه الظواهر ومناقشتها.
أحد المحاور الأساسية في هذه المجموعة القصصية هو نقد المجتمع الذكوري والعادات والتقاليد التي غالبًا ما تجعل المرأة ضحية لهذه المنظومة. تُسلط الكاتبة الضوء على العلاقات المبنية على أسس خاطئة، التي تؤدي في النهاية إلى مشاكل نفسية واجتماعية. تتناول الرواية أيضًا قضية الشذوذ الجنسي، ليس فقط من منظور أنه انحراف نفسي، بل باعتباره ظاهرة تؤثر على كل من الرجال والنساء على حد سواء. تبرز الرواية كيف أن الشذوذ يمكن أن يكون مرتبطًا بمشاكل أعمق داخل المجتمع، مثل القمع الجنسي والثقافي، ومحاولة التكيف مع معايير اجتماعية غير عادلة.
ما يميز أسلوب، المبدعة ريم قمري، هو قدرتها على التشويق والإثارة من خلال السرد، حيث يتورط القارئ في الأحداث والشخصيات بشكل يجعله يشعر وكأنه جزء منها. يتمكن القارئ من التفاعل مع الشخصيات ومتابعة تطورات حياتهم، مما يعزز من تأثير الرواية وأهميتها.
بشكل عام، يمكن القول إن “حياة أخرى لعمر مضى” ليست مجرد مجموعة قصصية للترفيه، بل هي عمل أدبي يفتح بابًا للنقاش حول قضايا محورية تمس حياة الناس بشكل مباشر، وتشجع على إعادة التفكير في الكثير من المعتقدات والتقاليد التي ربما تكون قد تجاوزتها الحياة الحديثة.