خرج مئات آلاف الإسرائيليين في تظاهرات في مناطق مختلفة يطالبون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإبرام صفقة تسمح بالإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، كما دعت أكبر نقابة عمالية إلى إضراب عام الاثنين.
وقالت صحيفة هآرتس، إن مئات الآلاف يطالبون نتنياهو بإنهاء صفقة المحتجزين في احتجاجات في أنحاء مختلفة، وقدرت القناة الـ13 عدد المتظاهرين في تل أبيب بقرابة 280 ألفا.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن منظمي الاحتجاجات قولهم إن 700 ألف شخص تظاهروا في جميع المناطق، وإن عدد المشاركين في التظاهرة الرئيسة في كابلان في تل أبيب يبلغ 550 ألفا.
وعثر جيش الاحتلال الإسرائيلي على جثث ستة محتجزين في نفق في جنوب قطاع غزة، وقالت إنهم قتلوا على ما يبدو قبل وقت قصير من وصول القوات إليهم، وهو ما أثار احتجاجات ودعوات للإضراب بسبب الفشل في إنقاذهم.
أما حركة حماس فحمّلت نتنياهو والإدارة الأميركية المسؤولية عن تعثّر مفاوضات وقف العدوان، وإطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، مضيفة: “كما نحمله كامل المسؤولية عن حياة الأسرى، الذين قتلوا برصاص جيشه”.
وقال مسؤولون كبار في حماس إن إسرائيل، برفضها التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار، هي المسؤولة عن مقتل المحتجزين، وفق الحركة الإسلامية.
وقال سامي أبو زهري القيادي في حماس لرويترز “نتنياهو هو المسؤول عن مقتل الأسرى الإسرائيليين، وهو حريص على قتل الجميع للاستمرار في الحرب… ولذا على الإسرائيليين أن يختاروا بين نتنياهو أو الصفقة”.
ووسط تصاعد في الغضب العام بشأن مصير باقي المحتجزين، دعا رئيس اتحاد نقابات العمال الإسرائيلي (الهستدروت) أرنون بار دافيد إلى إضراب عام الاثنين للضغط على الحكومة من أجل التوصل إلى اتفاق لإعادة المحتجزين، وقال إن مطار بن غوريون، مركز النقل الجوي الرئيسي في إسرائيل، سيُغلق بدءا من الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (05:00 بتوقيت غرينتش).
وأضاف دافيد “التوصل إلى اتفاق أهم من أي شيء آخر”، كما دعا وزير جيش الاحتلال يوآف غالانت، الذي اختلف مرارا مع نتنياهو، إلى التوصل إلى اتفاق، وحث زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي تولى رئاسة الحكومة سابقا، الإسرائيليين على الانضمام إلى تظاهرة في تل أبيب.
وفي القدس المحتلة، أغلق محتجون طرقا وتظاهروا أمام مقرّ إقامة رئيس الوزراء. كما اصطف محتجون على جانبي بعض الطرق ملوّحين بالعلم الإسرائيلي تعبيرا عن حزنهم لمقتل المحتجزين الستة، وأظهرت لقطات من الجو إغلاق الطريق السريع الرئيسي في تل أبيب بأعداد حاشدة من المحتجين يلوّحون بصور المحتجزين الذين قتلوا.
وأعلنت الخدمات البلدية في تل أبيب وأنحاء أخرى تنظيم إضراب لنصف يوم الاثنين تضامنا مع المحتجزين وأسرهم.
وطالب (منتدى عائلات المحتجزين) نتنياهو بتحمل المسؤولية وتوضيح ما الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق.
وقال مكتب نتنياهو إن رئيس الوزراء تحدث إلى أسرة ألكسندر لوبنوف، الذي كانت جثته من بين تلك التي استعادها جيش الاحتلال الإسرائيلي، واعتذر لهم وعبّر عن “حزنه العميق”.
لكن أسرة المحتجز كرمل جات قالت إنها رفضت التحدث إلى نتنياهو، ودعت بدلا من ذلك الإسرائيليين إلى الانضمام إلى الاحتجاجات.
وقال أحد أقارب المحتجز في إكس “انزلوا إلى الشوارع وأغلقوا البلاد لحين عودة الجميع، لا يزال من الممكن إنقاذهم”.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الأميركي هيرش جولدبرج بولين (23 عاما) من بين المحتجزين الستة القتلى وإنه “محطم وغاضب”.
ولم تفلح حتى الآن مفاوضات متقطعة تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر منذ أشهر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار، على الرغم من تزايد الضغوط الأميركية وزيارات عديدة لمسؤولين كبار للمنطقة.