عروبة الإخباري –
الدستور – د. مي بكليزي
نعم سيدتي سلّامة الجماعيني، ِنعم ما دونتِ ووصفتِ، فمن منا وفينا، لم تعف حالها؟ لا بل، وتزهق منها.
كل الحكايا الجميلة التي حيكت في كتابك، تسبر غور واقع مفقع مدقع، فأعباء الحياة ومناكفاتها، أوصت لنا بوجع تتخلله أوجاع، ومصارعات مع النفس أولا ثم مع الآخرين.
جميلة هي النماذج المتعددة التي عرضتِها في كتابك، للأم المثقلة بالأعباء، للفتاة الملبدة بالأحلام التي تحث خطاها ليلا نهارا لتحققها، وتلك المطلقة التي انتهى بها المطاف مع أولادها لتربيهم وتنحت بإبرة في بحرٍ شاطئا آمنا لهم، وتلك الأرملة التي توفي عنها زوجها فبدأت رحلة موجعة مع الأيام والليالي، علها تنجو بها من عذابات وأهوال الواقع الذي غالبا يلومها ويعاقبها، عل ذنب لم ترتكبه.
وتلك المرأة التي تجهز ابنتها لتكون عروسا من طراز رفيع، تبذل في سبيل ذلك كل وسيلة لتكون هي الأحلى والألمع، وامرأة أخرى تبحث عن حب يعيد جذوة الحياة إلى روحها، فتنقلب على نفسها معلنة توبتها من هذه الهرطقات التي لا تلبث في البلاد غير بعيد، وامرأة أخرى هنا… وأخرى هناك… لكل قصتها وحكايتها المختلفة عن الأخرى. إلا أن اجتماعها جميعا يكون على لفظ المجتمع للأنثى حتى ولو كانت أنثى، فعصا ردعها وزجرها على أتفه الأسباب مشرعة، مُسنة لتكون على رقبتها مع كل شبهة انحراف، أو مثلمة خيل إليهم أنها تسعى.