عروبة الإخباري –
عقدت مؤسسة التعاون بالشراكة مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية اجتماعاً يهدف إلى مناقشة مستقبل التعليم في قطاع غزة.، وبمشاركة ثُلة من خبراء التعليم في فلسطين وخارجها، وممثلين عن جهات حكومية ومؤسسات محلية فلسطينية متخصصة. وذلك يوم الإثنين الموافق 26/8/2024 في المتحف الفلسطيني في بيرزيت. وكذلك عبر الفضاء الافتراضي – زووم.
هذا اللقاء جاء مكملاً للجهود المبذولة من جهات الاختصاص المختلفة، بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجهها عملية التعليم المدرسي في قطاع غزة، والتفاكر حول وضع تصورات ومقترحات للتغلب على تلك التحديات، والاستمرار في العملية التعليمية في ظل حالة الطوارئ ووضع تصور لشكل العملية التعليمية ما بعد توقف العدوان.
ومن الجدير ذكره أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، قد تسبب بحرمان 625,000 طالب وطالبة و 22,564 معلم ومعلمة من مواصلة المسيرة التعليمية. هذا بالإضافة إلى استشهاد أكثر من 10000 طالب وطالبة.
في كلمته الافتتاحية استعرض د. طارق امطيره مدير عام مؤسسة التعاون التحديات التي تواجه التعليم المدرسي في قطاع غزة في ظل العدوان المستمر منذ أكثر من 10 أشهر وما يحدث من تدمير للبنية التحتية بما فيها المدارس، وأشار امطيرة إلى أن التعاون أطلقت منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين أول 2023، مبادرتها الشاملة “غزة تستحق”، والتي تناولت مجموعة من التدخلات البرامجية المقترحة اللازمة لتعزيز صمود أهلنا في قطاع غزة خلال العدوان وما بعد توقفه. وقال: “شكلّت الحاجة إلى تعزيز استمرار العملية التعليمية في غزة أحد أركان الوثيقة الرئيسية بما ينسجم مع التوجهات الاستراتيجة للمؤسسة نحو الوصول إلى تعليم نوعي في فلسطين وبشكل يتناسب مع نموذج عملها وآلياته، ويساهم في تقديم حلول ابتكارية”.
تضمن الجزء الأول من اللقاء عروضاً تقديمية مهمة، حيث قام د. مجدي المالكي مدير مكتب مؤسسة الدراسات الفلسطينية بعرض مشروع توثيق انتهاكات التعليم في غزة. هذا بالإضافة لعرض خطة وزارة التربية والتعليم لإنقاذ التعليم في غزة قدّمه أ. صادق الخضور الوكيل المساعد للشؤون الطلابية. كما قدّم معاوية اعمر رئيس برنامج التعليم في الضفة الغربية من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين- الأونروا عرضاً عن تجربة الوكالة لدعم التعليم في ظل الظروف الطارئة.
في الجلسة الأولى، تمت مناقشة السؤال المحوري الأول حول كيفية إعادة تمكين الطلاب في غزة من الوصول إلى التعليم المدرسي في ظل الظروف الطارئة. أدار الجلسة د. وحيد جبران من مجموعة التعليم، وتخللها مداخلات افتتاحية من د. ريام الكفري من مؤسسة النيزك، وعفاف الخالدي من مؤسسة إنقاذ الطفل-فلسطين.
أما خلال الجلسة الثانية، ناقش الحضور سبل تطوير الأدوات والمحتوى والبيئة التعليمية لضمان تقديم تعليم نوعي لأكبر عدد ممكن من الطلاب. أدارت الجلسة رنا دياب، مدير مؤسسة القدومي، مع مداخلات افتتاحية من د. أسامة الميمي من جامعة بيرزيت وساري هاتار من منصة اديونيشن للحلول التعليمية.
كما تم خلال الجلسة الثالثة استعراض دور المؤسسات الفلسطينية في تطوير منظومة تعليمية ديناميكية تتماشى مع الظروف الطارئة. أدارت الجلسة د. سائدة عفونة من جامعة النجاح الوطنية، وشملت مداخلات من أيمن قويدر من شبكة الأيني و فادي بيضون المنسق الوطني لمجموعة التعليم. واختتمت الفعالية بجلسة ختامية أدارها د. طارق امطيره، حيث تم تقديم مخرجات حول المحاور الثلاثة التي تمت مناقشتها، مع التركيز على تنسيق الجهود بين جميع الشركاء لتحقيق الهدف المنشود في تحسين واقع التعليم في قطاع غزة.
من أهم المخرجات: بحث سبل دعم الجهود الحالية التي تشمل الاحتياجات التعليمية لأكثر من 150 وحدة تعليمية كما تم الدعوة إلى تكوين فريق مصغر من الحاضرين لدراسة ومناقشة إمكانية زيادة مراكز التعليم في غزة من 150 مركز إلى 500 مركز وما هي الاحتياجات اللازمة لذلك. والعمل عليها بشكل طارئ. كما تم عرض الآليات الحالية للتدخل في قطاع غزة من قبل المؤسسات المختلفة، مع عرض التدخلات القائمة والمراكز التي تسعى لتعزيز التعليم وتعويض الفاقد.
تناول المشاركون تأثير التعليم الرسمي وغير الرسمي، والتحديات التي تواجه التعليم الرسمي، وتدخل مؤسسات المجتمع المدني كجزء من مسؤوليتها الاجتماعية، مع دعوة لتقييم الوضع العام للتعليم في قطاع غزة ودراسة احتياجات الطلبة لتطوير إطار مرجعي يساعد في استكمال الحزم التعليمية. والعمل بشكل سريع أيضاً على وضع أسس وآليات لعملية تقييم الطلبة في غزة وذلك حتى يستطيع الطالب أخذ شهادة معتمدة تمكنه من الانتقال إلى المرحلة الأعلى. وخاصة أن الكثير من المؤسسات في الشتات لديها استعداد لتعليم الطلبة افتراضياً.
هذا بالإضافة إلى توحيد ودعم جهود توفير الرزم التعليمية الضرورية، والاهتمام بالجانب البحثي التطويري، مع التركيز على تأثير الصدمات النفسية على التعليم من خلال تحليل النماذج الحالية المنفذة في غزة، ودعم التعليم المجتمعي وتعزيز التعاون مع الشركاء لتوسيع التدخلات وزيادة التغطية. وزيادة دور الداعمين من المجتمع الدولي وفلسطيني الشتات.
تتطلع التعاون وشركائها إلى عقد سلسلة من الجلسات الأخرى تتناول مجموعة من القضايا منها: تحديات العملية التعليمية في الضفة الغربية، وتحديات التعليم في القدس، والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، والتعليم المهني، والجامعي.
“التعاون” مؤسسة أهلية غير ربحية تأسست في جنيف عام 1983 بمبادرة من شخصيات اقتصادية وفكرية فلسطينية وعربية. تُعد المؤسسة اليوم من أكبر المؤسسات العاملة في فلسطين ومخيمات اللاجئين في لبنان، حيث تصل خدماتها لأكثر من مليون فلسطيني سنوياً، نصفهم من النساء، باستثمار ما يزيد عن 920 مليون دولار منذ تأسيسها في تنفيذ البرامج التنموية والإغاثة في مناطق عملها.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بـ:
مؤسسة التعاون – وحدة الاعلام
تلفون: 022415130
البريد الالكتروني: muslehr@taawon.org