أكّدت هيئة النَّزاهة ومكافحة الفساد في تقريرها السنوي عن العام الماضي رؤيتها التي تركز على أهمية التحول إلى بيئة وطنية نزيهة ومناهضة للفساد، متضمنا 4 فصول.
وقالت هيئة النزاهة، الاثنين، إنّ الفصول هي “الملخص التنفيذي، ومحور النزاهة والأعمال الوقائية، وإنفاذ القانون والتعاون، والتنسيق والإنجازات النوعية والتحديات”.
وأضافت في تقريرها أنها كشفت خلال العام الماضي عددا من قضايا الفساد واستردت مبالغ كبيرة من المال العام بحجم 102 مليون دينار من أفواه الفاسدين، وحالت دون هدر 38 مليونًا أخرى، منها تجاوز موظف للتعليمات الناظمة التي خلَّفت أثرًا ماليا قيمته نحو 4 ملايين دينار، وتلاعب محاسب بمبلغ مليون و24 ألف دينار على مدار 6 سنوات، وتلاعب أحد أعضاء لجان الزَّكاة بإيصالات مقبوضات وصلت قيمتها إلى نحو نصف مليون دينار قبل أن تناله يد العدالة.
وكشفت عن أنها تدخلت لإلغاء عطاءات وقرارات منها قرار يتعلق بتدريب وصيانة وتأهيل مسارات سياحية، وقرار تلزيم مخالف لشراء المحروقات، وإلغاء مشروع مخالف يتعلق بإنشاء مصنع لصناعة الألبسة الجاهزة بالشراكة مع القطاع الخاص، وإلغاء مطالبة مخالفة تتعلق بأثمان خطوط أنابيب، وإلغاء أمر تغييري مخالف يتعلق بمشروع محطة تنقية إضافة الى إلغاء عطاء مخالف يتعلق بشراء تجهيزات لمشغل إلكتروني للمركبات.
وأعادت الهيئة 5 ملايين دينار لشركة مساهمة عامة بسبب عطاء مخالف، وأجرت وفق القانون مصالحة في أحد الملفات التحقيقية بلغ أثره المالي 12 مليون دينار، وتحقيق أثر مالي إيجابي تمثل بإسقاط الأطراف المعنيين بالملف التحقيقي الدعاوى المقامة فيما بينهم لدى المحاكم المختصة بقيمة تجاوزت 130 مليون دينار.
وتعاملت مع قضية تلاعب بتعليمات توزيع الأعلاف لمربي الثروة الحيوانية بأثر مالي وصل إلى 3 ملايين و999 ألفًا و و497 دينارًا، وإبرام إحدى النقابات منذ العام 2013 عدة عقود عمل جماعي مع أمانة عمّان الكبرى، حيث استغل رئيس النقابة وأطراف ذوو علاقة تلك المبالغ وصرفها بطرق مخالفة لغايات النقابة وبلغ أثرها المالي 4 ملايين و280 ألفا و447 دينارًا، وقبض موظف دائرة رسمية مبلغا ماليا لتنفيذ أعمال مخالفة للقانون، وقيام موظفة أخرى في نفس المؤسسة بقبض مبلغ مالي لتسهيل عودة موظف إلى سابق عمله.
رئيس مجلس إدارة الهيئة مهند حجازي، قال في مقدِّمة التقرير، إنَّ الهيئة تسعى للحصول على الاستقلال المالي والإداري، لتتمكن من تأدية مهامها في إنفاذ القانون واسترداد الأموال المنهوبة بقضايا الفساد ورفع قدرتها على صعيد الوقاية والتوعية وتمكينها من استقطاب الخبرات التي تحتاجها لأداء مهامها والتي حددها لها القانون، حيث إنَّ خضوع الهيئة للأنظمة المالية المعمول بها على مستوى الدولة يُضعف عملها الاستخباري ولا يلبي احتياجاتها لاستقطاب الخبرات والمحللين.
وأكد أن الهيئة تمكنت خلال عام كامل وفي إطار عملها الوقائي والاستباقي من متابعة عدَّة ملفات لدى الإدارة العامة لو تمكن أصحابها من تنفيذها لانطوت على جرائم فساد أو تسببت بإهدار المال العام ومن ذلك إلغاء قرار تلزيم عطاء لإحدى الإدارات العامة بقيمة مليون ونصف مليون دينار حيث تم تنفيذ مشروع هذا العطاء بعد إعادة طرحه بقرابة 150 ألف دينار يضاف إلى ذلك تصويب تجاوزات طالت 10 حالات أخرى.
وقال، إنَّ مؤشر النَّزاهة الوطني الذي أطلقته الهيئة منتصف العام 2022 هو من العلامات البارزة التي يُشار إليها كتحد لافت تمكنت الهيئة من التعامل معه ونشر فكرته قبوله على مستوى الإدارة العامة خلال العام الماضي وشملت مرحلته الأولى 99 إدارة وهيئة عامة بهدف قياس مدى امتثالها لمعايير النزاهة الوطنية.
وبين أنَّ معايير النزاهة الوطنية التي شملها المؤشر تتمثل بسيادة القانون والشفافية والمساءلة والمحاسبة والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص والحوكمة الرشيدة، وقد لاقت الفكرة قبولا وتفهما وتعاونا من الغالبية العظمى من تلك الإدارات وخلقت روح الإهتمام بين مسؤوليها.
وبين التقرير أنَّ الهيئة تعاملت خلال العام الماضي 2023 مع ألفين و431 ملفًا تحقيقيًا، تم حفظ 1204 ملفات، وتحويل 251 إلى النيابة العامة، وإحالة 130 ملفًا إلى المديريات المتخصصة لإجراء المقتضى القانوني بذلك.
واستطاعت الهيئة خلال العام الماضي استرداد 102 مليون دينار سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وأسهمت بمنع هدر 38 مليون دينار من الأموال العامة.
وتابعت الهيئة 16 إدارة عامة معنية بالرقابة على القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني بصياغتها مبادئ الحوكمة الرشيدة ومتابعة سلامة تطبيقها وتنفيذ الإجراءات والتوصيات الخاصة بها، ونفذت 141 محاضرة للتوعية بمخاطر الفساد وشملت القطاعين العام والخاص وفئات المجتمع كلها، وأجرت دراسة لتقييم مخاطر الفساد ضمن جهودها لتحديد الثغرات القانونية أو الإجرائية أو الإدارية التي قد تؤدي إلى أي شكل من أشكال الفساد، وشملت الدراسة 4 وزارات ومؤسسات ودوائر حكومية، وخرجت الدراسة بتوصيات يجري العمل على الأخذ بها والعمل على تنفيذها.
وتحققت الهيئة عبر ضباط ارتباطها لدى 21 وزارة ومؤسسة حكومية من مدى التزام هذه الجهات بمعايير النزاهة الوطنية والتشريعات والتظلمات الناتجة من قراراتها ورصدت شبهات فساد ومواطن خلل وثغرات كادت أن تسبب فسادا وبلغ إجمالي المقترحات التي قدمتها 967 مقترحًا رئيسيا و 2394 مقترحًا ثانويًا.
وبين التقرير أن عدد الشكاوى والمعلومات المسجلة لدى الهيئة خلال عام واحد بلغ 2536 شكوى تحققت منها الهيئة جميعها وأصدرت قرارات بها، وفصلت في 1591 ملفًا لديها من بين 2431 ملفًا.
وخاطبت الهيئة بحسب تقريرها وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب للحصول على التَّحريات المالية اللازمة لإجراء التَّحليل المالي لقضايا غسل الأموال الناتجة من قضايا الفساد المنظورة لدى الهيئة والتي بلغ عددها 44 مخاطبة وتلقت العام العام الماضي 65 طلب حماية لمبلّغين عن قضايا الفساد وشهود تم منح 6 منهم الحماية وفق القانون بينما تم حفظ 58 طلبًا لعدم وجود مبرر قانوني بالحماية، وبقي طلب واحد قيد الإجراء، ولحماية مصادر المعلومات رمزَّت الهيئة معلومات مقدمي عدد من هذه المصادر بلغ عددهم 285 شخصًا.
وبين التقرير أن الهيئة تلقت خلال العام الماضي وفي باب التظلمات 79 تظلمًا يضاف لها 24 تظلمًا مدوّرة من العام 2022 ليبلغ العدد الكلي 103 تظلمات، فصلت الهيئة في 94 منها وبقي 9 قيد النظر والإجراء.