لم يتجاهل الأردن الفوضى والنزاعات المتتالية والمتصاعدة في الجارة الشمالية سوريا، وظل يراقب ويحلل المشهد الذي توقع جلالة الملك عبدالله الثاني أن ينزلق نحو حرب أهلية، واستجاب لأزمة لاجئين ضخمة ولدواع إنسانية.
في الجزء الثاني من وثائقي “العهد” الذي عُرض جزؤه الأول في 29 حزيران الماضي عبر قناة “المملكة” ويتحدث عن مسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال الـ 25 عاما الماضية، يقول وزير الخارجية الأسبق ناصر جودة، إن الهم الأساسي للأردن كان ولا يزال وحدة الأراضي السورية، مع التأكيد على ضرورة وجود مسار سياسي يُخرج سوريا من الأزمة التي كان يعيشها.
يضيف جودة: “كنا نراقب في شكل مباشر ما يحدث، والقرار الأصعب هو عدم خذلان الأشقاء في سوريا الذين كانوا يعانون الأمرين، ويطلبون اللجوء لغايات واضحة تماما؛ وهي حماية أسرهم وأطفالهم وأقاربهم”.
ويتحدث رئيس مجلس العموم البريطاني ليندسي هويل، عن دعم الملك والشعب الأردني للاجئين برغم التكلفة الكبيرة على الأردن، مضيفاً: “لم يديروا ظهورهم لهؤلاء الناس فقاموا بدعمهم”.
ويشير هويل لرؤية الملك التي ترتكز إلى سلام دائم وتسوية دائمة لإحلال سلام طويل الأمد، وليس مجرد سلام لفترة معينة.
يستذكر جودة صواب رؤى وتوقعات الملك بشأن الأزمة السورية، ويقول عن مواقف الملك: “كانت هناك خشية بأن يتحول ما بدأ كاحتجاجات ومظاهرات إلى حرب أهلية ذات طابع عرقي، ثم ذات طابع ديني إلى أرض خصبة لاستقطاب الفكر المتطرف والإرهابيين، ثم إلى تدخل أجنبي في الأراضي السورية، وإلى نوع من الفوضى … وهذا كله حدث”.