العروبة الإخباري –
القبس –
أثلج صدورنا مانشيت جريدة القبس قبل أيام، الذي كان بعنوان: «جهود كويتية – خليجية للتهدئة بالمنطقة»، فشعرت كما كثير غيري، بأننا عدنا لنلعب دورنا الدبلوماسي المعهود، في جهود حفظ الاستقرار والتهدئة بالمنطقة، الذي لطالما كنا بارعين فيه.
وبلا شك فإن المنطقة ساخنة على جميع الأصعدة، السياسية، الأمنية… والمناخية، ولا يمكن تصور أي خطوة متهورة لأي طرف من الأطراف، سوى انها جر للمنطقة بالكامل نحو ما لا تحمد عقباه، رغم تأكيدي الدائم على ان الحرب في غزة بحاجة لمعالجة وتدخل فوري لوقف حمام الدم.
ونقع اليوم بين فكّي كماشة، فمن جهة تقع جمهورية ايران الإسلامية التي تبحث عن ثأرها على مقتل إسماعيل هنية، ضيفها، في وسط طهران، ومن جهة التوتر الذي يسود الأوضاع في لبنان، هذا الى جانب كل الأحداث في غزة، واليمن وغيرها، فوقوفنا مكتوفي الأيدي ما كان ليكون مقبولاً على الاطلاق.
ورغم الفتور الذي شهده نشاطنا الدبلوماسي، قبل أعوام، حيث تنحينا جانباً عن دورنا في تقريب وجهات النظر ونزع فتائل الأزمات في المنطقة، رغم انه كان الدور الذي عرفنا فيه خلال السنوات الماضية، الا اننا اليوم، نستعيد ريادتنا السياسية الدبلوماسية، ونعود لقواعدنا، لنعيد للكويت دورها في حفظ السلام والأمن والاستقرار.
وكنت قد دعوت مراراً في مقالاتي السابقة الى ضرورة إعادة تفعيل هذا الدور الكويتي، ليس على صعيد المنطقة فحسب، بل على الصعيد الدولي بشكل عام، فلا يمكن للكويت ألا أن تكون جسر سلام، وبوصلة للاستقرار، عبر حل الأزمات، وتفكيكها، كما كانت دائماً.
وفي ظل دعائنا نرجو أن تلقى جهود التهدئة بالمنطقة آذانا حكيمة ومصغية، الا اننا يجب بذات الوقت أن نكون مستعدين لكل الاحتمالات، لا سمح الله.
فعلى الصعيد المحلي، كذلك، يجب علينا أن نضع كل السيناريوهات المحتملة في الحسبان، في ظل منطقة تغلي بالكامل، فأولاً، يجب دراسة الاحتمالات جميعها، والاستعداد لها أمنياً، فكل حدث في المنطقة لا يبعد عنا سوى بضعة كيلومترات لا سمح الله، الأمر الذي يجعلنا في قلب الأحداث.
ومن جهة أخرى، علينا أن نؤمِّن المخزون الغذائي، لمدد كافية، تحسباً لأي طارئ، فضلاً عن توجيه الحكومة لرسائل تطمين، ورسائل شفافة، تبين مدى استعدادنا لكل السيناريوهات المحتملة، ففي ظل أوضاع ساخنة كالتي تشهدها المنطقة، نحتاج، فوراً، لغرفة عمليات، تراقب وتخطط وتضمن أمن وسلامة المجتمع، وكلنا ثقة بأن الحكومة… «قدها».