نقلا عن خاص: أخباركم – أخبارنا
هل يُعقل لمحطة تلفزيونية فضائية كبرى، منافسة لها صدقيتها في نقل الخبر والتعامل معه، أن تقع في مصيدة احد المتطفلين والمدّعين، من خلال كذبة كبيرة بأنه مراسل يتابع الاحداث من الميدان، وبأنه يواصل معرفة الشاردة والواردة من داخل الدولة الفلانية، وهو مطرود منها وبعيد آلاف الأميال عنها؟
ويدّعي أيضاً بأنه “يغطي” من قلب الحدث، فيخدع المحطة والجمهور المتابع لها على مدى فترة من الوقت. علماً أن الطاقم لم يتمكن من تحديد مكان وجوده بسبب فوضى الحرب!
وكيف يستمر هذا الكذب على مرأى من الجميع، وكيف تقبل المحطة بتلقف هذا الكذب والدجل، علماً أنها تدرك جيداً أن المراسل لم يكن في موقع الحدث؟ فهل بات الكذب الاعلامي مهنة يمكن التفاخر بها، وعدم البحث عن حقيقة العمل غير الاخلاقي يقع في خانة تكذيب المحطة في ظل “السبق” الصحفي والتهافت على سرعة التغطية من مكان الحدث؟
فالجميع يعرف في تلك الدولة حقيقة هذه الكذبة “الفاجرة”، لكن سكوت المراسل والمنتج ساهم في أن يتمادى المراسل في تأليف السيناريوهات الخيالية بأنه يعيش اللحظة ويتابع مجريات الاحداث بالثانية والدقيقة…
وقد دفعته الوقاحة إلى أكثر من ذلك، حيث استطاع أن يقوم بعملية نصب واحتيال وقع في شركها مراسلو تلفزيونات عدة في العاصمة الاوكرانية كييف، فجمع ما تيسر له من أموالهم، وذاب مثل حبّة ملح في الماء..
النكتة التي حصلت، هي ان القنوات التي تم النصب عليها منذ شهر ونصف شهر تقريباً، كان “صاحبنا” قد أوعز لمراسليها بالحضور في يوم محدد عند السادسة مساء، لأن الرئيس الاوكراني يود أن يعطي المراسلين مقابلة خاصة، طبعاً بعد أن حدد السعر المتوجب عليهم دفعه لقاء هذه الخدمة، فلم يتردد أحد. لكن الرئيس الاوكراني لم يحضر طبعاً، لأنه لم يكن على علم بما يحصل، ولم يبلغه أحد بأن هناك عدداً من المراسلين ينتظرونه أصلاً.
لكن السؤال الذي يطرح: لماذا لا تزال القناة تصرّ على الإستضافة وكان شيئاً لم يكن؟ علماً أن مراسلنا “الشهم” هرب إلى دولة بات الجميع يعرفونها..