بدأت جلسات الحوار على مدار يومين وفي اليوم الثالث كان الإحتفال بإعلان الفصائل إنجاز المصالحة ووفقا لذلك لم يتضمن البيان الختامي آلية التنفيذ وقد تكررت مثل هذه البيانات الإنشائية على غرار البيانات السابقة والتي رغم ما تحمل من مضمون لم يكتب لها النجاح على غرار حوار الجزائر والذي أفرغ من المضمون في اللحظة الأخيرة، حيث رفضت حماس الموافقة على تشكيل حكومة فلسطينية تلتزم بقرارات الشرعية الدولية كما تكرر ذلك بالصين وبدون تسمية القرارات مثل القرار 194 و 181 و 2334 وفي اعتقادي بأن حماس على وجه التحديد غير معنية في تقديم تنازلات لتحقيق التوافق الوطني الفلسطيني، بل أن حماس قد تقدم تنازلات إلى أبعد الحدود للإدارة الأمريكية “وإسرائيل” ضمن صفقة تتمكن من الوصول إلى إتفاق للبقاء كسلطة حاكمة بقطاع غزة مع ترتيبات أمنية مع الجانب الإسرائيلي وبذلك تضمن عملية وجودها و بنفس الوقت فإن الفصائل الفلسطينية اليسارية ليست معنية بشكل مباشر من قول الحقيقة الساطعة في مختلف ما يتعلق بملف المصالحة وفي معركة طوفان الأقصى يوم السابع من أكتوبر، والجميع يدرك مكمن الخلل حين يتم الحديث عما حدث ما بعد السابع من أكتوبر لا أحد يتوقع أن يتم مناقشة الموقف ومن باب التقييم، حيث تعتبر حماس نفسها فوق النقد ومن ينتقد ما حدث يعني أنك تبرئ الإحتلال الإسرائيلي، وكما يقول المثل الشعبي يا أبيض يا أسود.
ومن جهة أخرى يدرك الجميع بان حماس قامت بعملية إنقلاب دموي من أجل السيطرة على قطاع غزة رغم أن الحكومة الأولى بعد الإنتخابات التشريعية 2006 جاءت بتكليف من الرئيس أبو مازن والذي رفض بشكل قاطع الانقلاب على نتائج الإنتخابات التشريعية، بل قام بتسليم كتلة حماس برئاسة إسماعيل هنيه رئاسة الحكومة وتم تشكيل حكومة حماس الأولى وكافة الأعضاء من كتلة التغيير والإصلاح، وقد كانت الإنتخابات و تشكيل حكومة حماس نتيجة إتفاق أوسلو. ولم تعلن كتلة حماس والتي تمتلك الاغلبية إلغاء إتفاق أوسلو من خلال الاغلبية المطلقة في المجلس التشريعي الفلسطيني والمنتخب من الشعب الفلسطيني ولكن كتلة حماس غير معنية في التصدي لي إتفاق أوسلو وملحقاتها بل على العكس من ذلك تحدث إسماعيل هنيه والذي كلف برئاسة الحكومة عن التعاون بين الوزراء من حكومته ونظرءاهم الوزراء الإسرائيليين وبذلك تعتبر الخلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية هو الصراع على السلطة.
وجاءت عملية الانقلاب العسكري الدموي لحركة حماس بقطاع غزة للسيطرة الشاملة وخاصة بعد قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي إرئيل شارون إعادة الانتشار من قطاع غزة، وفي سياق متصل فقد سبق ذلك إغتيال رئيس الوزراء إسحاق روبين الذي إغتيل على يد “إسرائيل” وبقرار من الإدارة الأمريكية من أجل إسقاط إتفاق أوسلو وأصبحت حماس تحكم قطاع غزة بشكل منفرد وفقا لنظامهم السمع والطاعة واليوم” إسرائيل” هي التي تتنصل من إتفاق أوسلو والتزاماتها بعد أن أصبح غالبية دول العالم تعترف بدولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأمم المتحدة لذلك فإن الفترة القادمة بعد الإنتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية سوف يتم الحديث بشكل شمولي حول الحل السياسي للقضية الفلسطينية، على أساس مؤتمر دولي وبدون تفرد الإدارة الأمريكية ولذلك فإن حماس أرادت من حوار الصين في العاصمة بكين. النقاط التالية:
1-علاقه مع الجهات الحكومية في الصين ولذلك ابدت معارضة شديدة لتاجيل جلسات الحوار خوفا
من إلغاء جلسات الحوار في الصين وتفقد علاقه مع الجهات المعنية.
لذلك لم تكن معنية في الاتفاق بل ابدات تصلب وكانت أكثر تشدد حيث أرادت تقول بأن حماس من تملك القرار ولذلك خرج البيان الختامي بشكل وبدون مضمون.
2-حماس تريد الانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية خلال شهر بعد إعادة خلال إعادة دور الإطار القيادي الموقت ولكن فقط الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وعددهم 14 فصيل، في حين بأن فكرة الإطار القيادي الموقت كان بقرار من الرئيس أبو مازن رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتاريخ 17/2/2005، ويضم مايلي رئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أعضاء رئيس المجلس الوطني الفلسطيني الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بما في ذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي إضافة الشخصيات الفلسطينية المستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض الشخصيات الفلسطينية من الشتات، وبقيت حماس تؤكد فقط على مشاركة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وأن يدعو الرئيس أبو مازن خلال شهر لانعقاد هذا الإطار القيادي وفقا للمواصفات حركة حماس، ولذلك فإن إعلان بيان بكين سوف ينضم إلى البيانات السابقة من مكه المكرمه إلى إعلان صنعاء والقاهرة المتكررة وجاكرتا السودان بيروت والجزائر وموسكو.
الحوار الوطني الفلسطيني لتحقيق الوحدة الوطنية يحتاج إلى النوايا الصادقة قبل الجغرافية ، وما حدث من حوارات لم تحصد النتائج المنشودة لشعبنا الصامد والمرابط والذي يستحق قيادات لا تقدم مجرد الشعارات بل تقدم المصالح الوطنية لشعبنا الفلسطيني الذي قدم الغالي والنفيس في معركة الحرية والاستقلال وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي والجدير بذكر فإن منظمة التحرير الفلسطينية قد تأسيت من الشخصيات الفلسطينية المستقلة ولقد شاهدت صورة تجمع الرئيس السابق احمد الشقيري المؤسس لمنظمة يزور الصين الشعبية على رأس وفد من اعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عام 1964 واللقاء مع الرئيس الصيني، وبذلك لا يجوز تغيب دور الشخصيات الفلسطينية المستقلة كشراكاء في منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها.