عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
اتوقف بمناسبة جمعت كثيراً من الأردنيين الذين احتفوا مع رجل الأعمال الأردني الإماراتي بمناسبة زواج بنات اخيه وحضور جاهتهما في سرادق خاص ألقى فيه عيد الفايز وزير الداخلية الأسبق كلمة وطنية جميلة وكان رد عليه فيها أو سبقه اليها الدكتور تيسير النعيمي وزير الأبية والتعليم الأسبق الذي طلب بأسم الجاهة (آل الصغير).
لم يكن هذا الاستهلال دافعي للكتابة، وإن كانت الكلمات في تاكيد الوحدة الوطنية وصمود غزة و الالتفاف حول الأهداف الوطنية وتفويت كل أشكال الكيد والخطط المستهدفة من الحريق والابادة التي تشنها اسرائيل في غزة، فلا حديث أردنياً يمكن أن يخلو عن ما يجري في غزة من جرائم يقودها الاحتلال كما يقول الدكتور حازم قشوع.
فطين البداد الذي يحمل دكتوارة في العلوم السياسية من أمريكا، وأطروحته عن العلاقات الاردنية الفلسطينية تاريخياً ، وقد كتب مقدمة الأطروحة التي طبعت الدكتور عبد السلام المجالي ليعطيها إضاءة. والبداد وريث مخلص لمسيرة والده الحاج حسين البداد التي بدأت من المارات العربية قبل قيامها واستقلالها حيث ارتبط هناك بقيادتها آنذاك، وكان مساهما رياديا بالجهد والعمل والافكار، إذ بدأ بتأسيس مصنع للخيام التي كان يستوردها من الباكستان ودول أخرى، وهذه البذرة اثمرت شجرة وارفة هي الان أكبر مصنع للخيام والبيوت المتنقلة والمستشفيات والقاعات على مستوى عالمي وجدنا دورها واهميتها حين اجتاحت الكورونا العالم لتحط المستشفيات المتنقلة التي صدرها الدكتور فطين وشقيه زايد الى مختلف انحاء العالم، وقد استعانت بذلك فرنسا وإيطاليا وعدد من الدول الاوروبية، كما كان للاردن نصيب بإقامة خمس مستشفيات منها لم يكسب البداد فيها كما علمت سوى خدمة بلده وكونه ظل عند حسن ظن القيادتين في الأردن والإمارات.
رأينا خيم البداد تنتشر في منى بموسم الحج لتظل الحجيج في مشروع ضخم، ورأيناها في أماكن أخرى ومناسبات عديدة.
لفطين البداد مبادرات خيرة في العمل الاجتماعي والإنساني رأينا بعضه في مخيمات لحوء السوريين شمال الأردن وفي المسؤولية الاجتماعية، فقد كان رعى مجموعة من المشاريع، منها كتاب المئوية الأردنية وكتب اخرى، وظل ينهج نهج الوالد الحاج حسين البداد، الذي تميّز في عائلته بمبادراته ويعلم ذلك افراد عشيرته من الملايشه والعلاونة وفاخوري والحموري، وغير هذه من الحمايل في مكونات بلدة جبع جنوب جنين والتي خرج منها رجال كثيرون سجلّوا قصص نجاح، فقد حدثني عنها الراحل توفيق فاخوري رجل الأعمال ورئيس مجلس الدارة في بنك الأردن وما زال يحدثني معالي حازم قشوع وزير البلديات الأسبق الذي يحتفظ في ذاكرته بالكثير متطلعاً الى خدمة ابناء بلده ووطنه الأردن.
كتبت عن الأخوين البداد فطين وزايد، الذي اعجب جلالة الملك بادائهما حين اقيم المستشفى المتنقل جوار وزارة الصحة وقد افتتحه بحضور رئيس هيئة الأركان المشتركة الذي اثنى بدوره على جهود البداد من خلال تعاقد البداد القابضة مع القوات المسلحة لإنجاز تلك المستشفيات
يعود البداد الى عمان الان ليستمتع بصيف جميل ويحتفي بمناسبات عزيزة مع الأهل وهو غير متحمس لاستثمارات سابقة او حتى لاحقة اذ جرى تصفيتها منها الإذاعة (المدينة) وصحيفة وموقع الكتروني، وشركة عالمية للقهوة واستثمارات أخرى فيها مربض اصلاح الطائرات المدنية في مطار العقبة، لقد واجه عقبات واعاقات كثيرة منها في مجال الاستثمار ولم يرد أن يتحدث عن ذلك تفصيلاً لحبه لبلده، ورغبته أن يأتي اليوم الذي يشعر فيه المستثمرون بالراحة وتحقيق اهدافهم وانجاز مشاريعهم
ورغم ذلك فإنى الرجل ليس لديه مرارة مما حدث ويعتقد انها تجربة كان لا بد وأن يعيشها وقد وفرت له التجربة والعبرة
شركة البداد المتنوعة الأغراض والمنتوجات وهي شركة قابضة هي قصة نجاح لا بد من الوقوف عليها وروايتها ويستحق صاحبها المغترب التكريم لأنه ومجموعة الأردنيين الناجحين في الخارج، جعلوا الأردن موقع تقدير واستفادوا من ما يحمله الآخرون عبر العالم، وخاصة العربي للأردن من دور وتقدير
وللأردنيين مبادرات وعطاء استيطع أن اسمي أكثر من عشر شخصيات ناجحة اقتصاديا على المستوى العربي من جميع البلاد والتي قدمت للنضال الفلسطيني الكثير وخاصة في سنوات ثورة عام 1936، وما زالت معركة جبع في بطون الكتب وصمودها حين وجد نابليون الذي مرّ منها باتجاه عكا، وكانت نقطة تجميع للجيوش الجرارة التي جاءت لدحره ومنها جيش ابن جرار الذي جاء من الاردن، مذكرين بأن للأردن الجغرافي دوراً عظيماً في الوقوف الى جانب فلسطين في مقاومته في وجه الغزوة الصهيونية وحتى في اعماق التاريخ، فقد كان الفتح الاول للقدس من عجلون وظجاء الفتح الثاني من الكرك على يد الاتراك السلاجقة الذين جاءوا من كازخستان وغيرها.
مبروك للبداد اعراسه،، ودعوة مخلصة له لمعاودة قراءة خارطة الاستثمار المتطلعة لمثله من ابناء هذا الوطن