عروبة الإخباري –
عندما تتابع الحملات الانتخابية في الكويت، لا يمكن إلا أن تشعر بالشفقة على بعض السياسيين الذين يمارسون العمل السياسي وكأنهم ممثلون في مسرحية تهريجية. هؤلاء السياسيون، يركزون جهودهم على تحقيق شهرة زائفة وجذب المطبلين والقطيع عبر منصات التواصل الاجتماعي بدلاً من تقديم برامج واقعية وإصلاحية تخدم مستقبل البلاد.
لقد أدركت الطبقة السياسية في الكويت أن الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، لن يتساهل مع واقع الاضطراب والإضرار المستمر وجولات الانتخاب المتكررة للبرلمان وحله حيث بادر بعض السياسيين إلى التصعيد بأسلوب يفوق كل الأزمات السابقة، محاولين تحدي صلاحيات الأمير بشكل مباشر.
لم يتردد الشيخ مشعل في مواجهة هذا التحدي، حيث قدم قراره بحل البرلمان وتعليق بعض فقرات الدستور لبضع سنوات كحل لا مفر منه للخروج من حالة الجمود المتكررة التي أعاقت تقدم الكويت.
الكويتيون ينظرون إلى واقع دولتهم ويسألون أنفسهم: “هل ما ضاع من تنمية، كسبناه في البناء الديمقراطي؟” والإجابة تكون دائمًا: “لا حققنا تنمية ولا شيدنا بناء ديمقراطيًا”. الكلمة التي ألقاها الأمير الشيخ مشعل كانت بمثابة تشخيص دقيق لحالة “المرض الكويتي”، حيث أصبح من الضروري الآن البحث عن علاج حقيقي.
المرحلة القادمة لن تكون سهلة بالتأكيد. هذه ليست إجازة من السياسة والمشاكل في الكويت، ولن تستطيع الطبقة السياسية، بما في ذلك تيارات الأسرة الحاكمة إلا ان تنزوي وتراجع سلوكها السياسي وتعيد اللجنة المكلفة كتابة بعض فقرات الدستور لتعود بعد سنة أو أربع سنوات بحل لعله يداوي حالة الجمود الدورية التي سادت البلاد على مدى عقود.
قبل أن يبكي البعض على ضياع الديمقراطية في الكويت، عليه أن يسأل: “كم ضاع على الكويت بسبب الديمقراطية؟”. إن واقع الحال يتطلب مواجهة التحديات بجدية وإيجاد حلول حقيقية للمشاكل المزمنة، بدلاً من التهريج السياسي والتصعيد غير المجدي.
في الختام، يمكن القول إن الكويت بحاجة إلى رؤية جديدة ونهج عملي لتحقيق التنمية والاستقرار السياسي، بعيدًا عن المزايدات والشعارات الفارغة التي لا تسمن ولا تغني من جوع. الواقعية والعمل الجاد هما السبيل الوحيد للخروج من دوامة الجمود وتحقيق مستقبل أفضل للكويت وشعبها.