أظهر استطلاع للرأي الخميس، أن كير ستارمر سيكون رئيس الوزراء المقبل لبريطانيا مع توقع فوز حزب العمال بأغلبية كبيرة في الانتخابات البرلمانية وتكبد حزب المحافظين بزعامة ريشي سوناك خسارة غير مسبوقة.
ويتجه حزب العمال للحصول على 410 مقاعد من أصل 650 في البرلمان، وهو ما يشكل تحولا مذهلا مقارنة مع النتائج قبل خمس سنوات عندما عانى من أسوأ أداء له منذ عام 1935.
ومن شأن النتيجة أن تمنح حزب العمال أغلبية بفارق 170 مقعدا، وتسدل الستار على عهد مضطرب بشكل متزايد بقيادة المحافظين استمر 14 عاما.
وقال ستارمر على منصة إكس “إلى كل من قام بحملة لصالح حزب العمال في هذه الانتخابات، إلى كل من صوت لنا ووضع ثقته في حزب العمال الذي يشهد تغيرا، شكرا لكم”.
ومن المتوقع أن يحصل حزب سوناك على 131 مقعدا فقط في أسوأ أداء انتخابي في تاريخه إذ يعاقب الناخبون المحافظين بسبب أزمة ارتفاع تكلفة المعيشة وعدم استقرار وتنافس داخلي امتدا لسنوات شهدت تولي خمسة رؤساء وزراء مختلفين الحكومة منذ عام 2016 عندما صوتت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن يحصل حزب الديمقراطيين الأحرار المنتمي لتيار الوسط على 61 مقعدا، في حين من المتوقع أن ينال حزب الإصلاح اليميني برئاسة نايجل فاراج على 13 مقعدا فقط بعدما كان قد تعهد بتدمير حزب المحافظين.
وتشير النتيجة الإجمالية إلى أن الرأي العام البريطاني المحبط وجه دعمه إلى يسار الوسط على ما يبدو، على عكس ما حدث في فرنسا حيث حقق حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان مكاسب تاريخية في انتخابات الأحد الماضي.
ومن المتوقع أن يفوز الحزب الوطني الاسكتلندي المؤيد للاستقلال بعشرة مقاعد فقط، وهو أسوأ أداء له منذ عام 2010 بعد فترة من الاضطرابات أدت إلى استقالة زعيمين خلال ما يزيد قليلا عن عام.
وفي الانتخابات الستة الأخيرة، جاءت نتائج استطلاع رأي واحد فقط خاطئة. وستظهر النتائج الرسمية خلال الساعات القليلة القادمة.
وقال كيران بيدلي مدير الأبحاث في مؤسسة إبسوس التي أجرت استطلاع رأي الناخبين بعد التصويت “إذا كانت نتائج الاستطلاع صحيحة، فهذه هزيمة تاريخية لحزب المحافظين، أحد أكثر القوى مرونة التي شهدناها في التاريخ السياسي البريطاني”.
وأضاف “كان يبدو أن المحافظين سيبقون في السلطة لمدة 10 سنوات، لكن انهار كل شيء”.
وفاجأ سوناك البلاد والعديد من أعضاء حزبه عندما دعا إلى إجراء الانتخابات في وقت أبكر مما كان يحتاج إليه في أيار، وتأخر المحافظون عن حزب العمال بنحو 20 نقطة في استطلاعات الرأي.
وكان يأمل في أن تضيق الفجوة كما جرى الحال دائما في الانتخابات البريطانية، لكن الفارق لم يتضاءل خلال حملة كارثية إلى حد ما.
البداية السيئة حدثت عندما أعلن سوناك عن الانتخابات تحت الأمطار خارج داوننج ستريت، قبل أن يتورط مساعدون له ومرشحون تابعون للحزب في فضيحة قمار بسبب رهانات على موعد الانتخابات.
وأثار رحيل سوناك مبكرا عن مراسم إحياء ذكرى يوم الإنزال في فرنسا لإجراء مقابلة تلفزيونية غضب قدامى المحاربين، وحتى أولئك داخل حزبه قالوا إن ذلك يثير تساؤلات حول فطنته السياسية.
إذا ثبتت صحة نتائج استطلاعات الرأي، فإنها تمثل تحولا مذهلا لستارمر وحزب العمال. وقبل ثلاث سنوات فقط، قال منتقدون ومؤيدون إن الحزب يواجه أزمة وجودية بعدما بدا أنه ضل الطريق عقب هزيمته في 2019.
وعلى الرغم من أن استطلاعات الرأي أشارت إلى عدم وجود حماس كبير لستارمر، يبدو أن رسالته البسيطة بأن الوقت قد حان للتغيير قد وجدت صدى لدى الناخبين.
ومع ذلك، فإن نتيجة حزب العمال المتوقعة لن تبلغ المستويات القياسية التي حققها الحزب في عهد توني بلير عامي 1997 و2001 عندما حصل الحزب على 418 و412 مقعدا على الترتيب.