الضمير : دوره في تشكيل القيم الإنسانية وتعزيز السلوك الأخلاقي* سماح مطر

عروبة الإخباري –

كتب رئيس تحرير ومجلس ادارة منصة صحافة وطن الصحافي سماح مطر

الضمير هو إحساس داخلي يوجه سلوك الإنسان ويمنعه من القيام بأفعال يراها خطأ أو غير أخلاقية. يعد الضمير جزءًا أساسيًا من الطبيعة البشرية، حيث يسهم في تحديد القيم والمبادئ التي يعتمد عليها الأفراد في حياتهم اليومية. عبر التاريخ، ناقش الفلاسفة والمفكرون فكرة الضمير ومدى تأثيره على السلوك الإنساني. في الفلسفة القديمة، مثل أفلاطون وأرسطو، تم النظر إلى الضمير على أنه جزء من الروح يساعد على التمييز بين الخير والشر. أما في الفلسفة الحديثة، فقد تناول فلاسفة مثل إيمانويل كانت مفهوم الضمير كعنصر أساسي في بناء الأخلاق الشخصية.

يعتبر علماء النفس الضمير جزءًا من “الأنا العليا”، وهو جزء من الشخصية الذي يتطور نتيجة التفاعل مع المجتمع والثقافة. يُعتقد أن الضمير يتشكل خلال الطفولة المبكرة من خلال التعليم والتوجيه الذي يتلقاه الطفل من والديه والمحيطين به. هناك أمثلة متعددة على الضمير الفطري، منها الشعور بالذنب عندما يقوم الشخص بفعل ما يخالف قناعاته الأخلاقية، والإحساس بالعدالة والميل الطبيعي لدى البشر للعدل والمساواة، مثل الوقوف ضد الظلم والتعاطف مع المظلومين، وكذلك التعاطف والإحسان والقدرة على الشعور بآلام الآخرين والسعي لمساعدتهم.

يساهم الضمير في الحفاظ على النظام الاجتماعي من خلال تعزيز السلوك الأخلاقي وتشجيع الأفراد على احترام حقوق الآخرين. كما يعزز الضمير الشعور بالمسؤولية الفردية والجماعية، مما يساعد في بناء مجتمعات قوية ومستدامة. الضمير هو جزء لا يتجزأ من الطبيعة البشرية، حيث يلعب دورًا محوريًا في توجيه السلوك الإنساني نحو الخير والعدل. من خلال الضمير، يتمكن الأفراد من التمييز بين الصواب والخطأ، ويسهمون في بناء مجتمعات أخلاقية ومستدامة.

شاهد أيضاً

الصفدي: العدوان على غزة خرق كل ثوابت القانون الدولي وارتقى لمستوى الإبادة الجماعية

أكد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، الجمعة، أن العدوان على غزة …