كشفت شركة استرازينيكا المتخصصة في إنتاج وتطوير الأدوية والعقاقير في الأردن ، الاثنين، عن دواء جديد لمرضى سرطان الثدي الإيجابي لبروتين HER2، جاء ذلك خلال لقاء صحفي عقدته اليوم، لمناقشة أهمية الخيارات المبتكرة والمثبتة علميا في فعالية العلاج وبحضور عدد من أطباء وخبراء الأورام.
وتطرق المشاركون في اللقاء عن التقدم العلاجي العالمي، والذي تشترك فيه مختلف الجهات المعنية، بما فيها المؤسسات الدوائية التي تقوم بدور مهم لتطوير علاجات جديدة قادرة على تعزيز جودة الصحة والحياة للمرضى، لا سيما في ما يتعلق بسرطان الثدي المنتشر أو غير القابل للاستئصال.
وسلط اللقاء الضوء على التجارب والاختبارات التقييمية، بما فيها الاختبارات السريرية على علاج مبتكر من شركة أسترازينيكا، تمت الموافقة على استخدامه في علاج سرطان الثدي المتقدم الإيجابي HER 2، حيث أثبتت الدراسات العلمية إلى أن هذا العلاج الذي يُعتبر أول علاج مخصص للمصابات بسرطان الثدي المتسم بمستويات تركيز منخفضة من بروتين HER2 والمعروف بما يسمى HER2-low، قد يعيد تصنيف أنواع سرطان الثدي المنتشر من حيث طريقة العلاج، وتغيير اتجاهات الأطباء لتحديد مرضى HER2+/ HER2-low، الذين يمثلون ما نسبته 60 بالمئة من مرضي سرطان الثدي المنتشر، وعلاجهم من مرض سرطان الثدي.
وفي إطار مشاركته في اللقاء الصحفي، قال مدير عام مؤسسة العامة للغذاء والدواء، الدكتور نزار مهيدات، إن المملكة ترحب بالابتكارات العلمية والعلاجية القيمة، وتحرص على تنمية قدراتها في توفيرها لمكافحة الأمراض الأكثر انتشاراً، وتعزيز الصحة المجتمعية وضمان استدامتها.
وشدد مهيدات على أن المؤسسة العامة للغذاء والدواء تترجم هذا الحرص من خلال التزامها بإتاحة أحدث العلاجات الطبية للمواطنين، مع دورها الحيوي في تسهيل وتسريع إجراءات اعتمادها، خاصة الموجهة لعلاج الأمراض المزمنة الصعبة مثل السرطان، عبر تبسيط العمليات التنظيمية وتسريع الموافقات، مع الحفاظ على أعلى معايير السلامة والجودة من خلال الرقابة الصارمة والتوعية المستمرة حول الأدوية الجديدة.
وأعرب مهيدات عن ثقته بأن العلاج الجديد سيكون ذا فائدة كبيرة للمرضى الذين هم بحاجة إليه، في الوقت الذي ستتعامل معه المؤسسة كحال الأدوية الحديثة الأخرى التي ستسعى المملكة لتكون في مقدمة الدول التي يتم تأمين تسجيله وتوفيرها فيها.
من جهته، قال طبيب أمراض الدم والأورام، الدكتور عبدالله العبادي، إن مرض السرطان بشكل عام يشكل تحدياً عالمياً، وأنه ينتشر بتزايد في الأردن والمنطقة العربية بجميع أنواعه، التي يتصدر سرطان الثدي قائمتها، بعدد حالات جديدة تصل إلى 3000 حالة سنوياً، مما يستدعي تضافر الجهود للتصدي لهذا المرض.
وأضاف العبادي بأن التوقعات تشير إلى ارتفاع هذه الأرقام مع تواجد عوامل الخطورة المؤدية للإصابة، سواء الثابتة أو القابلة للتغيير، بما فيها العوامل الجينية والتاريخ الشخصي والعائلي الطبي ونمط الحياة، مما يزيد من الأعباء الاجتماعية والاقتصادية على الأفراد المصابين وأسرهم، ويشكل ضغطاً أكبر على النظام الصحي وموارده وقدرته، وبالتالي التأثير على الاقتصاد عموماً، مشددا على أهمية التوعية والتثقيف بأعراض المرض وبأهمية الكشف المبكر الذي يحسن فرص البقاء، ويعزز الاستفادة من العلاجات الحديثة المتاحة الملائمة.
وبدوره، قال مدير الشؤون الطبية لمنطقة الشرق الادنى والمغرب العربي في استرازينيكا، الدكتور تامر الفيشاوي، إن هذا العلاج يعد من أحدث العقارات التي تهاجم الخلايا السرطانية التي تحمل بروتين “مستقبل عامل النمو البشري الثاني”، موضحاً أنه يعمل عن طريق الارتباط بالبروتين الموجود على سطح الورم السرطاني، قبل أن يطلق جرعة من العلاج الكيميائي مباشرة في الخلايا السرطانية، مما يؤدي إلى تدميرها من الداخل إلى الخارج.
ولفت الدكتور الفيشاوي إلى أن العلاج الجديد يعطي أملاً جديداً لمرضى سرطان الثدي في التغلب على الصعاب التي تواجههم بسبب المرض، وذلك بناءً على الدراسات المثبتة، كما أنه يعزز من معدلات الحياة عند المرضى المصابين بمستقبل عامل النمو البشري الثاني HER2.
وقال المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والمغرب العربي لشركة أسترازينيكا، الدكتور رامي اسكندر، إن شركة أسترازينيكا تعتبر شريكاً استراتيجياً للهيئات الصحية في الأردن في القطاعين العام والخاص، خصوصاً وزارة الصحة ومركز الحسين للسرطان، مشيراً إلى أنها لا تدخر جهداً في دعم ومساندة هذه الهيئات من خلال 3 ركائز أساسية لتعزيز علاج السرطان والتوعية به في الأردن والعالم العربي، متمثلة في البحث العلمي، والتوعية والكشف المبكر والوقاية، وتسهيل الوصول للرعاية اللازمة بالتوازي مع تعزيز التميز الطبي للمملكة الأردنية الهاشمية، هذا فضلاً عن تمكين الباحثين والمؤسسات الأردنية من مواصلة الجهود عبر الجوائز المدعومة وبرامج المسؤولية الاجتماعية، ومنها برامج الدعم الإنساني الهادفة لزيادة القدرة على تقديم خدمات الكشف والتشخيص المبكر وتقديم العلاجات المبتكرة، فضلاً عن قيادة حملات وطنية مشتركة لمكافحة سرطان الرئة والتشجيع على الكشف والتشخيص المبكر عنه، مع زيادة مستوى الوعي بقضايا صحة المرأة وأمراض الثدي والمبيض.