أعلنت مؤسسة التمويل الدولية، عضو مجموعة البنك الدولي، الاثنين، عن تقديمها قرض بقيمة 35.5 مليون دولار بهدف تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص العمل بمدينة العقبة.
ويعد هذا الاستثمار جزءًا من تمويل أكبر متعدد العملات بقيمة 81 مليون دولار يشمل قرضاً بقيمة 35.5 مليون دولار من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية وآخر بقيمة 10 ملايين دولار، حيث سيساعد هذا التمويل واحة آيلة للتطوير على تمديد آجال استحقاق الديون الحالية للشركة وإكمال بناء فندق يضم 76 غرفة وسيحافظ على المعايير البيئية والمستدامة للمنطقة عند تشغيله.
النائب الأول لرئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ورئيس مجموعة خدمات العملاء يورغن ريجتيرينك، قال إنّ “مشاركة مؤسسة التمويل الدولية والبنك المركزي الأردني لتطوير المشروع المستقبلي الذي يهدف إلى تطوير قرية آيلة مارينا، الواجهة البحرية للمدينة، وجعلها مقصداً سياحياً مستداماً، مما يسهم في زيادة فرص العمل ودعم الاقتصاد المحلي”.
المدير التّنفيذي لشركة واحة آيلة للتطوير سهل دودين، قال: “يظهر هذا التعاون ثقة المستثمرين العالميين في واحة آيلة والعقبة بوصفهما مناطق جذب تراعي تحقيق الاستدامة والحوكمة والممارسات البيئة الجيدة، كما يعزز هذا الاستثمار الثقة في رؤيتنا للتطوير السياحي والتنمية المستدامة في الأردن، وخاصة منطقة العقبة باعتبارها مقصداً سياحياً رئيسياً وله جاذبيه خاصة”.
وشهد قطاع السياحة الذي يسهم بشكل رئيسي في الاقتصاد الأردني تراجعاً نتيجة تداعيات الأزمة في الشرق الأوسط، إذ أسهم في العام الماضي (2023) بنسبة 14.6% في إجمالي الناتج المحلي للمملكة فضلا عن تأثيره الإيجابي على قطاعات أخرى مثل التصنيع وأعمال الإنشاءات والمقاولات والتمويل وتجارة التجزئة وخدمات المطاعم.
وسيساعد التمويل على خلق فرص عمل خلال مرحلتي بناء وتشغيل الفندق بالإضافة إلى جذب المزيد من السياح للمنطقة. وستساعد المؤسسة شركة واحة آيلة للتطوير أيضا على الحصول على أول شهادة اعتماد لها للبناء الأخضر (إيدج-EDGE) لفندق Pulse ولمشاريع أخرى قائمة ومستقبلية.
ووفقا لبيانات وزارة السياحة والآثار الأردنية، انخفض عدد السائحين بنسبة 9.7% في الربع الأول من عام 2024 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. لذلك يعد التطوير المستمر للمناطق السياحية والاستثمار فيها أمرا ضرورياً لتنمية القطاع وتحسين قدراته التنافسية.
ويأتي استثمار مؤسسة التمويل الدولية في إطار الشراكة الاستراتيجية لمجموعة البنك الدولي مع الأردن الذي تم الإعلان عنها مؤخراً، والتي تركز على خلق فرص عمل أكثر وأفضل للشباب والنساء، وتعزيز القدرة الاقتصادية للمملكة على الصمود في مواجهة الأزمات، وتحقيق الاستدامة من خلال الاستثمار في مشروعات البنية التحتية الخضراء.
أفتاب أحمد، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان في مؤسسة التمويل الدولية، قال إن “تعزيز النمو المستدام في الأردن يتطلب جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية ودعم قدرات القطاع الخاص لخلق فرص العمل، لاسيما للنساء والشباب، في القطاعات الرئيسية مثل السياحة والقطاعات المرتبطة بها. وأن هذا التمويل سيساعد على تحسين قدرة قطاع السياحة والاقتصاد الأردني على الصمود أمام التحديات الحالية”.
يشار إلى أن مؤسسة التمويل الدولية قد أسهمت في دعم الأردن على مدى أكثر من 50 عاماً، حيث قدمت العديد من الاستثمارات والمشروعات الاستشارية التي ساندت القطاع الخاص في مختلف القطاعات، ومساعدة المملكة على تعزيز القدرة التنافسية، وخلق فرص العمل، وإقامة بنية تحتية مستدامة، وتحسين الشمول المالي.
واستثمرت مؤسسة التمويل الدولية أكثر من 2 مليار دولار في مختلف القطاعات وساعدت في خلق أكثر من 18 ألف فرصة عمل والحفاظ عليها، تشمل أكثر من 3300 فرصة عمل للنساء. كما أنشأت المؤسسة مركزاً إقليمياً لمنطقة الشرق الأوسط وباكستان وأفغانستان لها في عمّان.
وتشمل أولويات مؤسسة تهيئة بيئة أعمال داعمة من خلال تمكين المرأة، وتعزيز ريادة الأعمال، والاستثمار في تنمية المهارات، ودعم الاقتصاد الأخضر، والتوسع في مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص.