أدى وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001 إلى تحويل جلالة الملك عبدالله الثاني مسار رحلته المتوجهة إلى الولايات المتحدة لإجراء لقاءات تتعلق بالقضية الفلسطينية، ليقصد العاصمة البريطانية لندن في ظل إغلاق المجال الجوي.

وبثت قناة “المملكة“، الجزء الأول من سلسلة وثائقي “العهد” الذي يتحدث عن مسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني خلال ربع قرن مضى.

يقول وزير الخارجية الأسبق مروان المعشر، إن الملك كان يعي تماما أن القضية الفلسطينية هي قضية أردنية، وأن الوصول إلى سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يقطع الطريق على من ينادي بـ”وطن بديل” في الأردن.

وعند مجيء الرئيس جورج بوش الابن أتى بأجندة متشددة وطلب الملك من المعشر لقاء المسؤول عن الشرق الأوسط في البيت الأبيض قبل وصول الملك إلى الولايات المتحدة في 11 أيلول/سبتمبر 2001.

يقول المعشر: “حصل ما حصل في 11 سبتمبر والملك كان في طريقه إلى الولايات المتحدة وعاد إلى لندن في منتصف الطريق بعد أن أغلقت الأجواء”.

ويروي المعشر أن “الملك كان يدرك أن الهدف من هجمات سبتمبر هو خلق مناخ مواجهة بين الولايات المتحدة والعالم العربي والإسلامي وهذا شأن خطير، كان يدرك أن هز المرتكزات التاريخية للتوازن في المنطقة سيرتب أعباء كثيرة …”.

أما الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يتحدث عن لقائه بالملك قبل زياراته للولايات المتحدة وأوروبا لتبادل المشورة والرأي، والملك كان يتحدث باسم فلسطين والأردن.

يرى الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق عمرو موسى، أن الموقف الأردني الذي يعبر عنه الملك سليم جدا ويطالب بدولة فلسطينية حقيقية لها حق تقرير المصير.

ويروي رئيس الوزراء السابق علي أبو الراغب الذي رافق الملك في كثير من لقاءاته في الولايات المتحدة ودول أوروبية، أن الملك كان يتكلم عن موضوع العلاقات الثنائية في الجزء الأول، ثم يخصص جزءا كبيرا للتطورات في فلسطين المحتلة، وضرورة استكمال مسيرة السلام وحصول الفلسطينيين على حقوقهم الشرعية وإقامة دولتهم.

ويقول مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق ديفيد شينكير إن الملك سعى إلى إعادة تنشيط المفاوضات بهدف إقامة دولة فلسطينية، وعامل الزمن مهم والملك شخص واقعي، ويتطلع دائما إلى إعادة العملية السلمية إلى مسارها الصحيح.

ويتحدث المدير التنفيذي لمعهد واشنطن روبرت ساتلوف، عن تحول نحو اليمين في إسرائيل على مدى السنوات العشرين الماضية وخاصة منذ الانتفاضة الثانية، مما أدى إلى توتر مع الأردن، أكثر من أي دولة عربية أخرى.

ويقول ساتلوف إن الأردن يبذل قصارى جهده في السعي للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

المملكة