الجمزاوي: الكتابة جعلتني غيمة تمطر أفكارا وصرخة تنشد الحرية

د. نهلة الجمزاوي حاصلة على درجتي الدكتوراه والماجستير في الفلسفة، وبكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الأردنية. وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الكتاب والأدباء العرب، واتحاد كتاب آسيا وإفريقيا وأمريكيا اللاتينية… وعدد من المؤسسات الأدبية والفلسفية.

صدر لها عشرات الأعمال الإبداعية والفكرية الفلسفية، ما بين المقروء والمرئي المسموع، في مجالات الفكر، والفلسفة، والقصة، والشعر، والمسرح، والرواية، وكذلك أدب الطفل بفروعه الشعرية والنثرية.

كتبت عدداً من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية التاريخية والفنتازية للكبار وللأطفال، وكذلك الكرتونية، ولها قصائد وأوبيريتات غنائية تبث على عدد من الفضائيات العربية كما شاركت بعض قصائدها التربوية، في المناهج المدرسية لوزارة التربية والتعليم الأردنية. وفازت بعدد من الجوائز العربية والعالمية في مختلف الفنون الإبداعية للأطفال والكبار…

ماذا عن الإلهام والبدايات، كيف بدأت رحلتك الكتابية؟

بدأت طفلة تكتب للكبار وصرت كبيرة تكتب للأطفال…ذلك أني تورطت في عملية التأليف والتعبير عن عالمي الأرضي ومشاهداتي اليومية، منذ إدراكي للقدرة الكتابية، التي مكنتني من التعبير عن مكنونات عقلي وترجمة أفكاري الحبيسة عبر حروف وكلمات فرت من مخيلتي لترقص حرة على بياض الورق…….لم أكن آنذاك أدرك تمامًا لمعنى الفعل التعبيري الذي أقوم به أنا وصديقيَّ القلم والورقة، حيث لم تكن الوسائل الالكترونية متاحة بشكل واسع، فكنت أقبض على قلمي بكل ما أوتيت من حب بوصفه رسولي إلى الورقة دون أنْ أنتبه أو أخطط إلى ما سيفضي إليه هذ? الفعل، وإنما هي مغامرة شيقة استبدلت خلالها ألعابي من الدمى، بحروف وفوارز وكلمات رشيقة، ترصد الوقائع، وترقص وتغني للحياة، وبالرغم من طفولتي المستقرة الهادئة المكتفية المشبعة المعتدلة على الصعيد المادي والإنساني، إلا أنّ عدسة أفكاري كانت مسلطة على مراقبة ما يجري على هذا الكوكب من أحداث، وعلى إفرازات تلك الأحداث وانعكاساتها على أقراني من البشر، فكنت أقاوم كلّ ظلم يقع على الإنسان بعامة، وعلى الأطفال على وجه الخصوص، في هذا العالم المليء بالشرور…ليس خلال قصة شاهدتها، وإنما لمجموعة من القصص الواقعية التي كنا ن?اهدها حولنا، تلك التي تعج بالظلم والحرمان. بدأت أواجه بكلماتي كلّ معتد على الإنسانية بمفهومها العام، ذاك المفهوم الذي كان أكبر من حجم طفولتي، لكنني التقطته وعبرت عنه بأدواتي الإبداعية والمعرفية البسيطة آنذاك، لا سيما، الحروب، وما أفرزته من إشكاليات تهدد الحياة والأمان والعيش الكريم، خاصة الفلسطينيين الذين تتطلع إلي بيوتهم وأراضيهم حتى الممات، مما دفعني ومنذ باكورة أعمالي لرسم أحلامهم في العودة، التي صارت أحلامي أيضًا، بالكلمات شعرًا وحكايات…واشتعل قلمي في التعبير عن مآسي الحروب التي نشبت عي بعض بلدان الع?لم على وجه، وانعكست على الأطفال في أوطانهم أو في مواطن اللجوء، مما دفعني للكتابة من أجل أولئك الأطفال ومعاناتهم، وأيضا، من أجل الأطفال في المناطق الأقل حظًا في أوطانهم، فعالجت قضية عمالة الأطفال، وكذلك القضايا الحقوقية للطفل، كحقه في الصحة والتعليم، والأمان..الخ، وفي الوقت ذاته كنت أحاول أن أملأ نصوصي المقدمة للأطفال بالأمل والبهجة والفرح، وحثهم على مقاومة الواقع وتغييره، نحو الأفضل.

وربما ألخص تجربتي بالقول: إن الكتابة جعلتني غيمة تمطر أفكارًا وحكايات، أسير في رحاب الكون بلا حدود أو قيود، أرشّ حروفي حيثما أجد اليباس، لأجل أناس نال منهم معول الظلم.. وأحاول أن أجعل من كلماتي صوتهم إلى أذن العالم وصورتهم أمام عيونه…وأحاول أنّ أجعل سيل الكلمات المنهمر من قلمي بمختلف أشكاله وأطره، في القصة والمسرح والشعر والرواية… للكبار أو الأطفال، صرخة تنشد الحرية والعدالة، تنبذ الظلم وتحتفي بالحياة…

ما الذي ألهمك للبدء في كتابة قصص الأطفال؟

بداية لا بد من اعتراف أعتد به، مفاده أن تجربتي في الكتابة، بدأت موجهة للكبار ومنذ سنن مبكر، وبعدما نضجت تجربتي الإبداعية بمختلف أشكالها الفنية للكبار في المسرح والقصة والشعر، تجرأت على الولوج إلى عالم الطفل وتقديم نصوص، كانت محفوفة بالقلق، لإيماني الشديد بقوة هذا المتلقي الصغير وذكائه، واكتشفت ذلك من ردود أفعال أبنائي الذين كانوا صغارً حينها، إزاء بعض ما يقدم لهم من نصوص، أدبية يفرحون ببعضها ويتعجبون من بعضها الآخر…لذا كنت أحرص على نيل رضاهم عن نصوصي، قبل أن أقدمها لغيرهم من الأطفال في الوسط المحيط وقبل ?ن يصل النص إلى مرحلة النشر المقروء أو المرئي المسموع، إذن أطفالي هم أول من دفعني لكتابة نصوص تتناسب مع أعمارهم، فكبروا وكبرت النصوص، في مستواها الفني، والفئة العمرية المقدمة لها، لا سيما أنني كنت أستمع لتذمرهم من قلة النصوص التي تشبع خيالهم وتحقق لهم المتعة المرجوة، وبالفعل كنت أعاني من ندرة النصوص الجيدة التي أستطيع أن أجلبها لأطفالي من المكتبات المحلية والعربية، إلا أن المشهد الآن تطور عن السابق وبلا شك هناك عدد من الكتاب استطاعوا إثبات حضورهم في الساحة الثقافة بالرغم من الإشكالات التي تواجه أدب الطفل عم?مًا، وأدب الطفل العربي على وجه الخصوص. لما يتطلبه من رعاية مؤسسية تفوق قدرة الكاتب أحيانًا، وذلك عند محاولة تظهير النص، مقروءًا معززًا بالصور الملونة، أو مسموعًا مرئيا، وما يتطلبه الأمر من وسائل وأدوات فنية مكلفة إلى حدّ كبير.

ماذا عن تجربتك المسرحية للطفل؟

المسرح في نظري هو العمل المتكامل الذي يجمع بين القصة والشعر والموسيقى، وبعد أن كتبت عددا من مسرحيات الكبار….تجرأت على كتابة مسرحيات للأطفال،إذ كانت في نظري مغامرة شائكة، ومسؤولية كبيرة لا بدّ من الإخلاص لها، وتحمل وزرها، فأنا الآن في مواجهة مباشرة مع الطفل، والطفل ناقد ذكيّ ومتذوق حساس، وليس متلقيًا ساذجًا، أو يمكن إمتاعه ببعض التهريج كما يعتقد البعض، خصوصًا ونحن في ظلّ الانفتاح المعرفي الذي حققه له العالم الافتراضي، لذلك أدركت أنه لا بدّ من الإمساك بأدواته العصرية كي أكتب له لا لطفولتي أنا..وأدركت أنه ي?بغي عليّ أن أستنهض الطفل النائم في ذاكرتي كي أكتب بروحه، لا بروح الأستاذ المعلم، أو التربوي الصارم، فلا أمارس عليه الأستذة من جديد بل أجعله يلهو، ويستمتع ويغني ويرقص، ويتناول الوجبة المعرفية والتربوية المرجوة دون أن يدري أو يَملّ، بل من خلال حكاية تلامس واقعه المعيش، ووفق أدواته الحداثوية..لذا استخدمت أسلوب الخيال العلمي، وعالم الحاسوب، والإنترنت، المستحوذ على عقل الطفل وحواسه في أغلب أعمالي، من أجل توسيع آفاقه وتحفيز مخيلته إلى أبعد الحدود، ثم إعادته إلى الواقع من جديد، فالخيال العلمي في نظري، يجب أن يكون?موظفاً لمحاكاة هموم الحياة الأرضية، والقضايا اليومية، وإلا سيفقد جدواه ويقع في جبّ التسلية الفارغة كالتي تجلبها بعض المسلسلات التجارية، حيث الإثارة المجانية، بل والمضرّة والمولدة للعنف أحياناً.

وفي هذا المجال كتبت إحدى عشرة مسرحية عرض بعضها في المهرجانات الأردنية والعربية، وعلى خشبات المدارس، وطبعت في مجموعة الأعمال المسرحية أنا الفرح. اتسمت باللغة الشعرية لإيماني بقدرة الشعر على التأثير والالتصاق بالذاكرة، لذلك جمعت مسرحياتي بين الحكايات والشعر والموسيقى والفلسفة.

كيف تقتربين من فهم ما يلامس الأطفال؟ وكيف تحافظين على توازن ما بين إمتاع الأطفال وتعليمهم دروس قيمة؟

لا يمكن للعمل الأدبي المقدم للطفل أنَّ ينجح ويقوم بدوره التربوي أو التعليمي المنشود، إلا إذا لامس روح الطفل الداخلية وسبر أعماقها، وعرف كيف يجعل الطفل جزءًا من الحدث، ويتحقق ذلك عبر البساطة الشديدة في الطرح موضوعًا وفكرًة وأسلوبًا.. وعندما أتناول بعض هموم الطفل وتطلعاته، وأفكر بعقليته، وأحترم ذكاءه، بعدم التقليل وقدرته على الالتقاط…فالتبسيط لا يعني السذاجة أو التسطيح أو

وأخص بالذكر المسرح بأشكاله لأنني أجده ضرورة من ضرورات تطوير طاقات الطفل الأدائية إضافة لكونه وسيلة من وسائل التعلم، ذلك أنَّ المسرح مدرسة يجب أن نبتكر من خلاله وسائل تجعل الطفل يتعلم من دون قصد، أي أن تسرب له المعلومة عبر فن رفيع جاذب لا يشعره بأنه في صفٍ مدرسي آخر مجبر فيه على التعلم المباشر، ويتأتى ذلك، باستخدام اللغة الأدبية البسيطة، بالشعر والغناء والحكايات، الجاذبة التي تمزج بين الواقع والخيال…وذلك لتحقيق المتعة الفنية بوصفها اشتراطا أساسيا من اشتراطات العمل الأدبي عمومًا والمقدم للطفل على وجه الخصو?.

كيف تأتين بالأفكار لقصصك؟ هل تستلهمينها من الأحداث الواقعية، الخيال، أم من الإثنين؟

قصصي وحكايتي منغمسة في الواقع حدّ الجذور ومحلقة في الخيال بلا حدود..فالأدب بشكل عام هو انعكاس للواقع، لكنه مرسوم بلغة جمالية متخيلة، وأستوحي معظم الأفكار من كلام الأطفال ومسلكياتهم حولي، وتطلعهم الدائم للمعرفة، وفضولهم الدافع للاستكشاف والمغامرة، لذا أسعى أن أحول كل حقل معرفي إلى ساحة لعب ورقص ومرح.

كيف تخلقين شخصيات للأطفال لا تنسى وقابلة للتعاطف؟

عندما أستخلص تلك الشخصيات من واقع الحياة..ومن ثم أحملها على أجنحة الخيال، فالبطل في الحكاية هو طفل من ترابنا ومائنا وهوائنا..يخرج من بيننا، ليكون المتحدث بلسان حال أقرانه من الأطفال، ليجد كل طفل نفسه مكان البطل، فيعيش الحدث ويفكر بالخروج من المآزق وحلّ المشكلات، حتى وإن كان الطفل المتلقي ينتمي إلى طبقة اجتماعية أو بيئية مختلفة، فتحفيز الشعور الإنساني وتنمية التقاطعات المشتركة بين البشر، ضرورة لنجاح النص الأدبي ليأخذ دوره، في النمو الفكري والعاطفي السّوي لدى الأطفال.

ما هي بعض المواضيع المتكررة في قصصك للأطفال؟

الفكرة المكررة، هي محاولة الطفل الهروب من عالمه بعد اكتشاف مشاكله نحو عوالم جديدة أكثر أمانا..ليصطدم بحقيقة أن قيمتي الخير والشر موجودتان في كل مكان، وأن عليه البقاء والدفاع عن الخير في وطنه، وأحاول أن أخلق حلولًا على لسان الطفل لا من خارجه، أحاول أن أزجه في صنع الحدث وأدفعه للتفكير..كما حدث في رواية الكوكب الصامت ووكوكب الأحلام.

كيف تضمنين أن الرسائل في قصصك مناسبة للعمر وذات تأثير؟

على الرغم من ضرورة اختلاف الخطاب والأسلوب بحسب الفئة العمرية الموجه إليها العمل الأدبي، إلا أنني أجد أحيانًا، أن عملية الفصل التام بين الفئات العمرية أمر متعذر إلى حدّ ما، فالطفل قد يأخذ من العمل الموجه للفئة التي تفوقه عمريًا جزءا من الرسالة المرجوة، وعلينا الانتباه إلى أن ثمة تفاوتات، في مستوى الذكاء بين أبناء الفئة العمرية الواحدة. أما بما يتعلق بأسلوبي الخاص في التحقق من قدرة النص على الوصول للفئة العمرية المستهدفة، هو أسلوب عملي، بمعنى أنني أقوم بتجربة مباشرة واختبار حقيقي للنص، أي أنني أقدم النص لعدد?من الأطفال من الفئة العمرية المستهدفة، وأناقشهم في النص، وأرصد ردود أفعالهم وملاحظاتهم وانتقاداتهم، وآخذ بها قبل إظهار النص ونشره للعامة، فالطفل هو الناقد الحقيقي للنص الأدبي المقدم له، وقد يفوق في ذلك المتخصصين من كبار النقاد.

ما هي بعض التحديات التي تواجهينها عند كتابة قصص للأطفال مقارنة بالأنواع الأخرى؟

الكتابة للأطفال، هي أصعب أنواع الكتابات بمختلف أشكالها، فهي لا تحتمل الخطأ، وبالتالي هي محفوفة بالمخاطر، وتتطلب الكثير من الحذر، ذلك لأن الطفل كائن شديد الذكاء، ومتلق لا يعرف المجاملة، والنص المقدم له مسؤولية كبيرة، يضعنا دائمًا في دائرة القلق.

فنحن إزاء تحديين كبيرين، هما المضمون والشكل، بمعنى ما هي الموضوعات التي يمكن تقديمها للطفل؟، وهل كلّ المضامين الحياتية قابلة لأن تطوع لتكون مادة معرفية صالحة للطفل.

وكذلك تحدي الشكل: ما هي الأشكال الأدبية واللغوية الأكثر قدرة على الوصول إلى وعي الطفل وإدراكه؟ هنا أقول بأنه لابدّ من استخدام مفردات من شأنها الوصول إلى مدركاته الحسية، فهي مستمدة من عالمه، إلا أننا نسعى أيضًا إلى إثراء قاموسه اللغوي، بمفردات جديدة، لأنّ من أهداف النص الأدبي تطوير مهارات الطفل، وقدراته المعرفية، وليس محاكاة واقعه فقط.

كيف تتعاملين مع المواضيع الصعبة أو المعقدة بطريقة تناسب القُرّاء الصغار؟ وتحديدًا فيما يتعلق بسلسلة «أهلا بالفلسفة» وتحديدا لصعوبة فهم مصطلح الفلسفة.

الطفل فيلسوف بالفطرة، فهو الذي يمطرنا بالأسئلة منذ أن يمتلك القدرة على التعبير، وقبل أن يتقن النطق أحيانًا، لذا علينا تطوير التفكير الفلسفي لديه منذ بداية تفتحه على الحياة، وما الفلسفة سوى دهشة الإنسان تجاه هذا الكون ومحاولة لفك أسراره بطرح الأسئلة ومحاولة التنقيب عن الإجابات..

من هنا أخذت على عاتقي إطلاق مشروع «أنا الفرح لتعلم بالوسائل الإبداعية» المتضمن عددا من السلسلات التربوية والتعليمية، وأبرزها سلسلة، أهلا بالفلسفة، وذلك لإيماني بضرورة تعليم الفلسفة للأطفال، وفق أساليب مدروسة تتدرج مع تدرج عمر الطفل، وتتضمن إكساب الطفل مهارات التفكير والتفكير الناقد، وذلك من أجل إعداد عقول مرنة قادرة على التمييز بين الغث والسمين، وقادرة على التواصل مع المحيط الاجتماعي والثقافي، وقادرة على تقبل الاختلاف، مما يخلق جيلا، يعرف حقوقه جيدا ويدافع عن وجوده، وفي الوقت ذاته، يبتعد عن العصبوية، ويتمت? بقدر كبير من التسامح والتعايش واحترام الآخر، فالفلسفة تخلق جيلا مفكرا، ناقدا، يعتد بذاته ويقبل الآخر.

كيف تختارين الرسومات والصور المناسبة لرواياتك وقصصك؟

يتحقق ذلك من خلال الاتفاق مع رسام محترف متخصص بالأطفال، ومبدع يستطيع التقاط الفكرة وترجمتها على شكل مشهد بصري مرسوم، مما يسهم في إتمام المعنى المرجو من النص، ويصبح العمل متكاملًا.

المشاريع المستقبلية

حدثينا عن مشاريعك القادمة؟

لديَّ مشروع أنا الفرح الشامل، الذي يتطلب جهودًا كبيرة لانجازه وتحقيق ديمومتة، وهو يحمل خلاصة تجربتي عبر سنوات عديدة، وفيه صنفت نصوصي لعدة حقول معرفية مقدمة لفئات عمرية مختلفة، عالجت فيه معظم القضايا الحياتية التي تواجه الطفل، في الجانب المعرفي التعليمي، والجانب الأخلاقي التربوي، والجانب الحقوقي، وأهمها الجانب الفكري الفلسفي، لما فيه من تحفيز على تطوير مهارات الطفل الذهنية والنفسية، ودفعه للتعامل الإيجابي مع الجوانب السالفة الذكر، ومع عملية التعلم برمتها…لذا أرحب بأي تعاون يسهم في تحقيق المزيد من الفائدة ?لتعليمية التربوية الترفيهية المرجوة من هذا المشروع الذي بدأت منذ سنوات بتنفيذ عدد من حلقاته وخطواته التي أطمح بتطويرها دائمًا، وقد أنجزت النصوص اللازمة لذلك عبر رحلة عمري الإبداعية، وهي جاهزة للتنفيذ والخروج للعيان…ومما أنجز منها: أنا سكر، قطار الأرقام، هيا نحسب، صرت كبيرًا، البطة الأمينة..وغيرها.

هل هناك أي مواضيع جديدة أو أنواع داخل أدب الأطفال تهمك؟

أهتم بالموضوعات التي تعنى بالإنسان داخل الطفل، بتنميته والأخذ بيده، ليكون قويًا، محبّا، معتدًّا بنفسه، بوطنه، محترما لغيره بمعنى أن أعد إنسانا وليس ماكنة إنتاج فحسب…

ما هي النصائح التي تقدمينها للكتّاب المبتدئين في قصص الأطفال؟

أنصح المهتمين بالكتابة للطفل في طور البدايات، بالمزيد من التأني قبل الكتابة للطفل والاستزادة المعرفية حول القضايا المعرفية والتقنية المناسبة، وعدم الاستهانة بأدب الطفل بل التعامل معه بوصفه الأكثر صعوبة من أدب الكبار.

هل هناك أي أخطاء معينة تنصح الكتّاب المبتدئين في قصص الأطفال بتجنبها؟

نعم هناك الكثير من الأخطاء التي يقع فيها بعض كتاب أدب الطفل، بطرح مضامين غير مناسبة للفئة العمرية الموجه إليها النص، أو استخدام مفردات لا تتناسب والقاموس اللغوي للطفل، مما يؤثر سلبًا على نمو الطفل المعرفي والعاطفي، مثل تقديم مشاهد القتل والموت بأسلوب فج مباشر منفر، وتقديم بعض قضايا المسكوت عنه، في محاولة لتبسيطها، مما يجعلها تترك في نفسه صورا مشوشة مغلوطة…فلا داعي أن يتناول الطفل الحياة بكل معانيها في جرعة مبكرة واحدة.

شاهد أيضاً

التلفزيون الأردني يفوز بفضية المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون عن فيلم »بوح الوتر«

عروبة الإخباري – حقق التلفزيون الأردني مساء أمس فضية البرامج الوثائقية في التبادلات الإخبارية والبرامجية …