يصادف اليوم العيد الثلاثون لميلاد سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، النجل الأكبر لجلالة الملك عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدالله، والسليل الثاني والأربعين لسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم.
ولد سموه في مدينة عمان في التاسع عشر من شهر محرم عام 1415 هجري، الموافق للثامن والعشرين من حزيران عام 1994 ميلادي.
وصدرت الإرادة الملكية السامية باختيار الأمير الحسين وليا للعهد في التاسع من شهر رجب عام 1430 هجري، الموافق للثاني من شهر تموز عام 2009 ميلادي، وعُين سموه نائبا للملك عدة مرات.
تخرج سموه من الأكاديمية العسكرية الملكية “ساندهيرست” في بريطانيا عام 2017، وهي ذات الأكاديمية التي تخرج منها الملك عبدالله الثاني، والمغفور له، بإذن الله، الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه.
وتخرج سموه عام 2016 من جامعة “جورج تاون”، بتخصص التاريخ الدولي، فيما أنهى دراسته الثانوية من مدرسة “كينغز أكاديمي”، بمادبا عام 2012.
وعقد سموه قرانه على سمو الأميرة رجوة الحسين في الثاني عشر من ذي القعدة عام 1444 هجري، الموافق للأول من حزيران عام 2023 ميلادي.
ويحمل سموه رتبة رائد في القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، ويشغل حاليا وظيفة مساعد قائد سرية الدبابات الأولى في كتيبة المدرعات الثانية الملكية، إحدى وحدات لواء الملك الحسين بن طلال المدرع الملكي/40.
وشارك الأمير الحسين إلى جانب رفقاء السلاح في العديد من الدورات التدريبية العسكرية والمتخصصة الميدانية، والقفز المظلي، والعمليات الخاصة، والقوّات البحريّة، والطيران العمودي، كما يولى سموه رفقاء السلاح العاملين والمتقاعدين اهتماما كبيرا.
وأشرف ولي العهد، على برنامج “رفاق السلاح”، والذي تم إعداده بناء على التوجيهات الملكية لدعم المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، من خلال لجنة شُكلت لهذه الغاية.
ويتابع سموه مع جميع المؤسسات تنفيذ توجيهات الملك، من خلال الزيارات والجولات التفقدية.
وفي إطار جهود الملك لتقديم الدعم للأشقاء الفلسطينيين، أشرف ولي العهد بمنطقة العريش المصرية على إرسال مستشفى ميداني أردني جديد إلى قطاع غزة، وتجهيز طائرة مساعدات بمطار ماركا للأهل في القطاع.
ومثّل سموه الأردن في العديد من المحافل الدولية، حيث ترأس جلسة مجلس الأمن في الأمم المتحدة، في نيسان 2015، لمناقشة “دور الشباب في بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة الإرهاب”.
وتوجت جهود سموه التي بدأها في الأمم المتحدة، بعقد المنتدى العالمي الأول للشباب والسلام والأمن في الأردن في آب عام 2015.
وألقى سموه كلمة الأردن في اجتماعات الدورة الثانية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، مندوبا عن جلالة الملك، في 2017.
وشارك سموه في أعمال الدورة الثالثة لمؤتمر القمة العالمية للصناعة والتصنيع عام 2020، مثلما ألقى كلمة الأردن مندوبا عن جلالة الملك، في قمة مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي عقدتها المملكة العربية السعودية مرتين خلال العامين الماضيين بالعاصمة السعودية الرياض ومدينة شرم الشيخ المصرية.
كما شارك ولي العهد أخيرا في جلسة تفاعلية ضمن منتدى تواصل 2024، بنسخته الثانية، الذي عقدته مؤسسة ولي العهد في مطلع حزيران الحالي، أكد فيها أهمية الاستمرار بتطوير قطاع التعليم والتعليم العالي.
ويولي سموه الشباب اهتماما خاصا، تجسد في إنشاء مؤسسة ولي العهد عام 2015، سعيا لتمكين الشباب والشابات في جميع المحافظات بالفرص والمهارات في المجالات ذات التنافسية العالية، إذ تجاوز عدد المستفيدين من مبادرات المؤسسة وبرامجها أكثر من 2,2 مليون خلال عام 2023.
وضمن اهتمام سموه في قطاعات السياحة والتعليم التقني والتدريب المهني، أنشئت جامعة الحسين التقنية التابعة لمؤسسة ولي العهد في 2016، واستقبلت أول فوج في 2017.
ونال سموه وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، ووسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الأولى، ووسام مئوية الدولة الأولى، ووسام النجم القطبي الملكي من مملكة السويد، ووسام القديس أولاف الملكي من الدرجة الأولى من مملكة النرويج، ووسام النهضة للملك حمد من الدرجة الممتازة (القلادة)، من مملكة البحرين الشقيقة، وشارة مئوية الثورة العربية الكبرى.
وتشمل اهتمامات ولي العهد رياضة كرة القدم، والغوص، والمغامرات، والرماية، وركوب الدراجات.
وللأمير الحسين، ادوارا سياسية ودبلوماسية دقيقة انيطت به منذ بداية تسميته وليا للعهد. فقد استطاع بحرفية وحنكة سياسية متقدمة، ان يحظى باحترام وتقدير كبيرين في المحافل واللقاءات الدولية،جعلته محط إعجاب للعديد من القيادات السياسية والاقتصادية وقادة الفكر والرأي العالمي.
رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الزيتونة الدكتورة رشا المبيضين، بينت أن الحضور المهيب في اللقاءات والمحافل الدبلوماسية الدولية لولي العهد، حظي باحترام واعجاب كبيرين من قبل قادة وزعماء العالم، مشيرة إلى أن مرافقة ولي العهد للملك في المحافل واللقاءات الدولية أكسبته خبرة وحرفية دبلوماسية وسياسة مهمة”.
وقالت: “مضامين دبلوماسية عميقة على الصعيد الدولي حملها حضور ولي العهد برفقة الملك خلال اجتماعاته مع رؤساء وقادة الدول المشاركة في اجتماعات الامم المتحدة، مشيرة الى أن سموه وفي عهد مبكر لتسلمه مهامه كان وبتكليف مباشر من الملك، قد مثل الاردن وجلالته في الكثير من المؤتمرات واللقاءات الدولية إضافة إلى الزيارات الرسمية التي قام بها للعديد من الدول الشقيقة والصديقة والاجتماع بقادة تلك الدول”، مضيفة أن “الامير الشاب سند الملك وعضده في استكمال مسيرة التحديث والتنمية الوطنية”.
ولفتت إلى أن الامير الحسين كان الأصغر سنا في تاريخ الأمم المتحدة الذي يترأس مجلس الأمن، حيث ترأس سموه في نيسان من 2015 جلسة مجلس الأمن لمناقشة دور الشباب في بناء السلام وحل النزاعات ومكافحة الإرهاب وألقى سموه فيها كلمة الأردن.
الناشط المحامي مؤمن بسام لفت الى جهود ولي العهد في عقد المنتدى العالمي الأول للشباب والسلام والامن في الأردن، مشيرا الى اهمية المؤتمر وما صدر عن المنتدى من “اعلان عمان حول الشباب والسلام والأمن”.
وأشار الى جهود سموه الدبلوماسية والتي قادت الى استصدار قرار تاريخي من مجلس الأمن، الأول من نوعه، الخاص بالشباب والأمن والسلام.
وشكلت التوجيهات السامية من لدن ولي العهد الحافز والداعم الاهم لمسيرة العمل الشبابي الاردني، فحرص سموه حاضر دائما في لقاءاته مع الشباب اينما وجدوا والسماع لمطالبهم ومتابعة احتياجاتهم.
فعاليات شبابية ثمنت في حديثها لـ”الرأي” رعاية وحرص الأمير الحسين لقضايا الشباب وتمكينهم، مشيرة الى أن اهتمام سموه يأتي من إيمانه العميق بقدارت الشباب على الانجاز، وما تمثله تلك الرعاية من رافعة للعديد من النماذج الشبابية للانطلاق للعالمية والمنافسة بكافة المجالات الإبداعية، والخروج من بوتقة العمل التقليدي إلى جهود متقدمة تتلاءم والمتغيرات العالمية وخاصة المتعلقة بالريادة والابتكار، والذي يمثل العنوان الرئيس الذي ارده ولي العهد لخطة عمل هئيات ومؤسسات شبابية.
وقال الناشط الشبابي عدي الحمايدة، أن توجيهات ومتابعة ولي العهد للقضايا الشباب شكلت دعوة وبرنامج عمل وافي للشباب لأخذ أدوارهم في مناحي الحياة بكل عزم واقتدار، مشيرا إلى حرص سموه على الالتقاء بالشباب وتشجيعهم على المبادرة الهادفة وتفعيل دورهم في تبني القضايا الوطنية.
وأضاف: “تقع على عاتقنا كشباب مسؤولية تلمس جدية الموقف وإلى ما سيكون لنا من دور مؤثر وفاعل في ضمان انجاز هذه الاستحقاقات الوطنية القادمة، داعيا الشباب إلى ترجيح المصلحة الوطنية العليا وان يكونوا بمستوى الثقة الملكية السامية”.
الجامعية ايمان خضر، ثمنت العناية والرعاية التي يوليها قائد الوطن وولي العهد للشباب، مؤكدة على أهمية العمل بجدية للانخراط في العمل المنتج وبناء المشروع الوطني والانتصار للدولة والمواطنة الأردنية بمعنى الولاء والانتماء في تأكيد الهوية الوطنية الأردنية كما هو متأمل منهم وهم قادرون على ذلك من خلال إجراء حوارات ديمقراطية ضمن مرجعيات دستورية وطنية.
وبينت أن التغيير نحو الأفضل يتطلب تكاتف الجهود المشتركة وبخاصة من قطاع الشباب للتغلب على التحديات التي يواجهها الوطن من خلال حوار جاد يعظم قيم الولاء والانتماء.
الناشط الشبابي محمد المجالي، ثمن حرص ودعم ولي العهد الذي يتلقاه الشباب من خلال لقاءات سموه مع الشباب والتأكيد على دورهم في المشاركة الفاعلة في الحياة العامة.
وأشار إلى دور الشباب وأهمية البرامج المقدمة لهم من خلال الهيئات التي تعنى بالشأن الشبابي والتي تسهم بدور فاعل في اختيار من يحسن التعبير عن همومهم وقضاياهم، منوها بأن الشباب هم الأقدر على التعبير عن أنفسهم فهم نتاج المجتمع بما فيه من نجاحات وما يملك من حصاد التجربة وارث الحضارة.
الناشط الشبابي الدكتور معتصم عبدالرحمن، لفت الى المبادرات العديدة لسموه والتي استهدفت بناء المنظومة القيمية والفكرية والابداعية للشباب والتركيز على تنمية الانخراط المدني الفاعل وتعزيز المجتمع المدني في الأردن عبر تطبيق مفهوم الريادة وتعميق الحوار وتوسيع مشاركة الشباب وتعزيز ثقافة الديمقراطية وقيمها ورعاية الابداع والمبدعين الشباب.