عروبة الإخباري –
ساعات قليلة وتنطلق المناظرة الرئاسية الأميركية التي وصفت بالتاريخية بين الرئيسين الـخامس والأربعين والسادس والأربعين. وستكون مصيرية ليس فقط للرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب وإنما للبلاد كافة.
تسعون دقيقة عمر المناظرة أو المواجهة التي تنظمها شبكة “سي إن إن” في أتلانتا.
أما عن سبب وصف المناظرة بالتاريخية فهي لأنها فريدة من نوعها كونه هذه المرة ستكون بين رئيس حالي ورئيس سابق وبالطبع سيدافعان عن سجلاتهما في البيت الأبيض وسيتصادمان في ظل ظروف غير اعتيادية.
ليس هذا فحسب فالمناظرة تعتبر تاريخية نظرا لأنها ستشهد مشاركة أول رئيس سابق مدان جنائيا وهو دونالد ترامب وأيضا مشاركة رئيس حالي لديه ابن مدان وهو هانتر بايدن.
ووجد استطلاع “ليجر” أن 42% من المشاركين يعتقدون أن ترمب سيفوز بالمناظرة، بينما يعتقد 29% فقط أن بايدن، فيما قال 29% الباقون إنهم غير متأكدين.
وكان لدى الجمهوريين ثقة أكبر في مرشحهم، حيث يعتقد 83% من تلك المجموعة أن ترامب سيفوز، بينما يراهن 60% فقط من الناخبين الديمقراطيين على بايدن.
ولكن ما هي الأسئلة التي قد تطرح على بايدن وترامب خلال المناظرة؟
جل ما يهم الناخب الأميركي هو الوضع الاقتصادي. وقد تحدثت مجلة بوليتكو عن أهم ثلاثة أسئلة.
السؤالُ الأول يجب أن يكونَ لماذا أنت خيارٌ أفضلُ لخلقِ وظائفَ جديدة ستضع المزيدَ من الأموالِ في جيوبِ الأميركيين؟ ما هي الاختلافاتُ الرئيسية بينكما أي ترامب وبادين.
تجدر الإشارةُ إلى أن هذا السؤالَ كان عنواناً لمقالٍ كتبته وزيرةُ الخارجيةِ الأميركيةِ السابقة هيلاري كلينتون عام 2016.
السؤالُ الثاني.. هل هناك أيُّ سلبياتٍ للتعرفاتِ الجمركية؟ لأن ترامب كان ألغى خلال ولايتِه التعرفاتِ الجمركية لتشجيع الصناعة المحلية.. وبايدن دعا إلى وضع تعرفات محدودة كأداة لمواجهة الصين وتعزيز التصنيع المحلي.
أما السؤالُ الثالث.. ما هي خطتُكما لخفض تكاليف الإسكان؟ لأن الأميركيين يُعانون من هذا الأمر.. فماذا ستفعلون لجعل الأسعار معقولة؟
أعلى نسبة مشاهدة
أكثر من 70% من الناخبين الأميركيين ينتظرون المناظرة لمشاهدتها. وستحظى المنناظرة مشاهدة عالية سواء في الولايات المتحدة أو خارجها.
وسيتابع أو يشاهد هذه المناظرة أعلى نسبة من البالغين منذ ثلاثة عقود بمن فيهم الذين لا يكترثون لبايدن وترامب وفقا لمسح أجراه مركز بيو للأبحاث مؤخرا.
أما بالنسبة للمشاهدين المستقلين والناخبين الذي ليس لديهم آراء إيجابية عن أي من المرشحين، فستكون المناظرة المكان المناسب لجذبهم.. ما يحدد من سيكسب المعركة في انتخابات من المرجح أن تحسم على الهامش.
كما أن هذه المناظرة مهمة ايضا للناخبَيْن الديمقراطي والجمهوري لأنها ستقدم لهم الفرصة من التحقق من صحة آرائهم وخيارهم السياسي..
بايدن يتدرب في كامب ديفيد
أمضى بايدن الأسبوع بعيدا من الأنظار في منتجع كامب ديفيد قرب واشنطن للتدرب وإجراء مناظرات وهمية.
وأما استعدادات ترامب، فكانت أكثر استرخاء، حيث تجنب التدريبات الرسمية للمناظرات ليشارك في طاولات مستديرة غير رسمية وليحول نقاشاته مع الحشود إلى ورش لاستراتيجيات النقاش.
وشجعه مساعدوه على التركيز على مجالات يبرع فيها مثل الاقتصاد ومكافحة الجريمة، بينما يسعى بايدن إلى تصوير ترامب على أنه مضطرب وغير مؤهل للمنصب.
وصفت حملة ترامب الرئيس الديمقراطي مرارا بأنه ضعيف وغير كفؤ، لكنها غيّرت استراتيجيتها في الأيام الأخيرة بعد تحذيرات من أن خفض مستوى التوقعات من بايدن لن يؤدي إلا إلى مساعدته.
وقال جيسون ميلر كبير مستشاري حملة ترامب للصحفيين “نعلم أن جو بايدن، بعد حصوله على إجازة لمدة أسبوع كامل، سيكون جاهزا لذلك”. روّج ترامب وفريقه لنظرية أن بايدن سيكون حيويا بسبب تناوله عقاقير لتحسين أدائه فيما صدرت عنهم تلميحات إلى أن قناة “سي إن إن” متحيّزة.
ولعل إحدى أبرز نقاط الضعف لدى بايدن هي أمن الحدود، إذ تعهّد ترامب مكافحة تدفق المهاجرين غير الشرعيين من المكسيك من خلال عمليات الترحيل الجماعي وتكرار إثارة مسألة جرائم القتل التي يرتكبها المهاجرون.
وأعلنت إدارة بايدن الأربعاء أن القيود الجديدة التي فرضتها من الشهر الماضي أدت إلى تراجع نسبة عبور المهاجرين غير الشرعيين بنسبة 40%.
تتوقع نسبة أكبر من الأميركيين انتصار ترامب في المناظرة مقارنة مع بايدن (40% مقابل 30%)، لكن أميركيا واحدا فقط من كل عشرة يرى أن بإمكان المناظرة دفعه لتغيير رأيه بشأن المرشح الذي سيصوّت له.