رأى مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة “الصالحية” العقارية، غازي فهد النفيسي، أن “قطر والإمارات والسعودية، تفوقت على الكويت، نظرًا لما تتّسم به هذه الدول من مرونة وسهولة في العمل التجاري، في حين تحتاج الكويت للكثير”، آملًا أن “تعود البلاد إلى ريادتها في مجالات الاستثمار والاقتصاد وغيرها، وأن تستعيد موقعها على الخريطة”. واعتبر أن “الاستقرار السياسي وتهدئة الأمور وتبنّي الحكومة لبعض المشاريع وتفعيلها، من شأن ذلك أن يعيد الثقة بالبلاد ويؤدي إلى تعافي الاقتصاد”. وأسف كون “الدول العربية كلها مغلوبًا على أمرها. كلها رهينة للغرب، ولا توجد نظرة موحدة وخطط للمستقبل، علمًا أن بناء الدول يحتاج لوقت أطول بكثير من تشييد الأبنية والعقارات”.
جاء ذلك خلال حلقة حوار ضمن برنامج “الجوهر” للتدريب الإعلامي، الذي تنظمه أكاديمية لوياك للفنون – “لابا”، ، بهدف تعزيز قدرات الشباب في فنون الحوار الإعلامي. وقد ضم مشاركين من الكويت ولبنان وسلطنة عمان، تحت إشراف الإعلامي زافين قيومجيان.
“الصالحية” غيّر ثقافة التسوق
بدايةً، رحّب زافين بضيف “الجوهر”، واصفًا إياه بـ”الشخصية الريادية المؤثرة في الاقتصاد والأعمال”. وقال: “إنه رجل أعمال صاحب رؤية ومدرسة في الأخلاق والتجدد “.
وضمن محور المسيرة العقارية والاستثمارية للنفيسي، وقال الأخير: “راودتني فكرة العقارات والمناقصات، عند عودتي إلى الكويت بعد تخرجي”. وأضاف مؤسس ونائب رئيس المجموعة البترولية المستقلة: “واصلتُ عملي في مجال البترول مدة 12 سنة، لكن شغفي بقي مع البناء، فكان أن أسسنا شركة “الصالحية” عام 1974. وحظيتُ بثقة المؤسسين، وتمسكت بحس الالتزام والمسؤولية”. واستعرض نشأة مجمع “الصالحية”، كأول مجمع تجاري في الخليج، حيث تغيّرت معه ثقافة التسوق.
أزمة المناخ أزمة أخلاق والحكومة وقفت متفرّجة
وفي رده على أحد المشاركين لفت النفيسي إلى أن “أزمة المناخ كانت أزمة أخلاق، حيث وقفت الحكومة للأسف موقف المتفرج. غير أننا لم نأخذ الدروس والعِبر”. وتحدث عن “تداعيات الغزو العراقي الذي شكل أزمة كبيرة للوطن، رغم أن الشعب الكويتي مسالم. والأزمة الأكبر أن إخواننا العرب لم يصدروا موقفًا يوازي مستوى الحدث”. وتطرق إلى تحديات الأزمة المالية العالمية عام 2008، وتداعيات جائحة كورونا.
واستذكر النفيسي ذهابه إلى مصر مع جده عام 1951، حيث درس في مدرسة إنجليزية. وربط نجاحاته بروح الشغف والمثابرة، معتبرًا أن “التقاعد هو لمَن يشعر بأنه موظف، وأنا لست موظفًا بل إنسانًا مسؤولًا”.
عملية 7 أكتوبر خدمت القضية
وحول سؤال أحد المشاركات عن تمكين المرأة، رأى النفيسي أن دعم المرأة الكويتية في مجال الأعمال وتمكينها في الأدوار القيادية، هو “أمر طبيعي”. وقال: “اكتسبتُ من جدتي معاني الصدق والأمانة والإخلاص”. واعتبر أن “عملية 7 أكتوبر كان من الممكن أن تحدث بأي وقت، وقد خدمت القضية وحركتها، ولمسنا الاهتمام الأكبر لدى الغرب، كونه أدرك حقيقة القضية”.
وعن إمكانية أن ينجح الاقتصاد والاستثمار في توحيد العرب الذين لم توحدهم السياسة، قال: “لو كانت هناك أنشطة اقتصادية قوية بين الدول العربية، لكان بالإمكان فرض العديد من الأمور على السياسيين. فالدول الأوروبية لا تربطها لغة ولا ثقافة، ورغم ذلك توحدت، ومؤخرًا وقفت كلها مع أوكرانيا”.
وإذ أشاد المشارك طلال منيف ببصمة النفيسي، تطرق إلى دخول الكويت مجموعة “غينيس” كأكبر ثريا معلقة في العالم، من خلال ثريا لآلئ في مجمع العاصمة. وأوضح النفيسي أن الرغبة تمحورت حول بناء ما يرمز إلى دور الكويت وتاريخها، وما تتميز به من الغوص على اللؤلؤ والتجارة البحرية”.
وكشف النفيسي أنه لم يطمح يومًا “لمنصب سياسي”. ونصح الشباب الكويتي بـ”تحديد أهدافهم والتركيز على العمل والاستمرارية”. وعن القاعدة الذهبية التي أورثها لنجله عبد العزيز، قال: “أن يكون قدوة لغيره، يعمل وفق قناعاته، يحفز الموظفين ويقف عند هواجسهم”.
يُذكر أنّ برنامج “الجوهر” للتدريب الإعلامي، البرنامج الأول من نوعه في المنطقة، أطلقته أكاديمية لابا لوياك في عام 2020 بهدف تمكين الشباب العربي من أسس إعداد وتقديم حلقات حوارية ناجحة وتدريبه على أبجديات الإعلام على يد نخبة من الإعلاميّين العرب المحترفين، وتتوج الورش التدريبية بمحاورة ضيوف رياديّين تركوا بصمة واضحة في شتّى المجالات في الوطن العربي. حيث بلغ عدد ورش “الجوهر” التدريبية حتى اليوم ٤٥ ورشة، وزاد عدد مستفيديه عن ٤٥٠ مستفيد. ينفّذ برنامج الجوهر في موسمه الخامس برعاية شركة المركز المالي الكويتي (المركز)، جريدة “الجريدة”، شركة الصناعات الهندسية الثقيلة وبناء السفن (هيسكو) وفندق فوربوينتس شيراتون.