عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
قام ليكون أملاً وعنواناً لمرحلة استثماراً مجزياً يقود للمزيد، ولكن الإنطلاقة الأولى لم تلبث أن تعثرت لاسباب تحتاج الى وقفة وتحليل ومعلومات كافية، يملكها من تابعوا ومن قاموا بالإصلاح لإقالة العثرة ومعاودة الإنطلاقة ليكون البوليفارد حيث يجب أن يكن من التفعيل والاستجابة للفكرة التي نشأ من أجلها بداية ليحولها الى رمز فاعل.
مشروع العبدلي برمته كان طموحاً رأى فيه الملك الراحل فرصة قادرة على أن تنبت وتطرح ثمارها، وقد حمل الفكرة وشحذ الهمة لها الملك عبد الله الثاني، حين مكن المشروع من مواصلة الإنطلاقة.
تواكب على العبدلي عدة إدارات .. مختلفة ورؤى عديدة بعضها اختلط عليه الحال حتى اصيب المشروع لفترة بالكساح والتراجع،… واعتقدت أطراف أنه لن ينهض وأن على المعنيين أن يتخلصوا منه ولكن السنوات العجاف انقلبت الى سنوات حيّة وفاعلة.
لقد اتيح للعبدلي وللبوليفارد تحديدا إدارة جديدة مشحوذة الهمة، وأخذه بالتوجيه الملكيالجديد في آيار من هذا العام 2024.
وقد بدأ الاقلاع وسجل أرقاماً في القدرة على التحليق وتحقيق الكثير من الآمال المعلقة عليه ليستكمل اشتراطات النجاح بكل مكوناتها ولبلوغ آفاق جديدة كانت معطلة .
نحن اليوم أمام مشروع تخلص من كثير من اعراض الوهن والتردد ومن ثغرات وسوء اجتهاد، مشروع قادر على النجاح وهو يقدم أرقاماً جديدة في البناء والتوسع والدخول الى مرحلة جديدة، تبني على ما نجح وتختصر عوامل الفشل والتردد والاحباط.
لقد عاصرنا المشروع منذ وضع حجر اساسه، ورأينا وجود المستثمرين الذين أطلقوا صافرة البداية.
ما الجديد؟ وكيف خرج مشروع البوليفارد من الوهن الى العافية ومن العجز والتردد الى الانطلاقة؟
ما الدور الذي لعبه رئيس مجلس الإدارة عامر الفايز، رئيس التشريفات الملكية ، والذي اخذ بترجمة التوجهات الملكية من قبل ومن بعد لينجو بالمشروع ويمكنه وتخليصه من ما علق به من اجتهادات خاطئة، وكيف استطاع ايضاً الرئيس التنفيذي احمد الطراونه بما له من خبرات طويلة وصبر وجلد على العمل وبناء العلاقات
لقد سررت وشعرت بالاعتزاز وأنا أتابع ما قدمه المهندس مأمون فهد الفانك بين يدي الملك من رؤية تخطيطية وهندسية من خلال موقعه في المشروع وهو من طلابي الذين درستهم بالكلية العلمية الإسلامية الذين لم يكونوا يغادرون حصة التربية الإسلامية باعتباره مسيحيا ابن زميلنا الراحل الدكتور فهد الفانك بل كان يحرص على البقاء في الحصة والانسجام مع الطلاب باعتبار ذلك ثقافة أراد الاستفادة منها.
لا أريد أن أكتب عن مشروع العبدلي والبوليفارد ومكوناته ومساحته وقيمته الحضارية والاقتصادية، فلذلك مكان آخر.
ولكني أردت أن أقول أن البولفارد الآن أصبح وبعد طول تردد وارتباك على السكة الصحيحة الموصلة كأبرز مشروع استثماري أردني زاد الاستثمار فيه عن مليارين ونصف دينار.
الاطلاع الملكي وإعادة التقييم والتوجهات الملكية التي فتحت للمشروع آفاق من الاتفاقيات والتعاقدات ابعدت العديد من العثرات وازالت عقبات ظلت متراكمة فقد عاود المستثمرون والمالكون الاستئناس بالتوجه الملكي.
كما أن المشروع وإدارته ساعدت بعض المستثمرين على ردم خساراتهم، ولهذا فانني اعتقد وقد كنت سابقاً متابعاً وضع حجر الأساس أن المشروع استأنف الاقلاع بعد اصلاح جوانب عديدة من الخلل والمعوقات، بعضها ذاتي، كان له علاقة بإدارت اجتهدت .. وأخرى موضوعية اصابت المشروع كما اصابت الاقتصاد الوطني مثل جائحة كورونا وتوترات المنطقة واعراض بطء الاستثمارات وتراجعها ومحدودية المعروض منها وزيادة التنافس عليها لقد جاءت الروية الملكية لتعزيز الاقتصاد الوطني لتعمل علىا ا نجاح هذا المشروع والمراهنة عليه وخلق فرص عمل تقوم من جذب الاستثمارات السياحية للمنطقة
، وها هو البوليفارد وكأداة حفز واستثمار يراكم الفرص ويجددها ويزيدها ويفتح المزيد من افاق تطوير البنية التحتية والمرافق وكل ما تبشر به المراحل اللاحقة من المشروع.
لقد تولى البوليفارد وكما كان مأمولاً إبراز هوية عمان العالمية فهو يقدم العاصمة عمان بتاريخها وثقافتها للمشاركة ويربطها بمفاهيم التحديث ويحافظ على جوانب تقليدية هامة لتكون تجليات ذلك المزيد من الابتكار والابداع، تقوم انطلاقة المشروع مجدداً في ظل الاحتفالات باليوبيل الفضي ليكون ثمرة من ثمار اليوبيل وعنواناً من عناوينه
بوليفارد والعبدلي… عودة الروح
27