الفوسفات… مبروك

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب

أذكر أنني قبل عدة سنوات (عقد من الزمن وأكثر) زرت المدير العام لشركة الفوسفات، وتحدثت اليه في مجموعة من الاسئلة.. يومها كان طموح المدير العام أن يصل إنتاج الفوسفات الى (2) مليون طن.
اليوم وقد كسرت الفوسفات الأرقام القياسية في هذا المجال، فإن الشركة تقفز بانتاجها ليصل الى (12) مليون طن متري، وتتقدم لتأخذ المكانة الخامسة بين أكبر عشر شركات مصدرة للفوسفات على مستوى العالم.
الفوسفات الأردنية تتقدم لتترك خلفها السعودية ب 8.5 مليون طن والبرازيل ب 5.3 مليون طن، وتونس ب 3.6 مليون طن متري.
لا يتقدم الآن على الأردن في إنتاج وتصدير الفوسفات الاّ الصين والمغرب والولايات المتحدة وروسيا، وهذه الدول انتجت بارقام كبيرة إذ أخذت الصين المرتبة الاولى ب (90مليون طن متري والمغرب ب (35) مليون طن والولايات المتحدة ب(20) مليون طن وروسيا (14) مليون طن متري.
نعم الأردن كسر أرقامه القياسية في الانتاج ولم يكن يتم الاّ بعزيمة وبأعادة استثمارات في الانتاج والبنية الصناعية للشركة وفي القدرة على التسويق والمنافسة، وفي تنويع الصناعات الفوسفاتية، وتوظيف تحديات عديدة في أحداث التوازن بين زيادة الانتاج وجودته وبين فتح أسواق جديدة وتسويق أفضل مع خفض تكاليف الانتاج ليحقق ذلك ربحاً أوفر.
الأرقام قفزت في عهد هذه الإدارة التي أحسنت اشتراطات زيادة الكميات، ووصلت الى هذا الرقم غير المسبوق وهو (12) مليون طن متري، فقد تضاعفت في زمنها الانتاج أكثر من مرة وظلت حريصة على تراكم العمل وإعادة انتاج أساليب تمكن الشركة من المضي بالانتاج الى الأرقام، حتى تحقق لها ذلك زيادة الكميات الى (12) مليون طن وزيادة الأرباح والمبيعات التي تجاوزت المليار دولار.
أدركت هذه الإدارة أنها تستطيع وأنها تفعل وأن البقاء في القمة في المنافسة مكلفاً، وان الكلفة تقل حين يكون العمل مؤسسياً ومدروساً ومخططا له وليس ارتجالاً أو حرق مراحل.
إذن الأردن هو الأول عربياً على مستوى العالم، فقد سبق أشهر الدول الفوسفاتية، وهي المغرب كما سبق السعودية ذات الإمكانيات الكبرى، مالياً، في حين أن الرعاية المغربية للفوسفات جعل المسؤولية عنه تابعة مباشرة لمكتب خاص من الديوان الملكي المغربي.
تستطيع إدارة الفوسفات الحالية أن تفخر بالرقم الذي سجلته عام 2023، وتتطلع للمزيد، خاصة أنها تعلم عوائد الفوسفات في أنها تقلل بيع الخام منه لصالح إعادة تصنيعه باشكال مختلفة تكون ذات قيمة أعلى، ومن هنا جاءت شراكات الفوسفات واتفاقياتها العديدة مع الهنود واليابانيين والاتراك، وقد دخلت في شراكات صناعية واسعة مع بعضهم وفي عقود تصدير كبيرة مع بعضهم الآخر،
وظلت الإدارة تعزز علاقاتها التسويقية في هذا المجال لتستبدل من تفقد من الأسواق نتاج تحديات جائحة الكورونا أو تحديات الحروب الإقليمية والدولية بأسواق جديدة أو زيادة التصدير لأسواق تقليدية،
إن إدارة الانتاج وفتح اسواق جديدة والحفاظ …على أخرى وبناء شراكات بصورة مدروسة تعظم عوائد الأردن من ذلك، هو ديدن الإدارة الحالية، وتفسير سفر الإدارة المستمر وملاحقة شؤون الفوسفات لتبقى الشركة في المقدمة بعد أن مرت عليها سنوات عجاف، تركت عبرة ودروساً حين لم تكن آنذاك قادرة حتى على البناء او الانفاق على العاملين فيها، وعليها فتراكمت عليها الديون وعانت ما عانت.
الفوسفات اليوم رغم كل التحديات الدولية والإقليمية، تحافظ على قدراتها بوسائل عديدة وعلى استقرار دخلها بالتجديد والتصنيع ومشتقات جديدة وشراكات مدروسة، ونقول لكل ذلك مبروك

شاهد أيضاً

ضرار الداود يسعى لإحداث الفرق الإيجابي في حياة الناس

عروبة الإخباري – طلال السُكر الأردني، ضرار قيصر عطالله الداود، صاحب البصمة ناصعة البياض في …