25
عروبة الإخباري – فوز حمزة –
مختلفة هي العلاقات التي تربطنا بالعالم الخارجي، بدءًا بعلاقتنا مع الأهل والأبناء والأقارب وانتهاءًا بعلاقتنا مع محيط العمل والجيران والأصدقاء، ومادمنا مستمرين بالعيش، فأن سلسلة العلاقات لن تتوقف عند زمن أو حد معين.
ومن الغريب والمحزن حقًا هو انهيار بعضها بشكل مأساوي تاركة ظلالاً سوداء على نفوس أصحابها بعد انتهائها!
وهنا لابد من طرح سؤالٍ مهمٍ:
كيف أحمي علاقتي مع الآخر كي اضمن سلامتي النفسية وأيضًا السماح للآخر بحرية التعبير دون أن استعير مشاعره وأفكاره وأسقطها على نفسي؟
الجواب هو برسم الحدود الشخصية بيني وبين الآخر حتى لو كان هذا الآخر الزوج أو الأبناء وهذه المرحلة تسمى بالنضوج العاطفي.
في مرحلة النضوج العاطفي سندرك أن في حياة كل إنسان جانب مظلم تكوّن عبر سنوات عمره الماضية، لكن متى ما سمحت لجانبه المظلم في التأثير عليك فهذا يعني أنك تفتقد للحدود الشخصية التي تسمح لك في ممارسة حياتك بشكل ناجع وسوي بعيدًا عن تأثيرات الآخرين على أن لا تقتصر عملية النضوج على طرف واحد في العلاقة وإلا فأن الفشل سيكون النهاية الحتمية لهذا النوع من العلاقات.
الانطلاق من نقطة النضوج العاطفي في أي علاقة، ستمكننا من الانتقال بسهولة إلى حياة متوازنة، لكن كي تحظى بهذه الحياة، عليك أن تتعامل مع الآخر بدون أن تضع عنوانًا له مثل نرجسي أو بخيل أو أناني وغيرها من المسميات، لأنك بهذه المسميات المسبقة قد رسمت النهاية لأي علاقة أنت بها وحكمت عليها بالموت