عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
مررتنا أمانة عمان، نحن العمانيين من شتاء هادئ بلا مضاعفات أو مشاكل وقد جاء سلساً حين كان الاستعداد الذي انجزته الأمانة بقيادتها وطواقمها عملياً وليس وعوداً أو كلاماً استهلاكياً.
لقد تراكمت الخبرات وجرى الاستفادة منها وجاء العمل يحمل مصداقية عالمية بفضل كم من العمل الحقيقي الذي نقل عمان الى مصافي العواصم الهامة.
كان بناء جسراً أو نفق فيما مضى يفترض أن تتوقف ككل جهود الامانة عليه، وتتفرغ كلها له وتنتظر الاعمال الأخرى حتى ينجز. أما اليوم فإن ورشات الأمانة ومشاريعها تنجز العديد من الأنفاق والجسور بشكل متكامل لا يتوقف ودون أي تعطيل لنشاطات أخرى، فقد نظمت الإدارات وتحققت الخبرات وقد كان اطلاعي على مشاريع هذا العام والذي سبقه والتخطيط للمقبل من الأيام ما جعلني بعد ان نشرت ذلك أدرك اننا ازاء عمل مؤسسي لا يسمح للراغبن في الهدم أو النيل من الجهود المختلفة أن يفلحوا.
البعض يصفون الامين بأنه قاس وحين نسأل متى وكيف واين؟ تتباين الإجابات ولكن لم يسأل احد لماذا وفي هذه المواقع ومن الذي يصد كثيرا من التحديات داخل الامانة من التي ظلت ماثلة وتسبب الكثير من المعاناة؟
لا يعدم المدقق أن يرى سلبيات، فهذا شيء طبيعي في عاصمة تكاد تسجل خمسة ملايين نسمة يملأون أحشائها ولهم عليها متطلبات المدينة الحديثة واشتراطاتها.
من قبل لم تكن قرارات الأمانة سالكة، فقد كان لمشاغب واحد ان يعطل بالاشاعة أو بالتحريض مشروعاً كبيراً، واذكر الجدل الذين الذي دار حول جسر عبدون حين أقر انشاءه والتباري في التخمين بكلفته وعدم ضرورته ولكنه حين أصبح ماثلاً اكتشفنا كم كان ضرورياً وفي نفس السياقات عشنا عملية التشويش عن فكرة الباص السريع وتجلياتها وتطبيقها ولكن جسارة الامين وجرأة القرار وتحمله، جعل الأمور تبدو طبيعية وسهلة وعلى الناس أن يحاسبوا بعدم الانجاز وأن لا يضعوا العصي في الدواليب او يوهنها أي مشروع فيه أمل التغيير.
قرارات عديدة جرى تخويف الأمين من اتخاذها، ولكنه كان يتشير ويأخذ القرار بجسارة ليجد أن الأمر طبيعياً، وأن الأمور ليست نهاية المطاف، وأن من يعمل قد يخطيء أو يصيب وأن الذي لا يخطيء هو الذي لا يعمل.
نحن الآن في الصيف، وللصيف استحقاقات كما الشتاء والامانة تولي ذلك الكثير لتعبر من صيف قد يحل مضاعفات الحرارة وضرورة أن تكون شوارعنا أنظف وحضورنا أكثر سطوعاً.
ولذا فإن العمل المؤسسي الذي ظل يؤمن به الأمين وقد كتبنا عنه، وكذلك فرق الأمانة المتعددة كفيل بأن نقطع هذا الصيف بمتعة وآمان، وان نحافظ على المكاسب التي تحققت ونتطلع الى اخرى غيرها، مقبلون على أيام عيد مباركة، عيد الأضحى، وهذا يتطلب المحافظة على البيئة حتى لا تسطوا الاضاحي على مساحات، فتلوثها وتنقل العاصمة الجميلة الى اعراض مرفوضة.
كما تتفتح عمان على مواسم سياحية انتظرناها وقد تكون تعطلت أو تأخرت نتاج لما يشهده الأقليم من مضاعفات أمنية، ومع ذلك فإن الأمانة قادرة وبقيادتها فيها الكثير من المؤسسات الاخرى الشريكة، ان تقطع بنا هذا الصيف بسلاسة كما فعلت في التعامل مع مواسم الشتاء.
عمان لا بد من الحفاظ عليها نظيفة وان تكون بيت الأردنيين جميعاً، وهذا يلزم استحقاقات تلزم أي بيت أن يكون على هيبة المدينة ومجسم صغير عنها، ولذا لا بد من الحفاظ على مدينتنا وعلى روحها وتوثبها وحيويتها، كما نحافظ على بيوتنا التي هي عالمنا.
أشعر بضرورة أن نشكر وان نكون ممتنين لاولئك الذين يجعلون عيشنا داخل عمان هادئاً ورغيداً وإنسانياً، ولهذا كلف عديدة اعتقد أن الأمانة تدفعها وتريدنا جميعاً أن نقف معها في ذلك من خلال حرصنا ومساهمتنا.