عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
أولم الدكتور باسم سعيد مدير عام أكثر من مستشفى في القطاع الخاص سابقاً، والذي عمل ايضاً خارج الوطن قبل أن يعمل في عمان، أولم لرئيس مجلس النواب، أبي زيد “أحمد الصفدي” بحضور مجموعة مميزة من رجالات العمل العام والأمني والحزبي والقطاع الخاص، ووزراء سابقين وقضاة، وكلهم أصدقاء الدكتور باسم الذي يحرص على لقاءات مستمرة معهم.
العشاء المنزلي الذي جرى أعداده كان مميزاً وبأريحية من المعزب، جعلت أمكانيات الحوار والنقاش مفيدة حين رأى الدكتور باسم، صديقه وهو السيد عبد الحي المجالي، أبو نادر، امكانية أن يصاحب العشاء نقاش في القضايا العامة والتحديات التي تواجه الأردن في السنوات الأخيرة، وأبرزها تحدي جائحة كورونا وتحدي الحرب العدوانية على غزة وتحديات الفقر والبطالة والحصارات التي تحيط بالأردن والتي أصابت العراق وسوريا ومنعت امكانية التعامل مع دول الجوار بسلاسة.
المداخلات التي قدمها رئيس مجلس النواب والتي استمع لها الحاضرون وناقشوا جوانب منها، فقد كان بعضهم شاهداً أو له علاقة مباشرة، وكان أبرز ما فيها ما ذهب اليه الصفدي من أن المشكلة اقتصادية، وهذا هو التحدي الأكبر الذي نواجهه، وقد أشار الى ضرورة ان يعاد التعامل مع القطاع الخاص الأردني باهتمام واحترام وإيمان وبالشراكة التي لا بد منها إذا ما أردنا لاقتصادنا ان ينمو ويتطور ويتوسع. فالقطاع الخاص لا بد من عقد قرانه مع الدولة ليكون ابناً اصيلاً لها يحظى بعنايتها، كالقطاع العام، ويجد أن قضاياه قد حلت وأن أي عقبات وتعقيدات لا تمكنه من الاستمرار أو ادراك اهدافه إنما تضرب في جذور الاقتصاد الوطني.
لا بد أن ينخرط القطاع الخاص في كل شؤون الدولة وان يساندها ويشكل رافعة لتوجهاتها الاقتصادية والاجتماعية، وطالما ان القطاع العام ميادينه التي تخصص فيها، فإن للقطاع الخاص دوره وميادينه التي يجب ان يمكن من دخولها والعمل فيها بحرية.
رؤية الصفدي مهمة لجهة تفعيل هذه القناعات، وليس اجترارها بها أو تقديمها كليشات مكررة كما تفعل الحكومات المتعاقبة، التي تتقن التشخيص، لكنها لا تذهب باتجاه التغيير ولا تصرف روشيتة التشخيص بل تقفز عنها، وهذا ما ظل يراكم مشاكل عديدة.
ويرى الصفدي الذي يتزعم حزب الميثاق أكبر الأحزاب الاردنية، الجديدة، ان الأحزاب وانخراط قادة القطاع الخاص والمستثمرين فيها هي الوسيلة، الفضلى لايصال رسائلهم وشكواهم والرد على طلباتهم ومشاكلهم، فالحزب بالمشاركة سلطة، وهو قادر على أن يضع حداً لكثير من أشكال الحيف الذي أصاب القطاع الخاص، والذي أصبح في نظر الكثيرين من المسؤولين، مأكولاً مذموماً، متخماً ، ويراد له أن يكون عشيقة وليس زوجة، وان لا يعترف بدوره أو يفرض عليه ان يعمل وحده.
الصفدي يشكل صوتاً مسموعاً ونقياً، وواضحاً في هذا الاتجاه ومعظم الحاضرين يتفقون معه على هذا وعلى ضرورة توريط القطاع الخاص في القضايا الاقتصادية الوطنية وتحميله اعباء وطنية مع الإقرار له بدور وفضل ومشاركة تليق به وبدوره.
تحدث الصفدي عن أشياء كثيرة في الأمسية التي وصفها بالمباركة، واستمعت اليه وكأنه يقدم برنامجاً حكومياً متكاملاً فيما ذهب اليه ليس فقط في القضايا الاقتصادية فقط، وإنما في القضايا السياسية والاجتماعية، وهو يرى أن المرونة التي ظل مجلس النواب يبديها في تعامله مع الحكومات المتعاقبة، تقوم من الحرص على المصلحة الوطنية، وتمكين الحكومات من انفاذ خططها، ولولا ذلك لكانت المناخات وبنيات العمل مع مجلس النواب، محتقنة وفيها توتر وشد ومماحكات.
ويرى الصفدي أن الولاء للقائد الملك يؤمن ذلك وطالب أن يرتقي الأداء الحكومي وأن يتفهم ذلك، لأن مجلس النواب بحكم دوره وصلاحياته يستطيع أن يفعل الكثير ويستطيع أن يلفت الأنتباه ويجعل عمل الحكومات مكلفاً ورحلتها التنفيذية ليست سهلة.
الملاحظات صبت في هذا الاتجاه، أما الحالة المتعلقة بالحرب العدوانية على غزة والتي تسبب الغضب والألم للأردنيين أكثر من سواهم، فإن الخطر في ذلك قد يكون ما زال لما يسمى اليوم التالي، فهل ما زال الخطر قائماً؟ وهل يستلزم ذلك المزيد من الانتباه والالتفاف حول القيادة الهاشمية، وأن هذا يتطلب إعادة بناء الثقة بين المواطنين والدولة، وفي الحكومة تحديداً.