عروبة الإخباري –
افتتحت سمو الأميرة ريم علي، السبت، فعاليات أكاديمية الدراية الإعلامية الذي ينظمها معهد الإعلام الأردني، بالتعاون مع الجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام، ومعهد الصحافة النرويجي، ومنظمة اليونسكو.
ويشارك بالفعالية 60 أستاذا أكاديميا وصحافيا وطالبا من الأردن والمغرب وتونس ولبنان والعراق ومصر وفلسطين وألمانيا، فيما حضر حفل الافتتاح أعضاء مجلس إدارة المعهد، وسفراء، ومسؤولون رسميون، ومنظمات المجتمع المدني.
وقالت سمو الأميرة ريم علي، مؤسسة معهد الإعلام الأردني، في كلمة الافتتاح إن العالم اليوم يعاني بشكل مباشر أو غير مباشر بسبب عدوان إسرائيل على غزة، حيث يبرز السؤال عن ماهية أفضل طريقة لحماية المشاهد من الأخبار الزائفة في أوقات الحرب.
وتابعت سموها، “وبما أن معظم الحرب قائمة على المنصات الإعلامية، فأنه من المهم الحذر كمتلقي ومنتج بما يمكن للتكنولوجيا الحالية القيام به، وكيف يتعرض الجميع وحتى الصحفي المتمرس للخداع عبر الأخبار الزائفة”.
ولفتت سموها إلى ضرورة تعلم الصحفيين والعاملين بالإعلام كيفية إتقان استخدام الذكاء الاصطناعي للحفاظ على مصداقيتهم.
وقالت سموها، “رأينا هذا في الحرب على أوكرانيا ونراه الآن في غزة، إذ اشترت إسرائيل كافة التغطية الدولية للأحداث في غزة عن طريق حظر أغلب الصحافيين، وقتلت أكثر من 90 صحفيا محليا وهذا يفتح الباب للخطأ، والتضليل، وللمعلومات المضللة”.
وأكدت سموها أن صحفيين قلائل بقوا في غزة وهم أقلية من الأصوات التي تخبر العامة حقيقة الذي يحدث، فيما تشن إسرائيل هجمات متكررة وآخرها تفجير وإضرام النيران في مخيمات اللاجئين، ومشاهدة صور صعبة للغاية، بحكم ظهور جيل جديد من صحفي مواقع التواصل الاجتماعي، يستخدمون هواتفهم ليخبروا قصصهم عن المعاناة والدمار للعالم.
ولفتت سموها إلى أن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإسرائيليين أتوا لإنقاذ حكومتهم المحاصرة في دعم حربهم على غزة، والحكومة الإسرائيلية أيضا في يدها أدوات وتكنولوجيا متطورة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي لنشر السردية الخاصة بهم.
وبينت سموها، “أنه وبسبب خيبة الأمل من الإعلام التقليدي، فإن المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي يغذون هواتفهم بقصص يريدون منا تصديقها، وبسرديات مختلفة تدعم معتقداتهم، كصحفيين وتربويين في منطقة تكثر فيها السرديات قبل أن نصل إلى الحقيقة”.
وأكدت سموها أهمية تعليم الطلبة مهارات تمكنهم من التغطية الإعلامية في أوقات الحروب والأزمات، مشيرة إلى أن مهمة الصحفي هي إظهار الحقيقة من غير إيذاء أحد، منوهة بأن التدريب يسلط الضوء على المعايير الأخلاقية للصحفيين مع المعرفة.
بدورها، قالت عميدة معهد الإعلام الأردني ورئيسة أكاديمية الدراية الإعلامية، الدكتورة ميرنا أبو زيد، “منذ 4 سنوات انتقلنا من جائحة المعلومات التي رافقت وباء (كوفيد) إلى حرب المعلومات التي رافقت الحرب الروسية الأوكرانية إلى حرب السرديات والحرب على الحقيقة التي تشنها إسرائيل ومناصروها بالتزامن مع المجازر التي ترتكبها في حربها على غزة”.
وبينت، “أن وسائل إعلام عريقة، وقادة دوليين تبنوا أكاذيب كثيرة، وساهموا في ترويج ودعم الرواية الصادرة عن الاحتلال الإسرائيلي في سعيها لتبرير حرب الإبادة الجماعية التي تشنها على غزة قبل أن يتراجعوا عنها، وهذا دليل على خطورة تصديق كل ما ينشر على المنصات الرقمية وحتى على وسائل الإعلام المرجعية”.
وأكدت أبو زيد صعوبة اكتشاف التلاعب والتضليل بوجود أدوات تولد صورا وتزيف الأصوات، وفي ظل استنساخ المواقع الإعلامية وانتشار ظاهرة المواقع الفطرية؛ والتي تشكل تحديات حرجة ليس فقط في بيئتنا الإعلامية ولكن في حياتنا العادية، مما يجعل الدراية الإعلامية والمعلوماتية مهارة حياتية ضرورية لكل إنسان.
وبينت أن مفهوم الدراية الإعلامية والمعلوماتية مجموعة متآلفة من الكفاءات الضرورية للحياة والعمل، وباتت جزءا لا يتجزأ من أدبيات التربية والإعلام والوعي وصناعة السياسات والجاهزية للمستقبل.
ولفتت إلى أن ثورة الإنترنت وما تبعها من ثورات في التواصل الاجتماعي والذكاء الاصطناعي شكلت انقلابا جذريا، سواء من حيث كمية المعلومات، أو سرعة انتشارها، أو القدرة على إنتاجها وتزييفها، أو من حيث الانتقال في بنية الفضاء الإعلامي إلى النموذج الشبكي حيث المعلومات تنتج في كل مكان وتنتشر في كل الاتجاهات.
وأكدت أننا نعيش اليوم داخل “طوفان معلوماتي” مستمر، مما يضعف تأثير آليات التحقق والضوابط المهنية.
ولفتت إلى أن المعهد ينظم للسنة الثانية فعاليات الأكاديمية لتزويد طلاب الصحافة وأعضاء هيئة التدريس بالمهارات اللازمة للتعامل مع تعقيدات العصر الرقمي، لا سيما في مواجهة الحرب والمعلومات المضللة والدعاية الكاذبة، من خلال ورش عمل وندوات ومحاضرات وأنشطة تفاعلية، تعزز الثقافة الإعلامية والرقمية للمشاركين بمجال تقييم المعلومات المتعلقة بتغطية الحرب بشكل نقدي، وتحديد التحيزات والتلاعب المحتمل، والالتزام بالممارسات المهنية والأخلاقية للإعلام وبالدفاع عن المبادئ الإنسانية في حالات النزاع.
وبينت أن “البرنامج الذي يستمر 8 أيام سيمكن المشاركين من ممارسة الصحافة المسؤولة التي تلتزم الأسس المهنية والاخلاقية والإنسانية وتعمل على توعية المواطنين وإعادة الاعتبار الى المبادئ الاساسية لحقوق الإنسان والعدالة والديمقراطية”.
من ناحيتها، قالت منسقة الجمعية العربية الأوروبية لباحثي الإعلام الدكتورة كاترينا نوتسولد، إن الهدف الرئيسي في عمل الأكاديميات هو التحول الرقمي والتغييرات الصحفية وتبادل المعارف والخبرات بين المدرسين في الجامعات بشكل عام، ولكن هذه الاكاديمية هي مثال رائع على التعليم بين الأساتذة والطلاب وخريجي الصحافة وتجد الأساتذة يتلقون التعليم والتدريب.
وأكدت أن أكاديمية الدراية الإعلامية، ستلعب دورا مهما وكبيرا في بناء استراتيجيات التفكير الناقد بين المشاركين ومن عدة دول، وسيكون هناك تبادل كبير للخبرات والمعارف.