عروبة الإخباري –
تابعتها كواحد من بين ملايين مشاهدي «العربية»، كلمة كلمة، نبرة نبرة، حركة حركة. كنت قد عزمت على التغريد سطرا لكل إجابة، لكنها كانت رغم فواصلها أخّاذة في قسماتها الإنسانية والوطنية، آسرة في تفاصيلها السياسية والصحفية.
هممت بعدها لكتابة انطباعي الأول فسبقني الأستاذ حسين الرواشدة -دامت روحه الوطنية وقلمه الحر- فأغناني. واثق أنه وأقلام أردنية وعربية ستقوم بتناول عناوين أول مقابلة حصرية يجريها سمو ولي العهد، الأمير الحسين، قرة عين والديه جلالة سيدنا عبدالله الثاني وجلالة الملكة رانيا وأسرته الصغيرة والكبيرة.
لتلك العناوين إعلام رسمي وأهلي، عام وخاص، يتعهدها بالنشر والشرح والتعليق والتحليل، لكن ثمة انطباعات أولية وجوهرية في آن واحد وربما هي الأكثر دواما ورسوخا في أذهان الناس وضمائرهم أوجز بعضا منها.
للمؤمنين بالملكية الدستورية النيابية نظام حكم، تابعوا نموذجا حيا لكيف يكون أولياء العهد الأصدق والأقرب إلى خدمة الملك والوصل بحبل الوتين المتين بين الماضي والحاضر والمستقبل. على أهمية المقابلة بما فيها من سياسات داخلية وخارجية ما هي إلا توكيد لما قاله وفعله سيدنا.
ولعشاق الهاشمية والبيت الحسيني العبدلي، كان الحسين الباني طيب الله ثراه حاضرا على مدى المقابلة -التي استغرقت نحو ثلاثة أرباع الساعة- في حكمته وذكائه، في عفويته وعمقه، في قربه وسموه، تراه يمسك استكانة الشاي بأصابعه الخمس-مثلنا، مثل العسكر والحراثين، بعد ابتعاده عن تفاصيل خدّاعة لبعض الأزمات القديمة أو الراهنة، محلقا في تحليل المشهد الإقليمي من منظور وطني، يأخذ أميرنا طاهر بركة المذيع المحب للأردن على نحو لم تستطع مهنيته إخفاءها، يأخذه في حوامة عمودية إلى أعالي جبال عجلون من فوق قلعة صلاح الدين الأيوبي، قلعة الربض، قلعة عجلون أنبياء الأردن شرقه وغربه حيث إلياس، إيليا «إيلايجا» الذي تحطمت بنار ونور إيمانه أسطورة الإله الكاذب بعل.
في التغطيات الملكية والظهور الإعلامي للقادة عموما، دائما يسبق التحضير لما تريد الشخصية القيادية أو المؤسسة أن تقوله للناس، والرسالة بحكم الموقع تكون للداخل والخارج، فثمة من يتابع ويقرأ السطور وما بينها بلغتها الأصلية أو مترجمة.
الرسالة وصلت للجميع بأن الأردن صامد واعد فإما أن تكون معه فتنعم وإما ضده فتندم. كل أزمة مرت بها المنطقة أكدت صوابية الموقف الأردني خاصة الصادر بلسان الهواشم ومؤسسة العرش. المحبون للأردن من أهله ومن جيرانه وشركائه في العالم، تلقوا بلسان أردني مبين رسالة اعتداد بالنفس فيها جموح وعنفوان الشباب وحكمة وحنكة الكبار بأن هذه يد الأردن ممدودة للجميع داخل المملكة وخارجها ليوبيل ذهبي ولمئوية ثانية أكثر نجاحا بعون الله وهمة الأردنيين.
يحميك ربي ويرعاك يا حسين، تابعتك كأب في المهجر -من واشنطن- ولسان حالي لسان حال كثيرين يقول: هذا الحسين حسيننا..