قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن الدولة الأردنية، قوية ومنيعة وثابتة وراسخة وعميقة وهو سر قوتها، معربًا عن اعتقاده بأن إنجازها الأهم، هو استمراريتها منذ عام1921 إلى عام 1924.
وأرجع الفايز سبب هذا الصمود إلى “ملوكها الهاشميين الذين يتمتعون بالشرعية الدينية والتاريخية وشرعية الإنجازات الهائلة التي تحققت عبر أكثر من مئة عام”.
وفي حديث رئيس مجلس الأعيان لبرنامج ستون دقيقة الذي بثه التلفزيون الأردني مساء الجمعة وخصصه لمناسبة ذكرى الاستقلال الـ78، قال الفايز، إن الفترات الزمنية لبناء الدولة الأردنية بدأت بالملك المؤسس عبد الله الأول، طيب الله ثراه الذي بدأ بتأسيس وبناء مؤسسات الدولة، وجلالة الملك طلال بن عبدالله، طيب الله ثراه واضع الدستور المتقدم للدولة الأردنية الذي حدد العلاقة ما بين المواطن والدولة، وجلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين الذي أكمل البناء وسمي بالباني، وجلالة الملك عبد الثاني الذي عزز كل هذا الإنجاز وسمي المعزز.
وأضاف، أنه دائما عندما نحتفل بعيد الاستقلال يغمرنا الفرح؛ لأن هذا البلد بلد الأمن والأمان والاستقرار، مبينا أن هذه أهم صفات الدولة الأردنية رغم عظم التحديات التي تواجهها على الدوام.
وأشار الفايز إلى أن هناك إنجازات عظيمة، وأن هناك إخفاقات أيضا يجب معالجتها في موازاة تنمية الإنجازات التي نفتخر بها جميعا، مشيرا إلى أن الصفات المتميزة التي يتمتع بها الملوك الهاشميون، خصوصا التسامح والتواضع أدت إلى التفاف الشعب الأردني حولهم وولائهم للعرش الهاشمي؛ مما أنتج علاقة فريدة بين الأردنيين والعرش الهاشمي، قوامها الثقة والمحبة والشعور بالاطمئنان؛ لأن القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي تقوم بواجبها على أكمل وجه، والأجهزة الأمنية توفر الأمن والأمان للشعب الأردني، وجلالة الملك يبذل جهودا فائقة في سبيل رفعة بلدة وشعبه، وهو اللاعب الإقليمي الأهم وهو المحترم والمقدر أينما ذهب إلى أي مكان في العالم والمسموع النصيحة لدى قادة العالم، والقادر على الإقناع وتغيير المفاهيم اتجاه ما يجري في المنطقة.
ولفت الفايز إلى تضاعف الناتج القومي الإجمالي إلى أربعة أضعاف منذ العام 1999، والنمو الاقتصادي المتصاعد باستمرار رغم كل الأزمات المتوالية منذ عام 2003.
وتحدث، عن الإنجازات التي حصلت في مختلف مناحي الحياة من تعليم وصحة ومختلف القطاعات الأخرى، وخصوصا التقدم في وعي المواطن الأردني وتنامي ثقافته وطموحه.
وأشار الفايز إلى أن الأردني يعرف من خلال ولائه للعرش الهاشمي وانتمائه لثرى الأردن، مؤكدا على مقولة “كلنا أردنيون من أجل الأردن وكلنا فلسطينيون من أجل فلسطين”، ونحن الأقرب إلى القدس وفلسطين والشعب الفلسطيني والملتصقون بالقضية الفلسطينية والداعمون لها على الدوام، وجهود الملك تركز دائما في جولاته ولقاءاته على القضية الفلسطينية، محذرا بالوقت ذاته، من العبث بالنسيج الاجتماعي الأردني، وأن من يقدم على ذلك خائن لوطنه.
وأكد الفايز، أهمية التعديلات الدستورية، وتعديل قانون الانتخاب لصالح البناء الحداثي، معربا عن اعتقاده أن عدد الأحزاب في الأردن مبالغ فيه ويجب أن يكون هناك دمج فيما بينها ما قبل الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى أن طموح جلالة الملك، هو أن يكون هناك بعد ثلاث دورات برلمانية برلمان حزبي وحكومة برلمانية.
ولفت إلى وجوب تغيير ثقافة الأردنيين بالابتعاد عن المناطقية والجهوية والتوجه لدعم الأحزاب وانتخاب الأفضل والأصلح، وكذلك وجوب أن تعمل الأحزاب على تنمية تجربتها من خلال التواصل مع الناس ووضع برامج قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وتستطيع أن تعالج الوضع الاقتصادي، لأنه ليس لدينا مشكلة سياسية .
وتحدث الفايز عن 25 عاما من عهد جلالة الملك عبد الله الثاني في المسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن هذا العهد واجه أزمات كثيرة بدأت بأحداث في الضفة الغربية تلاها احتلال العراق ثم الأزمة الاقتصادية العالمية وتبعها أحداث ما يسمى بالربيع العربي وأعباء اللجوء ثم وباء كوفيد وحرب أوكرانيا وأخيرا غزة، وغير ذلك. وبالرغم من كل هذه الأزمات، قال الفايز، “فإن الأردن تقدم في كل المجالات وحقق إنجازات هائلة، رغم أن كل ذلك أثر على الأردن وعلى الوضع الاقتصادي وسبب تراجعا في الخدمات، والإخفاق في الإدارة لدى بعض مؤسسات الدولة، وزيادة نسب البطالة والفقر”.
وأشاد الفايز بعدد من مقومات قوة الاقتصاد الأردني من دينار قوي، وجهاز مصرفي قوي، مؤكدا أن الأردن مستمر في التحديث والإنجاز.