عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
رغم تعقيدات الظروف السياسية العربية والفلسطينية نتاج الحرب الأسرائيلية على غزة واستمرار الاحتلال الفلسطيني والتأييد الأمريكي، وبعض الغربي المنحاز الاسرائيل، الا أن هناك الى جانب المقاومة الباسلة في غزة والضفة الغربية، العربية وشرق القدس، من يشعل شمعة وينير لمعرفة نهاية النفق ويجيب على اسئلة ماذا بعد غزة بصورة واقعية وعملية، تستند الى انجاز المقاومة والى تفهم واصطفاف العالم الحر الذي يؤيد حق الشعب الفلسطيني وفي المقدمة الاعتراف بدولته وقيامها على ترابه الوطني.
رغم كل ذلك تنهض شخصية وطنية لتقييم مساراً موازياً، يصب لصالح المقاومة ولصالح الشرعية الفلسطينية في الانتصار للقضية الوطنية على المستوى العالمي.
أنه منيب المصري الذي يناضل ومن معه من اصدقاء ومن خلال منتدى فلسطين الذي يعمل على توقيع اتفاق واسناد كامل مع منظمة التحرير الفلسطينية، كما جاء في مذكرة رفعها منيب المصري، للمنظمة ولدوائر عديدة عالمية في العالم، كون مبادرته تستند الى العمل والدعوة إلى … عالم يسوده السلام ويبتعد عن الصراعات ويعالج ما هو قائم منها في فلسطين واوكرانيا وتايون وايران ولبنان وسوريا وكافة المواقع الملتهبة، او التي تعاني من تدخلات واستقطابات.
لدى الرجل رؤية عالمية، ويرى أن السلام الأكثر جدوى وفعالية، يمكن أن يأتي من المملكة العربية السعودية وهي التي وجه المصري الى أميرها القوي الفاعل، محمد بن سلمان، رسالة بذلك كما أجرى اتصالاته مع عدد من النافذين في المملكة العربية السعودية، ممن يرون دورها خلف الملك سلمان، .. واضح لقضية فلسطين وعدم المقايضة عليها وكذلك عدم التفريط بها بات ورقة سعودية في هذا المجال.
الاتصالات بدات وجسدها منيب المصري في رؤية على المستويين الوطني الفلسطيني بالتشارك مع منظمة التحرير، والعمل مع المملكة العربية السعودية بسياسة مكثفة واضحة وبمؤتمر عالمي لجميع الفصائل وعلى راسها فتح درة العمل الفلسطيني كما سيصفها لردم الانقسام وانهائه والبناء على الجسم الواحد للوصول الى الدولة الفلسطينية المستقلة التي تريد العيش، دون إبادة لليهود كما واجه الشعب الفلسطيني وهو يرى أن هذه الدولة الفلسطينية التي يتوافق في ضرورة قيامها مع القيادة الفلسطينية وعلى راسها الرئيس أبو مازن، في أن تكون بداية لدولة ديمقراطية تشمل الفلسطينيين والاسرائيليين، وقد انتزعت السمية الاسرائيلية من اهدافها في القوة والهيمنة والاحتلال، فالفلسطينيون وكثير من اليهود الان وبعد السابع من اكتوبر المجيد يرون إمكانية العيش معاً في دولة تحفظ حقوق الجميع وتضمن حق تقرير المصير للفلسطينيين.
وقد قرأت مسودة اتفاق بين منتدى فلسطين المسمى في الاتفاقية المؤسسة وبين منظمة التحرير الفلسطينية التي يطلع منيب المصري قيادتها على هذا البرنامج الطموح في بعده الوطني والدولي.
يرى منيب المصري أن السابع من اكتوبر هو هبة جاءت من السماء على يد جند مخلصين أنجزوا وما زالوا ينجزوًن وأنه في تأييد ذلك لا بد من إنهاء الانقسام فوراً والدعوة الى مؤتمر وطني، يرى أن المملكة السعودية قادرة على انجاحه والمشاركة العملية فيه بعيداً عن الرطانة والتوظيف.
ويرى ضرورة انخراط الأطراف العربية والجامعة العربية في ذلك وهو يدعو القيادة الفلسطينية لتشكيل نواته من 150 شخصية من مختلف الطيف الفلسطيني الواسع
وفي البعد الدولي، يرى منيب المصري ضرورة الدعوة لمؤتمر دولي تحضر ه. كل أطراف الصراع ودول عديدة في العالم معنية بالصراعات ولها قدرات ملموسة، وهذا المؤتمر العالمي لا بد أن تدعى له القيادة الفلسطينية الفلسطينية بكل فصائلها لانهاءالانقسام فوراً
ان من أنجزوا بشكل واضح انتصار السابع من اكتوبر، وهو تنظيم حماس والجهاد الاسلامي وكافة الفصائل الفلسطينية ويكون المؤتمر ب المشاركة ويشمل اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والصين، لاطفاء توتر العالم من قضية تايون وكذلك روسيا لبحث قضية اوكرانيا والخروج منها بسلام بعيد عن التهديد الذي يواجهه العالم الآن.
إذن يريد منيب المصري، مؤتمر دولي من كل الأطراف الدولية الفاعلة وإجبار اسرائيل بكل الوسائل على التسليم بحقوق الشعب الفلسطيني المقررة وغير قابلة للتصرف لدى الشرعية الدولية.
يرى منيب في هذا المشروع ذو الابعاد العديدة الوطينة والعالمية مشروعا ضروريا رغم الصعوبة ومحاولات الاحباط أنه ضرورة لان الفلسطينين لا يملكون مشروعاً بديلاً وكافة المشاريع المطروحة هي إقرارات في الأمم المتحدة أو قرارات إقليمية كالمبادرة العربية وقرارات قمة فاس ذات المصدر السعودي، وهذه كلها غير كافية وانه لا بد من مشروع فلسطيني يبني على الجديد وهو السابع من اكتوبر الذي هو المشروع الذي احيا القضية الفلسطينية وأعادها للحياة بعد انكار وجحود وعدوان. فالفلسطينيون لم يكن لديهم مشروع
يخاطبون به العالم، وحان الوقت أن يقال هذا مشروعنا المستند الى المقاومة بعد ثبات أن قضية فلسطين لا تحل بالخطابات، وإنما بالمقاومة المعبرة
فلسطين ما زالت في مرحلة التحرر الوطني وهذه المرحلة حتى تنتصر تكون فيها الشرعية للبندقية ولا يمنع أي طرف من ان يبادر ويمارس حقه في الكفاح المسلح، … المرحلة الان هي مرحلة تحرر وطني و الذين يقولون عكس ذلك لا يقرأون الخطط الاسرائيلية جيدا ويغمضون عيونهم عما تقوم به اسرائيل من عدوان ومجازر وجرائم حرب واقتلاع وتهجير وإبادة وهدم بيوت وانفاذ مخططات الترحيل.
لقد بدأت فتح انقلابها على قيادة منظمة التحرير بعدما جمدت المنظمة واصبحت جزا من الواقع العربي وانطلقت بالكفاح المسلح عام 1965، وأصبحت صاحبة الشرعية وانهت مرحلة الشقيري ولم يقل احداً أنه انقلاب على الشرعية آنذاك، فالشرعية للكفاح واستمراره حتى يزول الاحتلال مع الحق في استعمال كل الأساليب بما فيها السياسية، ولذا جاء تاسيس منظمة التحرير الفلسطينية من أعظم الأحداث في تاريخ القضية منذ النكبة عام 1948.
نعم هناك امكانية كبيبرة الآن لدولة فلسطينية انجزها الكفاح والمقاومة والصمود والعمل النضالي والجماهيري وهناك الان امكانية بعد ذلك وفي خضم كفاح .. الشعب الفلسطيني وانتصار العالم له والذي بدأ الآن ملموساً في أن يطرح امكانية بناء الدولة الواحدة التي ستغير في التفكير الصهيوني المأزوم عالمياً وعلى يد اليهود ايضا انفسهم.
ويرى منيب المصري ضرورة ان يبادر الرئيس عباس، الذي دعى ان … يلتقيه قريباً كما يقول بدعوة (150) شخصيةوطنية في عمان لطرح هذه الأفكار وانفاذها على المستوى الوطني ويكون ذلك فاتحة لإعادة إعمار قطاع غزة وتحميل اسرائيل المسؤولية عن الدمار
في جعبة الرجل تصورات يرى امكانية البناء عليها وان هذه المرحلة لا بد أن تكون مرحلة حشد لتوظيف كافة الامكانيات الفلسطينية والعربية من خلال انجاح مؤتمر وطني وكذلك دولي ولا بد من توزيع ناجح للأدوار … فالجميع في خدمة نفس الهدف، وأن يرى العالم أن سعي فلسطين لاستقلالها مرتبط وليس بعيد عن العمل من أجل تخليص العالم من الحروب والتوترات في اكثر من جهة ما زالت متوترة او مشتعلة ولذا ، لا بد من الشراكة في بناء عالم جديد يحافظ على السلام … ويدعو للخلو من الحروب.
لا بد من اعادة الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها الشرعية، ويرى منيب أن ذلك منوط ىالقيادة وأن عليه أن يتقدم بخطى وسط تأييد أوسع ومشاركة وتفعيل لكل امكانيات الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها المقاومة التي هي الأساس كما اثبت السابع من اكتوبر المجيد.
منيب الذي يناضل أيضاً على جهة ادانة وعد بلفور وضرورة اعتذار بريطانيا عنه وهو الآن في لندن، يرى أن المعركة مستمرة وان فلسطين الآن في الحلقة الأفضل وأنه لا بد من شراكات أوسع مع الإقليم والعالم، ويرى كذلك أن السعودية والأردن ومصر هم شركاء أساسيون، وأن الحوار لا بد أن يتصل مع ايران لدورها المساهم للمقاومة.
لا بد من التسامي فوق التناقضات، ففلسطين تستحق التلبية.
هذا هو المشروع رضيت القيادة النازية الاسرائيلية أم ركبت رأسها، فالهزيمة للصهيونية قائمة ولم يبقى أمام يهود العالم الاّ العيش بسلام يقر حقوق الشعب الفلسطيني في دولة مشتركة في النهاية