النشرة الدولية-
يحقّق ديوان الشاعرة اللبنانية هالة نهرا الجديد بعنوان “أمنح شعوبي أسمائي الـ7” الصادر عن “فواصل للنشر” نجاحاً كبيراً متواصلاً مذيَّلاً بأصداء واسعة لدى مُحبّي وعشّاق الشعر العربي، وقد أدرجتْهُ حديثاً في مكتباتها الأكاديمية في الولايات المتحدة الأميركية جامعة “هارفارد”، وجامعة “ستانفورد”، وجامعة “نيويورك”، وجامعة “ميشيغان”، وسواها، كما تطلبُهُ راهناً مكتباتُ جامعاتٍ أخرى عديدة في العالَم لإقتنائه وإدراجه في فهارسها.
جاء في ديوانها الشعريّ أنّ «الشعرَ أكثر من تعبيرٍ ومن فوحان ومن لهب مصابيح، وأكثر من صهيلٍ واخضرار. الشعرُ كما وصفتْهُ نهرا «أكثر من كوّةٍ في جدار العالم السّميك، وأكثر من رسالةٍ، وأكثر من خيالٍ، وأكثر من وجهات نظر، وأكثر من تفنُّنٍ لغويّ وتنميق، وأكثر من تركيب ومن نوافير، وأكثر من ذاتيةٍ وأبعد من موضوعية. بالشعر تتجدّدُ اللغةُ «بيت الوجود». الشعر هو الزفرة العميقة التي يطلقها الكون، وهو المفاتيح التي بوسائطها ينجلي بتقطُّر الغامض والمجهول والمحجوب واللامنظور الخفيّ. يشتمل الديوان على قصائد بالفصحى عموماً، وأُخرى بالعامّية اللبنانية (المحكيّة) كلهجةٍ لبنانية وعربية مفهومة ويسيرة في العالم العربيّ في فضاء الشعر وفي أفضيةٍ عدّة منذ زمنٍ طويل، وذلك لأنّ الشاعرة هالة نهرا لا ترفع من مقام الفصحى التي تعشقها وحدها فحسب على حساب اللهجة العامّية التي تشكّل وتُمثّل حالَ تعبيرِ الأجيال في يوميّاتها، والعامية موجودة ومؤثّرةٌ وقد حفرت نقْشَها إنْ في التراث أو الحداثة. بنظرِ هالة نهرا فإنّ الشعر يزوّد الفكر بأجنحةٍ لكي يطير وليلامس القلب، وهو العَمود الفقريّ للأغاني والأناشيد، والمحرّض على التجلّي واعتناق روح الجمال والحبّ والمحبّة.. الشعر استحضارٌ واستشرافٌ وحدسٌ، ومرتجى حتى لو في مغطس اليأس!
الشعر بنظر نهرا لا يحدّده تنظير ناقدٍ يتفذلكُ بادّعاءٍ، ولا يخضع الشعر لترّهاتٍ نقديةٍ وافتراضات وقواعد محدّدة سلفاً، وقد يوائم الشعر بين تياراتٍ ومفاهيم مختلفة. الشعر حرٌّ ومتحرّرٌ من كل ما لا يفيده ويغنيه ويغذّيه ويزوّده بالأوكسيجين. الشعر العربيّ قد يكون ضمن قالب أو في تسييل القالب، بقافيةٍ أو من دون قافية، أو بالجمع بين القافية وانعدامها في آنٍ واحد وفي إطارٍ جامع على سبيل المثال، أو بالجمع بين القالب والقالب المسيَّل في آن. قد يكون الشعر في قصيدة النثر أو خارجها أو في نصٍّ ينضح شِعريةً. إنّ مَن يحدّد العملية وأُسُس اللعبة هو الشاعر وليس الناقد والمنظّر مع فائق احترامها للناقد المبدع الذي يساند الشعر.
الناقد العصريّ الحقيقيّ المبصر واللامع والمتمكّن هو الذي ينأى عن الإسقاطات الجامدة والقواعد الصارمة وهو الذي يعي مدى قدرة المبدع أو الشاعر على التصرّف بملء الإرادة والاختيار وهو الذي يدعم الإبداع والشعر والأدب بلا حسَدٍ، بودٍّ نقيّ، بلا زعمٍ… الشعر في مفهوم هالة نهرا يُكثِرُ التفتيش والحفر والالتماس والجسّ والمداعبة والملاعبة والدغدغة والبحث والالتقاط، والتصوّر والتأمّل والاجتراح والخلق والتحليق عبْر موجات الطاقة الكونية، ويُكثِرُ التساؤل وقد يخلخل الراسخ في مفاهيم سائدة. الشعر موقفٌ مضمرٌ أو علنيّ من العالَم والوجود، وإشارةٌ وعلامةٌ، واستباقٌ وثغثغة وحكمةٌ ولعثمةٌ وهبوبٌ، وصرخةٌ وهمسٌ، وجمالٌ يتمرّدُ، وآخر منسَّق كسطر النمل فوق البياض، كما جاء في ديوانها.