د. زينة جرادي
عروبة الإخباري –
ليس ذَنْبي…
وافاني طَيْفُكَ وأنا أنفُثُ دُخاني
تُحاصِرُني ذاتي
ألمحُ جَبينَكَ السَّجَنْجَليّ
أخشى أن ألثِمَهُ فأخرُجَ عن ديني
أُباهي أنّكَ حِبِّي
وأنَّ الهوى ليسَ ذَنبي
يا صاحِبَ الوجهينِ لقلبٍ من حَجَر
تاهتِ الخُطى وانْفَلَتَتْ من قبضةِ الريحِ والمطر
بُحَّ النِّداءُ
وأنتَ لا تكُفُّ عن صَدِّ تِبْرِ شَمسي
واقفًا ببابِ الزمنِ تَتَوَسَّدُ الأوهامَ وَعَوْرَةَ الأحلام
تُعَبِّدُ الدروبَ هاربًا من قبضةِ ذكرياتِنا الحُبْلَى بالفراغ
تُطِلُّ مساءً كقمرٍ تَجَلَّى بلا أوْتاد
تَدعوني إلى وليمةِ العشاءِ الأخير
تَحكُمُني بالموتِ وأنا على قَيْدِ الحياة
… عذرًا حبيبي
بي رغبةٌ في البُكاء
تَسَمَّمَ وابِلُ الدمعِ في شواطئِ المُقَل
نعم … حتى شَغَفي نَسِيت
دَعِ الجُرْحَ غافيًا
كيفَ أُعَرِّجُ عنْكَ وأنتَ في ثَنايا القلبِ مُقيم
وأنا مُتَّكِئَةٌ على وَتيني اليَتيم
أحيا وبي يرقُدُ البَوْحُ السَّقيم
حاملةً ذِكرياتي على مَتْنِ الرُّؤَى
أشكو سُهادي وصَدَّ النّوى
يجتاحُني صمتٌ يَضِجُّ لهُ المَدى
زُمُرُدِيُّ الهوى كزهرةِ جُلَّنار ٍأو كنَرْجِسَةٍ أذبلَها الحريق
إِلاَمَ ستبقى تُزَيِّنُني بإكليلِ شوكٍ من حَقلي
ما زِلتُ أحلُمُ وأنتظِرُ فَلْقَ الزهور
في ربيعٍ يُعانِدُ عواصِفَ الشتاءِ للوُصول
فتجلِدُني الدموع
وتنفَلِتُ مِنِّيَ الذِّكرى
كبَرْقٍ يَذوبُ عاريًا دونَ مَطَر
على جثَّةٍ تَضُجُّ بالحياة
تُرَى هل تتجمَّدُ النارُ والموجُ يَنُوء!
أَأَغرقُ في لُجِّ البُكاء
وتَتيهُ خُطايَ في الفراغ
أخبَرَني عنكَ عِطرُكَ المنثورُ في الزَّوايا
نَقَلَني إلى ضَجيجِ صَخْبِك
أسكَرَني فرقصتُ ألمًا ورقصتَ على طبولِ النِّفاق
كم مرةً كتبتَني ومَحَوْتَني وكيفما شِئْتَ ضَمَمْتَني وكسَرْتَني
سأتمايلُ نَشْوَى مهما نَصَبْتَ وقُلْت
لا تتغنَّجي أمامي يا ذاتَ الدَّلال
فالأسدُ لا يَحتَمِلُ تَمايُلَ الغَزال