عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
حين تسلم، سمير حداد، ميدالية اليوبيل الفضي فقد كان يستشعر ثقل المسؤولية، فالتكريم يتحول الى دين في عنق المكرم الذي سبق له ان دفع الثمن تميزا وتفوقاً ونجاحاً، وهذا التكريم عبّر عما قدمه المؤسس مذيب حداد الذي أكسب موقع صناعته الزرقاء ميزة صناعية تبعها الكثيرون حتى أصبحت الزرقاء مميزةبصناعتها المتعددة.
سمير حمل الاسم وصعد به، وكان إبنا وفياً للمؤسس مذيب الذي عرفه جيله وعرف فيه الريادة والعطاء.
نعم بدأ مذيب موسى حداد كشاب طموح استكمل تعليمه واراد لأفكاره أن تزرع فاختار الصناعة واختار الزرقاء والرصيفة، وقد جارى في بساطته وتواضعه الكثيرين الذين احترموا فيه ذلك وقدروا ومكنوه من بناء صناعته حتى يشار اليه بالبنان، فمن لا يعرف “مستر شيبس” على المستوى الأردني والعربي، وغير ذلك، الصناعات الغذائية التي لم يعد يصنعها بحكم التطور.
كان سمير حداد الشاب النشيط المتمتع بعلاقات واسعة وصداقات عديدة، غاية في السرور وهو يضع ميدالية اليوبيل بين يديه لتذكره بدور مذيب حداد الرجل الرائد والوطني الذي جمع تجربته المنوعة ليضعها عزيمة في ابنائه ومنهم المميز يوسف.
لقد شهد مذيب حداد مسيرة صعبة في التاريخ الوطني، فمنذ يوم ولادته في النعيمة شمال الأردن عام 1917، حيث الحرب العالمية الأولى والثورة العربية الكبرى المستجيبة للنداء العربي والباحثين عن الحرية.
لقد زرع مذيب مشروعه في الستينات وقد أثمر وما زال في وضع الريادة التي استحقت ميدالية اليوبيل التي استلمها سمير حداد وفاءاً واخلاصاً،
لقد تطورت شركة مذيب حداد وشركة “قدرات القابضة” في إطار لهذا التطور مكانها في السوق الأردني والعربي وحتى الدولي.
أما صديقي يوسف، شقيق سمير مذيب حداد، فهو دينمو المجموعة والمتمتع بأخلاق ودماثة يحسدها عليها الكثيرون من اصدقائه، فهو صاحب أفكار ريادية يؤمن بها ويترجمها، وقد ظل دائماً خير من يمثل هذه المجموعة في العديد من الإطارات.
لقد بقيت مجموعة مذيب حداد حريصة على وصية المؤسس وظلت كتلة مترابطة من الأشقاء والأحفاد، وقدمت نفسها للصناعة الأردنية على شكل مساهمة كبيرة ورافعة حقيقية يعبر عنها وجيه العائلة وقائد المجموعة سمير حداد، الذي تسلم له ميدالية اليوبيل الفضي
… المزيد من الاخلاص والولاء لهذا الوطن وقائده.
كنت استمعت للكثير من أفكار سمير حداد، في أحاديث عديدة وكان دائماً حتى في نقده لمناخات الصناعات الوطنية يحرص على سلامة مسيرتها وعلى تمكينها من تاديه دورها. فالأردن الصناعي الناجح هو أردن المستقبل الذي تستطيع فيه الأجيال أن تعبر عن نفسها كنموذج شركة مذيب حداد