عروبة الإخباري
قال رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي إن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، يشكل حالة نموذجية ومُثلى في تعاطيه مع قضايا أمته العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، والمضي قدما في مسيرته التحديثة على مختلف الصعد، السياسية والاقتصادية والتنموية.
وأضاف:”فيما يقود جلالة الملك جهودا مكثفة دوليا وإقليميا للتوصل إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وضمان حماية المدنيين وايصال المساعدات الإغاثية الكافية والمستدامة للأشقاء الفلسطينيين، يحرص جلالته على تنفيذ الاستحقاقات الوطنية”.
وأشار العيسوي، بهذا الصدد، إلى التوجيه الملكي بإجراء الانتخابات النيابية وفقا لأحكام القانون، باعتبارها محطة مهمة من عملية التحديث السياسي، والتي تشكل بداية مرحلة جديدة من العمل الحزبي والبرلماني البرامج، ما يفرض مسؤولية على الجميع، خصوصا الشباب، لإنجاح هذه الخطوة، بما سينعكس إيجابا على مخرجاتها، وبالتالي العبور إلى المحطات القادمة”.
وقال إن الأمر الملكي بإجراء الانتخابات النيابية، رغم الإضطرابات التي تعيشها المنطقة، يعبر عن قوة الأردن في مواجهة التحديات.
وأكد العيسوي أن الأردن القوي، هو الأقدر على الدفاع عن قضايا أمته، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، ما يتطلب من الجميع بأن يكونوا بحجم المسؤولية، وأن نثبت للعالم في العاشر من آيلول المقبل، بأن الأردن أكبر من التحديات، التي تعصف بالمنطقة، ماضٍ نحو مستقبل يليق بشعبه الوفي. جاء ذلك خلال لقاء العيسوي، اليوم الأربعاء في الديوان الملكي الهاشمي، وفدا من مبادرة “نحن معك بلا حدود”، حيث استعرض مواقف الأردن وجهود جلالة الملك لنصرة الاشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وقال العيسوي إن الموقف الأردني، القوي والواضح والشجاع، لنصرة ودعم الأهل في غزة، يرتقي، كما هو على الدوام، إلى مستوى المعاناة الإنسانية القاسية، والظروف الصعبة التي يمر بها الأشقاء، فكانت الدبلوماسية الأردنية، بقيادة جلالة الملك، تعمل على مختلف المحاور والصعد والمستويات.
وأضاف أن جلالة الملك، ومنذ بدء العدوان الهمجي والإجرامي على غزة، يقود حراكا سياسيا ودبلوماسيا، مكثفا ومتواصلا، على الساحتين الإقليمية والدولية، لوقف هذا العدوان السافر، مشيرا إلى أن الحراك الملكي، يستند إلى حكمة ورؤية استشرافية حكيمة للواقع.
وبين العيسوي أن جلالة الملك يؤكد ضرورة أن يضطلع المجتمع الدولي بواجبه الأخلاقي، لحماية الأبرياء، الذين يواجهون ظروفا قاسية، ويمرون بكارثة إنسانية، جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة.
ولفت إلى أن جهود جلالة الملك المكثفة، أسهمت في التأثير في مواقف المجتمع الدولي، الذي بات يطالب بالوقف الفوري للعدوان، وضمان تدفق المساعدات، بكل الوسائل الممكنة وبشكل مستدام وكاف، بعدما عرّت الدبلوماسية الأردنية الرواية الإسرائيلية، في مختلف المحافل الدولية والأممية، ووضعت حقيقة ما ترتكبه إسرائيل ومجازرها أمام الرأي العام العالمي، الذي بدأ يتحرك بفاعلية، لكبح جماح الهمجية الإسرائيلية ووقف العدوان الوحشي على القطاع.
وقال العيسوي إن جلالة الملك، تصدى وتصدر بكل قوة وصلابة للمخططات الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم والفصل بين الضفة الغربية وغزة، مشيرا إلى جهود جلالة الملك المكثفة لبناء موقف عربي موحَّد وصلب، للتصدي لمخططات إسرائيل التوسعية الرامية إلى تهجير قسري، داخلي وخارجي للشعب الفلسطيني، وكذلك بناء موقف دولي يدعو إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفق حل الدولتين.
وأشار إلى أن الجهد السياسي والدبلوماسي، الذي يبذله الأردن، يوازيه في الوقت نفسه، جهدا إنسانيا لا يتوقف، فكان الأردن، وبتوجيهات ملكية سباقا، في إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية، والمبادر والسبّاق، بإرسال مستشفى ميداني أردني جديد، وتعزيز المستشفى الميداني الأولى، في “تل الهوا”، بالإمدادات الطبية والعلاجية، رافضا الطلبات الإسرائيلية بإخلائه. ولفت العيسوي إلى الخطوة الشجاعة، التي فاجأت العالم، حينما تمكّن صقور سلاح الجو الملكي الأردني، في ليل السادس من تشرين الثاني الماضي، من كسر الحصار على غزة، بتنفيذ أول عملية إنزال جوي لمساعدات طبيّة ودوائيّة عاجلة، للمستشفيات الميدانيّة الأردنيّة في القطاع، حيث يتوالى تنفيذ هذه العمليات، بشكل مستمر ومكثف، وبات الأردن محطة لانطلاق هذه العمليات، لإرسال المساعدات الدولية والأممية إلى غزة.
وقال إن مشاركة جلالة الملك، في عمليات الإنزال الجوي، بعثت برسائل مهمة وقوية، تؤكد ثبات الموقف الأردني، تجاه فلسطين وأهلها، وأن قضيتها، ستبقى القضية المركزية له، وأن حلها العادل والشامل، الذي يلبي تطلعات الأشقاء الفلسطينيين، يشكل مصلحة أردنية.
كما لفت العيسوي إلى مساعي جلالة الملكة رانيا العبدالله، وجهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، وسمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني، لنصرة ودعم الأشقاء الفلسطينيين، والتي تجسد مواقف الأردن بقيادته الهاشمية، في الدفاع عن عدالة القضية الفلسطينية وعن الأهل في قطاع غزة، بوجه آلة الحرب والدمار الإسرائيلية.
وأكد أن الأردن، بقيادته الهاشمية، مواقفه ثابتة وراسخة تجاه القضية الفلسطينية ومع نضال الشعب الفلسطيني، من أجل الحرية والكرامة، وتلبية حقوقه، وإقامة دولته المستقلة.
كما شدد العيسوي على أن الأردن لن يقبل، تحت أي ظرف، بأي تسوية للقضية الفلسطينية، على حسابه، أو على حساب مصالحه الوطنية، ولن يقبل، تحت أي ظرف، بأي حل لا يحقق تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق.
وبين أن الأردن مستمر ، إنطلاقا من الوصاية الهاشمية، في بذل جميع الجهود، لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية، في القدس الشريف، والحفاظ على هويتها وعروبتها، والوقوف في وجه أي محاولات، تسعى لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم.
واختتم العيسوي حديثه بالقول “من حق الاردنيين أن يفخروا بالقيادة الهاشمية، وبوطنهم الذين بنوه بإرادة وعزيمة أردنية، وأصبحت مسيرته حافلة بالإنجازات، وعلى الجميع واجب التكاتف لحمايته من الأخطار والتحديات، والوقوف صفا واحدا، خلف القيادة الهاشمية الحكيمة.
بدورهم، أكد المتحدثون وقوفهم صفا واحدا، وعلى قلب رجل واحد، خلف جلالة الملك، ومضامين، وقالوا إن ” الأردنيين جميعا جنودا حول وخلف جلالة الملك، يؤيدون مواقفه ويدعمون جهوده في الدفاع عن قضايا أمته”.
وثمنوا جهود جلالة الملك التحديثية والتطويرية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعي، وحرص جلالته على المضي قدما نحو مستقبل أفضل”، وهو ما يعبر عن قوة الدولة الأردنية، رغم ما يحيط بها من أزمات. وقالوا “نفاخر الدنيا بقيادتنا الهاشمية، وبمواقفها الشجاعة والحكيمة ورؤيتها الثاقبة، مشيرين إلى أن مواقف الأردن وجهود جلالة الملك، لنصرة الأشقاء في فلسطين، تعبر عن ضمير ووجدان كل حر وشريف.
وأشادوا بالجهود السياسية، التي يبذلها الأردن، بقيادة جلالة الملك وتوجيهاته، لنصرة الأشقاء في قطاع غزة والضفة الغربية، مشيرين إلى جولات ومباحثات واتصالات جلالته مع قادة وزعماء العالم، لحشد تأييد دولي لوقف العدوان الإسرائيلي الهمجي الغاشم على الأشقاء في غزة.
وأكدوا بأن الدبلوماسية الأردنية، التي يقودها جلالة الملك، محط احترام وتقدير واهتمام على المستويين الإقليمي والعالمي.
كما أشاروا إلى الجهود الأردنية الإنسانية لإغاثة الأشقاء الفلسطينيين ومعالجة مرضاهم وتضميد جروح مصابيهم، في ظل ما يتعرضون له من قتل وتنكيل صارخ، من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وقالوا، في مداخلاتهم، إن الموقف الأردني الراسخ في دعم الأشقاء الفلسطينيين وتقديم يد العون والمساعدة لهم، تجسد أواصر العروبة والأخوة والعقيدة التي كان جلالة الملك دوما المبادر والمجاهر بالتأكيد عليها وعلى ثوابت الأردن.
ولفتوا إلى الاهتمام العالمي بمضامين خطابات ومباحثات جلالة الملك، ما يعكس قوة الموقف الأردن الداعم والمساند للأشقاء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية.
وقدروا عاليا حرص جلالة الملك بأن يكون أبنائه في مقدمة الجنود لنصرة الأشقاء في غزة، مشيرين بهذا الصدد إلى جهود سمو الأمير الحسين بن عبدتلله الثاني، ولي العهد، وإشرافه على إرسال المساعدات الإغاثية والطبية للاشقاء في غزة وإشرافه المباشر على تجهيز وإرسال مستشفى ميداني جديد لغزة، ومرافقة بعثته على متن طائرة عسكرين إلى منطقة العريش المصرية، وكذلك مشاركة سمو الأميرة سلمى بنت عبدالله الثاني الشجاعة في إحدى عمليات الإنزال الجوي للمساعدات.
وثمنوا مساعي جلالة الملكة رانيا العبدالله، والتي ركزت، خلال مقابلاتها مع وسائل إعلام عالمية، على معاناة الشعب الفلسطيني وازدواجية معايير المجتمع الدولي في التعاطي مع ما يجري في فلسطين، وكشفت الإدعاءات الإسرائيلية الباطلة، أحدثت تأثيرا كبيرا لدى الرأي العام العالمي، الذي أصبح يعي ويدرك حقيقة الظلم الفادح الذي يتعرض له الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدوا أهمية الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في حماية هذه المقدسات والحفاظ على عروبتها وهويتها، مستذكرين التضحيات التي قدمها الهاشميون على مر التاريخ في الدفاع عن فلسطين والقدس ودعم ومساندة الأشقاء الفلسطينيين.
وأشاروا إلى أن رسالة الأردن الإنسانية العالمية، تتجسد بجهوده التي يبذلها في مختلف أنحاء المعمورة، لمساعدة شعوب العالم وترسيخ الأمن والسلام العالميين، مستشهدين بجهود نشامى القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية بقوات حفظ السلام العالمي. وأكدوا بأنه لا خوف على وطن، يقوده الهاشميون بكل اقتدار وحكمة وحنكة، مشيرين إلى أن مواقف وجهود جلالة الملك، تجاه قضايا أمته العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، تشكل قدوة للجميع.
وشددوا على ضرورة تمتين وتماسك الجبهة الداخلية، مشيرين إلى أن الأردن القوي، هو الأقدر على مساندة ونصرة القضايا الإسلامية والعربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، مثمنين جهود القوات المسلحة الأردنية-الجيش العربي والأجهزة الأمنية، التي تعتبر سياج الوطن وخط الدفاع الأول عن مسيرته ومنجزاته.
وشددوا على أن جميع التحديات التي تواجه الأردن، تتكسر أمام قيادته الحكيمة واللحمة الوطنية وتماسك الجبهة الداخلية، وأنهم، وجميع الأردنيين، سيكونون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه محاولة المساس بأمن واستقرار الأردن، والمزاودة على دوره القومي العروبي.
وعبروا عن ثقتهم بحكمة جلالة الملك في قيادة سفينة الوطن، الذي بات يشكل نموذجا ملهما، نحو بر الأمان، رغم حجم التحديات والظروف، التي تفرضها الأحداث العاصفة في الإقليم.