عروبة الإخباري –
لا شك بأن للوطن مكانه خاصة عند كل من هو منتمي له بحق، بعيداً عن المكاسب المادية الفانية، والمصالح ضيقة الأفق.
الكاتبة الأردنية لين حسام العطيات في إصدارها الثاني، العام 2020، الذي يحمل عنوان “يكتب الآن رحلة البحث عن الجنّة الأردنيّة” تسلط فيها الضوء على ما يختلج بدواخلنا من حب وعشق وهيام في الوطن الذي نعيش فيه ونفتديه بالمهج والأرواح، على ان الوطن ليس رقعة جغرافية بل هو إحساس بالوجود والانتماء يتجدد فينا كل يوم وامتلاك للحقوق دون مذلة، والحياة ليس روتيناً متواتراً لسنوات معدودة بل فكرة تحتضر بدواخلنا في كل لحظة ولا يفارقنا.
ولأننا نبقى دوما بعلاقة تفاعلية عقلية مشاعريّة وجدانية بيننا وبين مانعيش وما عشناه وما نود أن نعيشه، يتولد بداخل كل من احب الوطن، بكل المشاعر والوجدانيات والتكرار من الرواية يفقدها كل معناها، ولا شك على أن هذه الطريقة في السرد الروائي تجعلنا متعاطفين مع النص والراوي و الرواية وكاتبها ايضا. لقد وضعتنا الكاتبة هنا معها في حالة بوح وجداني من خلال روايتها. وجعلتنا كقراء جزء من حميمية بطل الرواية، ونكتشف أننا نعيش ذاتنا في ذات الوقت الذي نعيش مع رواية
الكاتبة العطيات، اعتمدت على آلية السرد السهل، بدون ضوابط، ولا ضابط، لما يشعر به الانسان، غير العشق المستدام للوطن، وما يخطر على باله كامل الوقت، هي في ذات الوقت تتمتع بسلاسة القراءة، واستخدام المصطلحات البسيطة، وهي في ذلك عملت على إيصال فكرة الانتماء للوطن، حتى لليافعين والشباب وحتى الكبار على حد سواء.
ويمكن القول بأن الكاتبة الأردنية لين حسام العطيات، وهي الشابة في مقتبل العمر، عملت في سردها للرواية، على ضبط الفعل العقلي الذي سيبقى راسخ في الذاكرة، خصوصاً من طرف القراء صغار السن، بعد الغوص في مطالعة الرواية، يمكن الجزم بأنهم طالعوها بشغف عز نظيره عن الروايات العالمية، سواء كانت من الأدب الإنجليزي أو حتى الروسي، الذي له عشاقه من يحرص على اقتناءه ومطالعته باستمرار.