عروبة الإخباري – زينة جرادي
دِنانِ الخَمْر
يا ساكني، أرَّقني طيفُك
أنتظرُ كَلِمَكَ تنزَّلُ عليَّ كوحيٍٍ في غار
تَجوبُني برغبتكَ الشقيةِ المتوقِّدةِ بالشَّبَق المجنون
مَلثومةٌ أنا بليلٍ تَوَسّدَ الظُلمة
يَفوحُ من ريحِكَ فيها المسكُ والبَخور
تُقيّدُني وتحتجزُني احتجازَ الخمر في الدِّنان
تتغلغلُ في قلبي كنَبْتِ المثامل
أرتشفُكَ شيئًا فشيئًا
متى تُغدِقُ عليَّ بحضورِك
تسلّلَ العمرُ فجأة من أقدارٍ كنا نرسمُها
اصفرَّ الورقُ واستطالت سنواتُ العمر
أسترحِمُ قلميَ الهادرَ كأمواج توقظُ جانَ المحيطات يعكِسُ عقاربَ الساعةِ لرجوعِك
يَسبِقُني شوقي لِلُقياك فأسافرُ بأبعادِ الزمن
خلعتُ هوامشَ صوتي على تراتيل اللهفة
نَفِدَتْ أنفاسيَ الوَلْهى
فالزمنُ سُوَيعةٌ تشظّى الحرفُ فيها بمحرابِ العشقِ على كتفِ الغروب
وأنت تختبئُ بثوبٍ غطّاه الصدأ
تقولُ لي كِلانا مِنّا
بي لهبٌ أقوى من نور شمس
تلاقت حواسي بالحنايا على كسر الأنا
ترنَّحْتُ سَكْرى أسكُبُ جروحي
اسقني واشرب من رحيقِ الهوى
أَحترقُ كلُفافةِ تبغٍ بين شفتيك
تتساءلُ وقد تاهت سُبلي
ولم أجدْ إلى الهروب دروبًا ؟!
يا حلُمًا مُذْ أقمتَ بي وأنا محكومةٌ بالطاعة
أنا المكلومَةُ في عمريَ الغضّ
تَبَلّلَ قلبي بمطرٍ شوّهَهُ البكاء
جفّتِ الفصولُ وتساقطت السنوات
دقَّ النسيانُ بابي
وعلى قارعةِ الزمن لم يتبقَّ إلّا صمتي وصوتُ تكتكةِ الساعة تك تك تك