لوحات من نسج الرّبيع

عروبة الإخباري

صحافة وطن – جيلان نصر –

هو ذلك الفصل الذي لا تريده أن ينتهي أبداً، متمنّياً أن تقرأه مراراً وتكراراً، دون ملل أو كلل. وكأنّ الخالق صبغ الكون بأكمله بالأخضر ودرجاته وسماته.

لقد لفّت الأشجار وشاحها الزمرديّ، الذي تسلّلت من خلاله خيوط ذهبيّة بطعم الدفء، وخلعت عنها عريّها بعد طول شتاء، فاتحةً أذرعها لاستقبال المصطافين من الطيور المهاجرة من برد الغربة إلى دفء الوطن. وللفراشات أيضاً حصّتها من مسابقات الجمال حيث تعتلي منصة الزهور،  وتطير بين حناياها بحركات مغناج ورسومات  تجسّد عظمة الرّب ومهارة ريشته.

غمر قرص الشّمس كلّ شيء بحنانه، فتبرّعمت الحياة، وانتفضت من تحت ركام المطر وأنقاض الثلوج. أمّا الغيمات بكت بواقي دمعات وصارت زياراتها لزرقة السّماء مختصرة و خجولة.

جنان ممتدة ورياض عامرة ونسيم عليل يرقّص الجماد على أنغام الحياة. حركة وبهجة وألوان ورقص واجتهاد في العمل والمستقبل والأمل.

صار النهر  الثائر  ناعم الهدير بعد أن كان يعتصر ماءه غضباً من فيض نحيب الشّتاء. الغابات اكتظت بجيوش خضر بدت كشعر كثٍّ لناجٍ ضلّ طريقه في البحر، وعاش عمراً في جزيرة مهجورة.

إنّه فصل الولادة والتجدّد دون منازع أو منافس. إنّه الربيع، معبد مزخرف بنقوش ولوحات فنيّة حيّة تعيد الصفاء والراحة والحبور لكلّ عقل مشتت وقلبٍ مقهور.

بقلم جيلان نصر

شاهد أيضاً

رسالة ماجستير عن (تقاسيم الفلسطينيّ) لسناء الشعلان في الجامعة الجزائريّة أبو بكر بلقايد

ناقشت الباحثتان الجزائريتان (بن عزّة مريم وشقرون وفاء) في قسم اللّغة العربيّة والأدب العربيّ في …