عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
وصلتني رسالته وقرأت وقلت، فتح الله عليك يا مهندس زياد بما علمت وبما سعت به يداك وكنت تمد يداك وانت تمد مئات الطلبة بالمساعدات لاستكمال دارساتهم في العديد من الجامعات في الداخل والخارج وخاصة في جامعة فيلادلفيا.
كنت تغيث الملهوف وقد استمريت في ذلك لسنوات طويلة، ولولا الضائقة التي أصابت الكثير من المتمولين الأردنيين أمثال، أبو عمر زياد صلاح، والدكتور أبو غوالة وغيرهم الكثيرين، ممن فقدوا حتى القدرة على تسيير حياتهم العادية وبعضم تشرد أو عاش في الخارج على الكفاف، وهو الأمر الذي ما زال لم يحرك امكانيات حكوماتنا المتعاقبة وإداراتها لإيجاد مخارج من أجل مساعدة الأردنيين على استرجاع مدخراتهم.
كان القطاع الخاص المنتعش يستطيع أن يعمل الكثير وأن ينجز الكثير وكان يؤدي واجبه الوطني في دفع التزاماته العديدة للدولة، في تشغيله للآف من الباحثين عن العمل، وفي بعض رموز القطاع الخاص من حسن عمله وارتقى اداؤه ونال أوسمة وجوائز، وحتى لا أذهب بعيداً فانني اتوقف عند ما أنجزه المهندس زياد صلاح، الذي كرمته نقابة المهندسين الأردنيين أخيراً، وقد كنت اقرأ في سيرته قائمة طويلة من المشاريع الماثلة في حياتنا الآن، والتي أنجزها وترك بصماته عليها مثل الجناح المدني في جامعة مؤتة، وقد قرأت رسالة الشكر الموجهة من رئيس الجامعة آنذاك، الدكتور عوض خليفات، للمهندس زياد صلاح، وثنائه على عمله وانجازه في وقته والتزامه بالجودة والمواصفات.
كما نفذ صلاح المدرسة الإنجليزية، وكذلك صوامع اربد، وكلية الهندسة ومحطات تنقية، ومبنى بنك الاستثمار الاردني وكذلك شركة الكهرباء الأردنية، ولعل المعلم الأبرز الذي يتعز به المهندس صلاح، كان جامع الملك الشهيد عبد الله في العبدلي، وهو آية من الفن، كما كان في قائمته محطة إرسال الحرانة، حيث قصر الحرانة، وهو من معالم العهد الأموي، على الأرض الارض الأردنية.
ونذكر بعض المشاريع لأنها نفذت في وقتها ودون تقصير أو خلل، رغم بعض الظروف الاقتصادية التي مرّ بها الأردن في فترات عدة، شملت وقت التنفيذ وخاصة مرحلة خفض قيمة الدينار في اواخر الثمانينات بنسبة حوالي 30%، ومع ذلك أوفى المهندس صلاح وتجاوز تلك المرحلة التي وصف فيها الملك الراحل الحسين المنطقة كلها “وكأنها فوق رمال متحركة”.
استعرضت كتيباً برشوراً مصوراً بالمشاريع الكثيرة، واقرأ قائمة جامعة فيلادلفيا باسماء الطلاب الذين جرى تغطية تكاليف دارستهم وغيرهم في دراسات عليا للماجستير والدكتوراة.
وأحس بصبر هذا الرجل واحتسابه أمواله ومشاريعة وانتظار الأمل بالفرح، فقد التهمت لبنان الكثير من أموال المستثمرين الاردنيين وودائعهم وحتى مشاريعهم التي موّل بعضها من أموالهم المولة من الأردن.
وما زال الأمل يحدونا في أن تبذل الحكومة والجهات القضائية جهوداً أكبر لينال اصحاب الحق حقوقهم، فقد أعطوا ولم يقصروا وكان أذرعة أستمثار وطني فاعل.