عروبة الإخباري –
أكد رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، أنه سيتم التصدي بقوة لكل من يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار في الأردن.
وشدّد في حديثه لبرنامج “توتّر عالي”، الذي يبث على قناة ومنصة “المشهد”، على أن الأردن لن يقبل بأي أجندات تفرض عليه من أية جهة كانت داخلية أو خارجية، مبينًا أن السعي لزعزعة الاستقرار والطعن بالوحدة الوطنية في المملكة هو أمر غير مقبول.
وحول محاولات شيطنة موقف الأردن من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أكد الفايز، أن المملكة الأردنية الهاشمية ومنذ تأسيسها، تقف إلى جانب القضية الفلسطينية، وهو ما ظهر في مواقف ملوك قادتنا الهاشميين منذ المرحوم الشريف الحسين بن علي رحمه الله، وصولا إلى الدور الذي يلعبه جلالة الملك عبدالله الثاني، من دعم للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية.
وحول الاعتصامات التي يشهدها الأردن ، أكد الفايز أن الأردن دولة قوية بمليكها ووعي شعبها ومنعة أجهزتها الأمنية وقواتها المسلحة، مشيرًا إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني ومنذُ توليه سلطاته الدستورية، يدافع عن القضية الفلسطينية وينبه جلالته بأنه إذا لم يتم حل القضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة فلن ينعم الشرق الأوسط والعالم بالسلام.
وحول علاقته بقادة حركة “حماس” في ظل حملات تشن لتشويه دور الأردن التاريخي الداعم لفلسطين، قال الفايز “تربطني علاقة مبنية على الاحترام المتبادل مع رئيس الحركة في الخارج خالد مشعل، وقد وجهت رسالة واضحة لقادة “حماس” و”الإخوان المسلمين” أن لا يعبثوا بأمن الأردن”.
وبين الفايز أن المجتمع الأردني بني على توازنات، وعلى (حماس والإخوان) أن يدركوا هذه التوازنات “وإذا ما عبثوا بالنسيج الاجتماعي الأردني فلن يكون هذا في صالحهم ولا في صالح الأردن، فالعبث بالتوازنات بمثابة قنبلة موقوتة”.
وأكد أن الأردنيين يعتزون دائماً بالوحدة الوطنية فهي صمّام الأمان الثاني للأردن بعد الصمّام الأول الذي يتمثل بجلالة الملك عبدالله الثاني، وأوضح أن جماعة “الإخوان” عليها أن تعي أن اللعب بمُقدرات الأردن، سيؤثر بشكل سلبي على القضية الفلسطينية برمتها.
وتساءل الفايز “ماذا يريدون من هذا الموقف القوي لجلالة الملك عندما أرسل المساعدات الغذائية والدوائية إلى أهالي غزة؟”، لافتًا إلى أن جلالة الملك سلّم المساعدات الإغاثية لأهالي غزة بيديه عندما شارك في الإنزالات الجوية فوق القطاع.
وأكد أنه لا يوجد هناك تحفظ في توجيه أي اتهام لأي جهة تريد اللعب على وتر السلم المجتمعي الأردن، مشيرًا إلى حديثه لقادة “حماس” وجماعة “الإخوان” وتنبيههم من عدم شحن الشارع الأردني.
وأضاف أنه لامس تغيّرا بموقف “حماس” ولفت إلى أن آخر زيارة لرئيس المكتب السياسي للحركة لإسماعيل هنية إلى العاصمة الإيرانية طهران كان هناك بعض التغيرات في موقف “حماس”، معتبرًا أنه يجب أن يكون هناك وعي عند قادة الحركة.
ولفت إلى أن “خالد مشعل يعرف الأردن جيداً، وسمحت له الدولة الأردنية بزيارة المملكة، لكن أن يتخذ هذا الموقف فأنا مستغرب منه”، مشددًا على أن العاطفة لن تؤدي إلاّ إلى المزيد من الفوضى، وعلى أن الحروب لا تُخاض بالعواطف.
وحول اتفاقية السلام بين الأردن وإسرائيل، أكد الفايز أن جلالة المرحوم الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، لم يوقّع على معاهدة السلام إلا بعد أن وقعت السلطة الفلسطينية اتفاق سلام مع إسرائيل.
وبخصوص الأحاديث التي تقول إن دور عمّان وصل بعد بغداد ودمشق وبيروت ضمن المخطط التوسعي الإيراني في المنطقة، أكد الفايز أن الأردن دولة قوية وعميقة، والشعب الأردني يلتف حول قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وأشار إلى أن الأردن واجه تحديات عدة، كان يتغلب عليها بحكمة جلالة الملك ووعي الشعب الأردني، مستشهدًا بمرحلة الربيع العربي وتحدياتها، مؤكدًا بذات الوقت أن الجهات التي تريد شرّا بالأردن لن تنجح في مساعيها.
كما أكد الفايز، أن المجتمع الأردني بجميع مكوناته يقف خلف جلالة الملك وقيادته الحكيمة، مشيرًا إلى وجود أكثر من 80 ألف حساب وهمي يعمل ضدّ الأردن؟ لكن مع كل هذا فإن كل التحديات التي واجهها الأردن من عهد الإمارة وصولا إلى عهد المملكة، تجاوزها المجتمع الأردني، وأن الغالبية العظمى من الأردنيين مع الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي، ولن يستطيع أحد العبث بهذا النسيج.
وأضاف أن الأردن قوي بمليكه وبقواته المسلحة وبأجهزته الأمنية وبشعبه الواعي من جميع الأطياف ومختلف المنابت والأصول.
وحول من يحاول أن يحرف المظاهرات في الشارع الأردني عن مسارها الصحيح، قال الفايز إن “الإخوان” من حيث يدركون أو لا يدركون، يريدون تحويل الساحة الأردنية إلى ساحة حرب، مضيفًا “نحن ندعم فلسطين قلباً وقالباً ونحن الأقرب إلى فلسطين والأقرب إلى الشعب الفلسطيني، ولكن لن نسمح لأحد أن يحول الساحة الأردنية إلى ساحة حرب”.
وشدد الفايز على أنه لن يتم السماح لأي جهة خارجية أو داخلية العبث بالنسيج الاجتماعي الأردني، مشيرًا إلى أن الدولة الأردنية دولة حكيمة، وأن جلالة الملك عبدالله الثاني بطبعه “صبور”، لكن في النهاية سيتم اتخاذ إجراءات لوقف التجاوزات، التي من شأنها العبث بأمن واستقرار الأردن.
ونفى الفايز أن يكون هناك توجها بمنع التظاهر، معتبرًا أن التظاهر والاحتجاج السلمي والتعبير عن الرأي حقوق حفظها وكفلها الدستور، لكن الدولة الأردنية لها الحق في وضع حدّ للتجاوزات، إن وصلت إلى إساءات لرجال الأمن العام والدولة وشخص الملك.
وبين أن غالبية الشعب الأردني يشارك في المظاهرات، لكن دون تخريب للممتلكات العامة الذي هو تصرّف مرفوض، لذلك لن تمنع المظاهرات، فلكل مواطن الحق في التظاهر وفق القانون.
وحول قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وآخرها قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قال الفايز إن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، لا تعترف بقرارات محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، مشيرًا إلى أن هنالك خلافات عميقة بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، على الرغم من أن واشنطن هي الداعم الرئيسي لدولة الاحتلال.
وبخصوص مطالبات البعض إعلان الحرب على إسرائيل ، قال الفايز إن الأردن لا يستطيع وحده تحمّل عبء القضية الفلسطينية، ولهذا يجب أن يكون هناك قرار إقليمي وقرار دولي ضد إسرائيل لوقف ممارساتها وعدوانها في فلسطين وقطاع غزة.
وتحدّث الفايز عن الزيارات والاتصالات الدولية التي أجراها وقام بها جلالة الملك عبدالله الثاني، وقال إن جهود جلالته كانت ايجابية ومثمرة جداً، وشرح فيها جلالته الوضع في غزة وما يتعرض له الأهل في القطاع من إبادة جماعية وتهجير قسري، خصوصًا وأن رأي جلالة الملك مسموع ومحترم ومقدر من كل دول العالم، وبات المجتمع الدولي يتفهم حقيقة العدوان الإسرائيلي ويطالب بوقف الحرب وإدخال المساعدات وإقامة الدولة الفلسطينية.
وحول العلاقات الأردنية الإسرائيلية أوضح الفايز، أن علاقة الأردن مع إسرائيل “سيئة جداً”، فما يجري في غزة والضفة الغربية لا يقبل به جلالة الملك أو أي أردني، مشيرًا إلى أن الأردن الدولة العربية الوحيدة التي سحبت سفيرها من إسرائيل وطلبت من السفير الإسرائيلي مغادرة عمّان.
وتساءل الفايز “ماذا يريد هؤلاء من يسمون أنفسهم بالمعارضة؟ ماذا يريدون أكثر من هذا؟”، مشددًا على أن الأردن قوي ومستقبله زاهر، ولا داعي للخوف عليه.
وحول استهداف الإيرانيين في سوريا من قبل إسرائيل، أكد الفايز أن الأردن يرفض الممارسات الإسرائيلية سواء في سوريا أو في غزة أو في لبنان وغيرها، وقال “نحن لا نستطيع أن نصفق لإسرائيل لأنها تقصف سوريا أو لبنان أو أي مكان آخر في العالم العربي، نحن ضدّ هذا وندين هذا العمل”.
وحول أطماع إيران التوسعية في المنطقة العربية، طالب رئيس مجلس الأعيان بضرورة أن يكون هناك موقف عربي موحد لمنع التوسع الإيراني.
وقال “للأسف لا يوجد هناك موقف، إيران تعمل لرعاية مصالحها وتركيا تعمل أيضا، لكن أين الموقف العربي الموحد لرعاية المصالح العربية؟”، مبينًا أنه في ظل وجود هذا الموقف العربي الموحد لن تستطيع إيران أو أي دولة أخرى، أن تتغول على مصالح وسيادة الدول العربية.
وبخصوص أين تسير الحرب في غزة؟ قال رئيس مجلس الأعيان، إن تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، تتحدث عن نيته الهجوم على رفح للقضاء على حركة “حماس”، إلا أن خلافاته مع الجانب الأميركي يمكن أن تحبط العملية العسكرية، متمنيًا أن تفلح الجهود الأميركية في وقف الهجوم على رفح لتفادي وقوع مأساة جديدة.
ولفت إلى أن الوضع الميداني ليس بالسهل، آملا بأن تتكلل الجهود العربية والأوروبية والأميركية بالنجاح، وأن تؤتي ثمارها وتوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم وما ترتكبه قوات الاحتلال من مجازر بحق الشعب الفلسطيني .
وبخصوص التقارير التي تتحدث عن إدارة غزة عبر دول عربية، نفى الفايز صحة التقارير التي تحدثت أخيرا عن أن مصر والأردن من الممكن أن تشاركا في إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، وقال “لا يمكن ذلك، فموقفنا واضح، لن يكون الأردن طرفاً في هذا، هناك السلطة الفلسطينية، لكن لن نكون طرفاً في هذا الموضوع”.
وحول أهمية العفو العام في الأردن، قال الفايز إن قانون العفو العام هو مكرمة ملكية، خصوصًا وأن الكثيرين يعانون من وضع اقتصادي صعب، مبينًا أن موضوع العفو ليس سياسيا وإنما اقتصاديا فقط.
وأضاف “أننا في الأردن عانينا كثيرا من الأزمات منذ عام 2003 إلى الآن، عبر أزمات اقتصادية متتالية بدءا من الربيع العربي واجتياح العراق وجائحة كورونا وآثار حرب روسيا وأوكرانيا وتحديات عدة “، لهذا أعتقد أن العفو العام يخفف الضغوط الاقتصادية قليلا عن الأردنيين”، واعتبره خطوة مباركة من قبل جلالة الملك خصوصا وأنها ليست المرة الأولى.
وفيما يتعلق بضبط الحدود مع سوريا ووقف عمليات تهريب المخدرات والأسلحة، أكد الفايز أن الجيش الأردني يقوم بواجبه على أكمل وجه، والوضع على الحدود تحت السيطرة.
وأكد أنه يجب دائماً التحدث إلى الحكومة السورية في هذا الشأن، خصوصا وأن تجارة المخدرات تؤثر ليس فقط على الأردن، وإنما على كل الدول التي لها حدود مع المملكة، وأن الأردن يكافح تهريب السلاح والمخدرات من الجنوب السوري.
ودعا الجانب السوري إلى تفعيل الرقابة على حدوده، لمنع الجماعات المسلحّة والمهربين من الوصول إلى الشمال الأردني، والعبور إلى دول الجوار.