عروبة الإخباري
قال خوسيه أندريس، مؤسس “المطبخ المركزي العالمي”، إن إسرائيل لم تقتل 7 من موظفي المنظمة بغزة خطأً وفق ما تروّج، بل بشكل ممنهج، مبيناً، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت سيارة تلو الأخرى، فيما طالب رئيس الوزراء البولندي إسرائيل بدفع تعويض والاعتذار.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدفت بقصف جوي قافلة لمنظمة “المطبخ المركزي العالمي” (غير حكومية) بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص يحملون جنسيات أستراليا وبولندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وفلسطين.
وقال أندريس في لقاء نقلته شبكة “سي إن إن” الأمريكية ضمن تقرير عن الجريمة: “هاجموا السيارة الأولى، ونعتقد أنهم تمكنوا من الهروب منها بأمان لأنها كانت مدرّعة”. وأضاف: “كانوا قادرين على التحرك في السيارة الثانية، والتي قُصفت أيضاً، عندها كانوا قادرين على الانتقال إلى السيارة الثالثة”.
كما كشف أندريس أن الفريق في خضمّ هذه الأحداث العنيفة والفوضى “كان يحاول التواصل مع الجيش الإسرائيلي لسؤالهم: لماذا يفعلون ذلك”. وشدد على أن “إسرائيل استهدفت الفريق الإغاثي في منطقة خفض اشتباك يسيطر عليها الجيش، مع علمه بأن فرقنا تتحرك عبرها”.
واستنكر مؤسس المطبخ المركزي العالمي تذرع إسرائيل بأن ذلك حدث عن طريق الخطأ، وقال: “هذا ليس مجرد وضع سيئ خاضع لقلة الحظ ليقولوا: عفواً.. قصفنا المكان الخطأ”. وتابع: “لا، كانت هذه قافلة إنسانية تتنقل لمسافة أكثر من 1.8 كيلومتر وتحمل على أسقفها لافتات ملونة وتظهر بوضوح من نحن وما هي مهمتنا”.
حول حرب التجويع التي تنتهجها إسرائيل مع أهالي غزة، قال أندريس: “يبدو أن هذه ألعاب جوع حقيقية يجب أن تنتهي”، في إشارة إلى فيلم أمريكي مشهور تقوم فكرته على استخدام تجويع المشاركين في اللعبة ليموتوا بالتدريج.
كما انتقد أندريس السياسة الأمريكية في التعامل مع الحرب على غزة، وقال: “نحن نخذل الشعب الفلسطيني، ويجب على الولايات المتحدة فعل المزيد”، حسب ما نقلته وكالة الأناضول.
وشدد قائلاً: “أحتاج التأكد من أن من أقدم على هذه الجريمة ليس فوق القانون والنظام ويقرر قتلنا ربما بسبب تغريدة قوية كتبتها ضد (رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو”.
مجدّداً رفضه ادّعاء إسرائيل بأن الضربات لم تكن متعمدة، شدد على أنه “حتى لو لم نكن ننسق مع الجيش الإسرائيلي، لا يحق لأي دولة ديمقراطية أو جيش استهداف مدنيين وعمال إنسانيين، خاصة أن التكنولوجيا حالياً تسمح بمعرفة الأشياء بطرق لم تكن متاحة سابقاً”.
أضاف: “تلك الطائرات المسيّرة تراقب كل ما يتحرك في غزة، سبق أن كنت هناك، هذه المسيرات تحلق بشكل متواصل فوق المنطقة، لا شيء يتحرك هناك ولا يعلم به الجيش الإسرائيلي”.
حول إمكانية استئناف عمل المنظمة في غزة بعد أن أعلنت تعليقها صباح الثلاثاء، قال أندريس إنهم يقيّمون الوضع باستمرار لتحديد إمكانية ذلك وتوقيته.
وخاطب نتنياهو قال: “مات 200 عامل إنساني حتى الآن، ومات عشرات الآلاف من المدنيين… حتى خسارة حياة مدني أو طفل واحد تجاوز غير مقبول”.
من جهته، قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، إن على إسرائيل الاعتذار ودفع تعويضات لأسرة مواطن بولندي كان من بين 7 من عمال المطبخ المركزي العالمي قتلوا في غارة جوية على غزة. وأضاف توسك في مؤتمر صحفي: “سنتوقع… توضيحاً فورياً للملابسات وتعويضاً لأقارب الضحايا”.