كتب سلطان الحطاب
ومنهم من يّفرج الكرب، فقد جعل الله من عباده من يقومون بواجب المساعدة وتفريج كرب الناس وحاجاتهم.
ويأتي رمضان ونعيشه وتزداد الحاجات فيه وهناك من يسأل وهناك من يعين ويغيث.
كنتُ كتبت في رمضان الماضي عن فتاة صغيرة مقعدة تحتاج الى مستلزمات الإعاقة ودواء وكساء وعربة وقد جاءت الاستجابة، وكانت على يد رجل محسن، هو السيد محمود ملحس، الذي بادر بالاتصال وقد أحلته من خلال أحد مرافقيه الى صاحبة الحاجة، وعلمت فيما بعد أن في هذه الدنيا خير وأن فيه من يبحثون عن الخير ويهتمون به وقلت لهم أنه ليس لي فضل في ذلك سوى أنني ذكرت وأن صاحب الفضل هو من تصدق وقام بالتواصل والمساعدة المباشرة.
وكان السيد ملحس من قبل قد تابع ومنح رجل مريض من مخيم الوحدات جرى الاعتداء على عربة الخضار التي يبيع عليها لإطعام أطفاله الصغار الثلاثة وقد حطمها مراقب البلدية لأنه لم يبعدها عن المكان الذي كانت فيه فانقلب ما عليها من خضار وتحطمت، وبكى الرجل وجلس في الشارع، وقام شخص وصور الحادث وأرسله لي بالصدفة بعد أن قال أن أحدهم نصحه أن يرسل لي الصور، وارسل رقم هاتفه واستفسرت قبل النشر واستعد الرجل الذي أرسل الصور أن يأتي بالرجل المتألم المتضرر. وقد كتبت عن ذلك وكان السيد محمود ملحس أول المستجيبين، وقد أكرم الرجل بأن دفع له ثمن العربة وتم تحميلها بالخضار ليستأنف حياته، وعرفت ذلك وحمدت الله وسارت أمور الرجل المريض وزوجته وأطفاله الى ما كانت عليه قبل الحادث.
نعم عشرات بل مئات الناس لا تصل أصواتهم ولا يتصل بهم أحد، وأكثرهم لا يشكون خجلاً وتعففاً. ولولا ما تفيض به الجمعيات الخيرية وجمعيات المحسنين وبعض الميسورين من صدقات وأعطيات في هذا الشهر الفضيل.لكانت الأمور اسوأ
كثيرون هم مثل السيد محمود ملحس ممن يساعدون وهناك من لا أعرفهم ويأخذون بطريقة لا تعلم اليد اليسرى ما تقدمه اليمنى ويتقون بالصدقة والإحسان.
هذا شهر يكثر فيه التراحم وتزداد الحاجات كثيرون يتبرعون لصلة الرحم، وآخرون يتبرعون لجمعيات ارتبطوا بها والغالبية تقدم لتكية أم علي لثقتهم واعتقادهم أنها موصلة وتحمل اعباء كبيرة وهناك من ادخر وتبرع الى غزة وأهلها بعد ما رأينا من كوارث، والأمل أن تصل هذه المساعدات عبر الأدوات والجهات والروافع المقررة والتي تدعو الناس لذلك.
يبقى أن أشكر السيد محمود ملحس أبوحازم لأهتمامه وسؤاله واستجابته حين يعلم بحاجات ماسة للبعض من ذوي الحاجات أو الأيتام، فيبادر للاتصال بهم وتبقى الفتاة المعاقة التي أعلنت عن حاجتها وتناشد ذوي الضمائر للمساعدة بالاتصال بهاتنتظر واعتقد أن اعطياته تتكرر وهناك من نهج نهجه ويسير على نفس طريقه فجزاهم الله خيراّ عن كل محتاج