عروبة الإخباري –
بدون «طول سيرة»، سيرهم معروفة قبل سردياتهم. لمَ اللف والدوران؟ لم التعطيل والتأجيل؟ قد آن أوان هدم هيكلهم على رؤوسهم الغادرة أو الخاوية. لا فرق، لا وقت لحسن النية، فالظرف لا يسمح بالمجازفة. «هم» هنا لا تعني أي أردني قولا وفعلا. «هم» تعود إلى أولئك البغضاء البعداء، من فصيلة ال «شو اسمهم» أو «اللي ما يتسمّوش»، في بعض اللهجات العربية التي عانت من الغدر زهاء قرن.
القصة لا فلسطين ولا غزة ولا حتى حماس، أو أي فصيل -قديم أم جديد- طعن في الظهر أو الخاصرة. القصة قصة أحقاد متقيّحة، وجحود مزمن، وعُقَد نقص مركّبة، بعضها تاريخي يرجع إلى قرون لا عقود، إلى ما قبل القادسية -الأولى والثانية.
ومرة أخرى هذا الكلام لا يعني لا من قريب ولا من بعيد أحدا من الأردنيين الأردنيين الصادقين المخلصين بكسر اللام وفتحها- أقول بعض الأحقاد انسلّت من نار كسرى التي أطفأها نور الإيمان القادم من جزيرتنا العربية حيث القبائل والحمائل، وطيب المعدن والشمائل، حيث أصل الخير والنعم والبركات كلها، كلما انطفأت نار فوضى وخراب في أي من «بلاد العرب أوطاني»، وجدوا عملاء لهم ووكلاء سموهم في هذا الزمان الرمادي أو لعله الملوّن أو المتلوّن كما الحرباء، سموهم حلفاء في محور خلعوا عليه سمتي الممانعة والمقاومة ولم نر منه إلا الكفر المباح غيلة وغدرا، يتدرّج من سموم المخدرات إلى أفيون العقائد الفاسدة، الضالة المضلة.
بئس التقية تلك، وبئس الانتهازية التي آن الأوان إلى هدم عمودي هيكلها الخاوي على من ظنوا أنفسهم شمشون بشعور رؤوسهم أو لحاهم، وقد عادوا من كل أسفارهم حفاة عراة من أي مصداقية، دينية كانت أم سياسية. من يكذب في الدين والدنيا، أبعد الناس عن الائتمان على الأديان والأوطان، فالواحد منهم -حافي القدمين أو حافّ الشاربين- في الحالين دجّال غادر، فهو إما ساذج مغفل وإما أفعوان بهلوان يريد -خاسئا بعون الله- تحويل الساحات إلى سيرك والميادين إلى ديستوبيا (المجتمع غير الفاضل الذي تسوده الفوضى) عكس اليوتوبيا التي يدلسون بها على الجهّال والمغرر بهم من الأغرار.
آن الأوان -ولا أضيف إلى علم العالمين وحرص الحريصين الغيورين شيئا- ولكن بالعشم أقول، قد آن الأوان، ربما لتفعيل بعض القوانين وتسريع تنفيذ البعض الآخر والحاجة إلى المبادرة حكوميا أو برلمانيا إلى إصدار حزمة من التشريعات الاستثنائية.
عندما يكون الخطر حقيقيا وشيكا داهما لا بد من الاستعجال، والبتّ والبتر إن لزم الأمر. القول الفصل دائما آت من لدن سيدنا، قائدنا الأعلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين نصره الله وأعز ملكه.
منذ أيام، انبرى عدد من الغيارى في الوطن والمهجر، بالإشارة إلى ملف التجنيس -حديثا وحتى قديما. لا فرق، ما دام المعيار هو الانتماء قولا وعملا. لا يعقل أن يعاد طرح مسَلّمات للنقاش مع كل أزمة ومع كل أجندة وافدة أو طارئة. القضية محسومة، قانونا وشرعا. من أقسم يمين الولاء يبرّ بقسمه. الأردنيّ لا يكذب أهله ولا يغدر بهم، ولا يقبل من باب أولى أن يكون مطيّة من مطايا من ثبُت تربصهم وغدرهم، منذ عقود وقرون.
نعم، سحب الجنسية والترحيل من بين رزمة «آخر العلاج الكي».. فلا توجد بلاد في العالم -لا عربية ولا غير ذلك- بما فيها الكويت وبريطانيا وأمريكا -وقد عشت فيها نصف عمري- يقبلون بما سمعته من هتافات وما شهدته من فيديوهات، هذا غير ما يجري في عوالم الهلس والتدليس من غرف ظلماء في الشبكة العنكبوتية وفضائها ذي الناب الأزرق.
فلنهدم هيكلهم.. أقولها وقد أكرمني الله بالعيش في زمنين حسينيّ وعبدليّ، وقد قالها الراحل العظيم الحسين، سلام على روحه الطاهرة في عليين: فلنبن هذا البلد ولنخدم هذه الأمة..